النهار

لا إشارة من إيران إلى نيّة للردّ على إسرائيل بعد هجوم بمسيّرات على أراضيها
المصدر: رويترز
لا إشارة من إيران إلى نيّة للردّ على إسرائيل بعد هجوم بمسيّرات على أراضيها
تظاهرة مناهضة لإسرائيل بعد صلاة ظهر الجمعة في طهران (19 نيسان 2024، أ ف ب).
A+   A-
 ترددت أصداء انفجارات في مدينة إيرانية، اليوم الجمعة، في ما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران شككت في الواقعة وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام، وهو رد يهدف في ما يبدو إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.

ويشير النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله فيما يبدو إلى جهد ناجح من ديبلوماسيين يعملون على مدار الساعة لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل يوم السبت الماضي.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية ومسؤولون بوقوع عدد قليل من الانفجارات، والتي يقولون إنها نجمت عن إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لثلاث طائرات مسيرة فوق مدينة أصفهان.
 
وأشاروا إلى الواقعة على أنها هجوم نفذوه "متسللون"، وليس إسرائيل، مما ينفي الحاجة إلى رد انتقامي.

وقال مسؤول إيراني لرويترز إنه لا توجد خطط للرد على إسرائيل بسبب الواقعة.

وأضاف "لم نتأكد من أن هناك مصدرا خارجيا وراء الواقعة، لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوما".

وقال جوناثان لورد رئيس برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد وهو مركز أبحاث "يبدو أن هذا يشير إلى أن إيران تريد أن تتخذ خطوة للوراء والتقليل من تأثير الهجوم وربما التراجع عن دوامة التصعيد".

والتزمت إسرائيل الصمت اليوم الجمعة ونفت الولايات المتحدة أي دور لها. وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الأمر مرارا في مؤتمر صحافي في إيطاليا، قال إنه لن يعلق باستثناء القول إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ولكنها لم تشارك في أي عمليات هجومية.

وعلى مدار الأيام الماضية قالت إسرائيل إنها تخطط للانتقام من إيران بسبب هجوم يوم السبت، وهو أول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه طهران على إسرائيل بعد عقود من الحرب عبر وكلاء والتي تصاعدت في أنحاء الشرق الأوسط خلال الحرب في غزة الدائرة منذ ستة أشهر.

ويتجه العدوان اللدودان نحو مواجهة مباشرة منذ غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق أدت لمقتل عدة ضباط إيرانيين منهم قائد كبير.

وكان رد إيران، بهجوم مباشر على إسرائيل، غير مسبوق، لكنه لم يتسبب في سقوط قتلى وتسبب في أضرار طفيفة فقط إذ أسقطت إسرائيل وحلفاؤها مئات الصواريخ والطائرات المسيرة.

دعوات للتهدئة
ضغطت واشنطن وقوى عالمية أخرى على إسرائيل لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقا وزار وزير الخارجية البريطاني ونظيرته الألمانية القدس هذا الأسبوع، وشددت الدول الغربية العقوبات على إيران لتهدئة إسرائيل.

ولم ترد أي إشارة من إسرائيل بشأن التخطيط لمزيد من الإجراءات الانتقامية. وبصرف النظر عن الضربات المباشرة على الأراضي الإيرانية، لدى إسرائيل وسائل أخرى للهجوم، منها الهجمات الإلكترونية والهجوم على فصائل موالية لإيران في أماكن أخرى.

وفي علامة على تصاعد الضغط داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة لرد أكثر قوة، كتب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على منصة إكس منشورا من كلمة واحدة بعد ضربات اليوم هي "ضعيف!".

ودعت الدول في أنحاء العالم اليوم الجمعة الجانبين إلى تجنب المزيد من التصعيد.

قال وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في بيان صدر اليوم الجمعة في نهاية قمة استمرت ثلاثة أيام في جزيرة كابري بإيطاليا "في ضوء الأنباء عن هجمات 19 نيسان، نحث كافة الأطراف على العمل من أجل منع المزيد من التصعيد".

كما دعوا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتعزيز تدفق المساعدات للمدنيين في غزة وامتناع إسرائيل عن مهاجمة رفح التي تعد الملاذ لأكثر من مليون نازح من سكان غزة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "من الضروري للغاية أن تظل المنطقة مستقرة وأن تمتنع جميع الأطراف عن اتخاذ المزيد من الإجراءات". وجاءت دعوات مشابه من بيجينغ وموسكو ومن دول عربية.

وعلى صعيد أسواق المال، تراجعت الأسهم العالمية وارتفعت أسعار النفط وانخفضت عوائد السندات الأميركية مع قلق المستثمرين بشأن المخاطر.

لا إشارة إلى إسرائيل
وفي داخل إيران، لم يرد أي ذكر لإسرائيل في معظم التصريحات والتقارير الإخبارية الرسمية، وبث التلفزيون الرسمي آراء محللين شككوا في حجم الهجوم.

وقال محلل للتلفزيون الرسمي إن الدفاعات الجوية في أصفهان أسقطت طائرات مسيرة صغيرة أطلقها "متسللون من داخل إيران"

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إنه بعد منتصف الليل بقليل "شوهدت ثلاث طائرات مسيرة في سماء أصفهان. وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوي وتدمير هذه المسيرات في السماء".

وتجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشكل مباشر، وبدلا من ذلك أشارت إلى تقارير وسائل إعلام أجنبية نقلت عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن إسرائيل كانت وراء الهجمات.

وأشار بعض الإسرائيليين إلى أن الهدف هو إظهار القدرة على الهجوم دون التسبب في ضرر.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حذر إسرائيل قبل ضربة اليوم الجمعة من أن طهران سترد "بقوة" على أي هجوم على أراضيها.

وأبلغت إيران مجلس الأمن الدولي أمس الخميس بأنه "يجب إجبار إسرائيل على وقف أي مغامرات عسكرية أخرى ضد مصالحها" في الوقت الذي حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن الشرق الأوسط يمر "بأقصى اللحظات خطورة".

وبحلول الصباح، أعادت إيران فتح المطارات والمجال الجوي التي كانت أغلقت خلال الهجمات.

لكن لا يزال هناك حالة من الحذر الأمني في إسرائيل وأماكن أخرى. وحذرت السفارة الأميركية في القدس موظفي الحكومة الأميركية من السفر خارج القدس ومنطقة تل أبيب وبئر سبع "إمعانا في الحذر".

وفي بيان على موقعها الإلكتروني نبهت السفارة المواطنين الأميركيين إلى "الحاجة المستمرة للحذر وزيادة الوعي بالأمن الشخصي لأن الوقائع الأمنية كثيرا ما تحدث دون سابق إنذار".

وبدأ الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول الذي أودى بحياة 1200 شخص وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع قتل نحو 34 ألف فلسطيني.

وأعلنت جماعات متحالفة مع إيران دعمها للفلسطينيين، وشنت هجمات من لبنان واليمن والعراق مما أثار مخاوف من تحول الحرب في غزة صراعا أوسع نطاقا في المنطقة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium