النهار

مجلس النواب الأميركي يصوّت على خطة مساعدات واسعة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان
المصدر: "أ ف ب"
مجلس النواب الأميركي يصوّت على خطة مساعدات واسعة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان
مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن العاصمة (16 نيسان 2024 - أ ف ب).
A+   A-
صوّت مجلس النواب الأميركي، اليوم، لصالح خطّة مساعدات واسعة لـأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، في خطوة كانت مرتقبة إلى حدّ بعيد تحظى بدعم الجمهوريين والديموقراطيين على السواء. والحزمة الضخمة طالب بها الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر، وتبلغ قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار.
 
يلحظ النص المتعلّق بأوكرانيا مساعدات لكييف بـ61 مليار دولار لدعمها في التصدي للغزو الروسي، أما النص المتعلّق بإسرائيل فيلحظ مساعدات بمليارات الدولارات خصوصاً لمنظومتها المضادة للصواريخ "القبة الحديدية".
 
كذلك صوّت النواب على نص يتضمّن تهديداً بحظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة إذا لم تقطع الشبكة الاجتماعية صلاتها بالشركة الأم "بايت دانس" وتالياً بالصين. ثم صوّتوا على نص يهدف إلى احتواء بيجينغ على الصعيد العسكري عبر الاستثمار في الغواصات وتقديم مساعدة إلى تايوان.
 
ومن المرتقب أن ترفع النصوص إلى مجلس الشيوخ لينظر فيها، وقد حضّه الرئيس جو بايدن على المصادقة عليها في أسرع وقت.
 
وقال الرئيس الأميركي إنّ حزمة المساعدت البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار توجّه "رسالة واضحة بشأن قوة القيادة الأميركية حول العالم"، وحضّ مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.
 
من جانبه، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للترحيب بالخطوة التي قال إنها "ستنقذ آلاف الأرواح"، في حين اعتبر الكرملين أن المساعدات "ستقتل مزيداً من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".
 
بدوره، رحّب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بقرار مجلس النواب الأميركي واعتبر أنّه "يوجّه إشارة واضحة إلى الكرملين". كما رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالقرار ووصفته بأنه "يوم يبعث على التفاؤل بالنسبة إلى أمن اوكرانيا واوروبا".
 
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ المساعدة العسكرية لإسرائيل هي بمثابة "دفاع عن الحضارة الغربية". ورأى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ التصويت يوجه "رسالة قوية إلى أعدائنا"، في حين حذّرت الخارجية الروسية من "تصعيد غير مسبوق" للتوترات في الشرق الأوسط.
 
أتت هذه المشاريع التي كُشف عنها الأربعاء ثمرة مفاوضات شاقة وزيارات متعدّدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن وضغوطات من الحلفاء حول العالم، حتّى إنها تسببت بإطاحة زعيم جمهوري.
 
 
شدّ حبال جمهوري ديموقراطي
يندرج تمويل الحرب في أوكرانيا في صلب التجاذب بين الديموقراطيين والجمهوريين. فالولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لكييف، لكن الكونغرس لم يعتمد أيّ حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا منذ سنة ونصف سنة، وذلك بسبب خلافات حزبية.
 
ويؤيّد الرئيس الديموقراطي جو بايدن كما حزبه في الكونغرس تقديم مساعدات إضافية إلى أوكرانيا في حربها ضدّ الغزو الروسي.وبعد أشهر من التسويف، أعرب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن تأييده لحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا. وصرّح بشيء من التأثّر خلال مؤتمر صحافي: "بكلّ صراحة، أفضّل إرسال ذخائر إلى أوكرانيا على إرسال شبابنا للقتال".
 
تتيح هذه الخطّة القائمة خصوصاً على مساعدات عسكرية واقتصادية للرئيس بايدن مصادرة أصول روسية وبيعها لتمويل إعمار أوكرانيا، وهي فكرة لقيت أيضاً صدى في أوساط دول أخرى من مجموعة السبع.
 
 
"الاستجابة للحاجة الملحّة" في غزة
من بين البنود الأخرى الواردة في هذه الخطّة الواسعة، 13 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على "حماس". ومن شأن هذه الأموال أن تساعد خصوصاً في تعزيز "القبّة الحديدية". وتتضمّن الحزمة أيضاً أكثر من 9 مليارات دولار "للاستجابة للحاجة الملحّة إلى المساعدات الإنسانية في غزة ولشعوب أخرى ضعيفة في العالم"، وفق ما جاء في موجز عن نصّ المشروع.
 
وكما طالب به الرئيس جو بايدن، يخصّص مشروع القانون هذا 8 مليارات دولار لمواجهة الصين على الصعيد العسكري ومساعدة تايوان. وهو يلحظ أيضاً نصاً يهدّد بحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة، إذ يُتَّهَم تطبيق التسجيلات المصوّرة بمساعدة الصين في التجسّس على مستخدميه البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة والتلاعب بهم.
 
 
جونسون على المحكّ
أعربت إدارة بايدن عن تأييدها "الواسع" لكلّ هذه التدابير.
 
والجمعة، أعلنت كارين جان-بيار الناطقة باسم الرئيس الديموقراطي أن تدفّقات المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ستُستأنف "فوراً" بعد اعتماد النصّ في غرفتي الكونغرس. وقد تستغرق المسألة بضعة أيّام لا غير، إذ تعهّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن البرلمانيين "سيتحرّكون بسرعة" بعد التصويت في المجلس.
 
ومن شأن اعتماد هذه الحزمة أن يريح حلفاء الولايات المتحدة. لكنه قد يكلّف الزعيم الجمهوري مايك جونسون منصبه. فقد تعهّدت حفنة من النواب المحافظين المعارضين بشدّة لمساعدة أوكرانيا بذل ما في وسعها للإطاحة برئيس مجلس النواب، عقابا له على دعمه.
 
وكان سلفه كيفن ماكارثي قد خسر منصبه العام الماضي بعدما اتّهمه نواب مناصرون لترامب في حزبه بإبرام "صفقة سرّية" مع الديموقراطيين في شأن أوكرانيا.
 

اقرأ في النهار Premium