يشعر أوكرانيون في كييف بالارتياح بعد تصويت مجلس النواب الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية جديدة لبلدهم بينما يواجه الجيش الأوكراني صعوبة في التصدي للقوات الروسية.
وفي شوارع وسط العاصمة الأوكرانية وعلى الرغم من طقس سيئ في بداية الربيع، ساهمت الأخبار على ما يبدو في رفع معنويات العديد من السكان.
وقالت الممرضة الخمسينية أوكسانا بارتياح لوكالة فرانس برس التي التقتها في وسط المدينة "وأخيرا حصل الأمر"، مؤكدة أن "ذلك سيساعد كثيرًا".
وحزمة المساعدات هذه التي تبلغ قيمتها نحو 61 مليار دولار "حيوية" للجيش الأوكراني، باعتراف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بينما تواجه أوكرانيا على الأرض نقصا في الذخيرة وتحاول مواجهة الهجمات الروسية المتعددة باي طريقة في أماكن مختلفة على الجبهة.
واضافت أوكسانا "سيكون لدينا ما ندافع به عن أنفسنا". وأضافت "كنا ننتظر (المساعدة) بفارغ الصبر، فهذا سينقذ أرواحا".
وبعد التصويت في مجلس النواب الأميركي، قال فولوديمير زيلينسكي إن هذه المساعدة العسكرية والمالية التي تطالب بها كييف بإلحاح منذ أشهر، ستنقذ "آلاف وآلاف الأرواح"، من المدنيين والعسكريين.
وقال دميترو (19 عاما) وهو مصفف شعر إنه يشعر بالارتياح لأن الجمهوريين والديموقراطيين الأميركيين توصلوا إلى اتفاق لمواصلة دعمهم العسكري لبلاده، بعد أكثر من عامين على حرب شاقة.
وأوضح لفرانس برس "لم يفت الأوان بعد"، مؤكدا أنه "في الحالتين، نحن بحاجة إلى مساعدة". وأضاف أنه مع المعدات العسكرية التي وعدت بها الولايات المتحدة "أعتقد أننا لن نتنازل عن مزيد من الأراضي، وبالتأكيد لن نتراجع".
وعبر عن الأمل في "مزيد من الأمن" في البلاد في الأشهر المقبلة، في وقت تقصف روسيا بلا هوادة العديد من المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة، حتى بعيداً من الجبهة.
- "الرجال يعانون" -
في مواجهة استراتيجية موسكو هذه، واصلت كييف طلب الذخائر والأنظمة المضادة للطائرات من شركائها في الأسابيع الأخيرة لمواجهة هذه الضربات، لكن الانقسامات السياسية في واشنطن، في أوج عام الانتخابات الرئاسية، أبطأت جهود اتخاذ قرار في هذا الصدد.
على الجانب الأوروبي، تمنع القدرات الإنتاجية المحدودة في هذه المرحلة من تسليم القذائف الموعودة خصوصا.
إلا أن المعهد الأميركي لدراسات الحرب حذر من انه رغم الترحيب بأنباء التصويت الأميركي من قبل جميع القادة الأوكرانيين الرئيسيين والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يجب عدم توقع تغيير فوري في ميزان القوى في القتال.
وكتب المعهد في تقريره الأخير أن "الخدمات اللوجستية لنقل المعدات الأميركية إلى خط المواجهة في أوكرانيا ستعني على الأرجح أن المساعدات الأميركية الجديدة لن تبدأ بالتأثير في الوضع على خط المواجهة قبل أسابيع".
وتابع أن الوضع "سيستمر في التدهور خلال هذا الوقت على الأرجح لا سيما إذا كثفت القوات الروسية هجماتها للاستفادة من المهلة المحدودة قبل وصول المساعدات الأميركية الجديدة"، متوقعا شهرا ونصف شهر من المعارك لمصلحة الروس.
في الانتظار، يريد سكان كييف التصديق أن المعدات والذخائر التي وعد بها الحليف الأميركي ستتيح صد الجار الروسي الذي لا يزال يحتل نحو عشرين بالمئة من الأراضي الأوكرانية.
وقال ستيبان (61 عاما) الموظف في شركة السكك الحديد الحكومية إن "الذخائر ضرورية فعلا".
وأمل أن تصل "فورا" لأن "الرجال يعانون على الجبهة".