كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مجريات الأمور داخل البيت الأبيض ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل.
التقرير الحصري للصحيفة الأميركية، تناوب على كتابته ثلاثة من كبار الصحافيين وهم ميشال غوردن ووارن ستروبل وغوردن لوبولد، جاء بعنوان "داخل التدافع المحموم للبيت الأبيض لتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط على مدار 19 يومًا، تسابق المسؤولون الأميركيون لاحتواء التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران".
ويبدأ السرد بكيفية مراقبة الرئيس بايدن وفريقه للأمن القومي بقلق متزايد في 13 نيسان، بينما أظهر المراقبون في غرفة العمليات في البيت الأبيض 30، ثم 60، ثم أكثر من 100 صاروخ باليستي إيراني تتجه نحو إسرائيل.
ويتابع التقرير، كانت صواريخ كروز الإيرانية وسرب من الطائرات بدون طيار في الجو بالفعل، وتمّ توقيتها للوصول في نفس وقت وصول الصواريخ، وهو "وابل هائل يخشى بايدن ومساعدوه أن يُغرق الدفاعات المعززة التي أمضوا أكثر من أسبوع في إعدادها مع الإسرائيليين".
ويضيف التقرير، أنه خلال الاجتماع الذي عقد في "غرفة العمليات" لم يتمكن بايدن ومساعدوه من التأكد من أن أنظمة إسرائيل المضادة للصواريخ، "ستمنع ما يقرب من 99 في المئة من الصواريخ الإيرانية. كما أن فعالية الدفاعات الجوية لم تكن واضحة حتى لحظة بدء الهجوم".
وبحسب الكتّاب، فإن الانتظار ومتابعة القصف الإيراني كانا من بين "اللحظات الصعبة" على بايدن وفريقه للأمن القومي، خلال أزمة استمرت 19 يوماً، إذ إنهم وجدوا أنفسهم "غير متأكدين أو مطلعين بشأن ما تخطط له كل من إسرائيل وإيران في الأوقات الحرجة".
ووفقا لـ"الوول ستريت جورنال"، فإن عدداً قليلاً من المسؤولين الإسرائيليين أو الأميركيين ظنّوا أنها ستهاجم إسرائيل مباشرة، وهو أمر لم تفعله من قبل، مشيرة إلى أن خطة الهجوم الإيراني لم تكن واضحة على الفور لوكالات الاستخبارات الأميركية، وتوقعت بعض التقارير الاستخباراتية أن تستهدف إيران فقط المنشآت الدبلوماسية الإسرائيلية أو مواقع أخرى خارج إسرائيل، لكن مع مرور الأيام من دون ردّ إيراني، تأكد لمسؤولي الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على حدّ سواء، أن القوات الإيرانية تخطط لهجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية وأن الهجوم سيكون هائلاً.
إلى هذا، شعر المسؤولون الأميركيون، بالقلق من أن الضربة الإسرائيلية قد تؤدي إلى هجمات بالوكالة عن إيران ضد المواقع الأميركية في العراق وسوريا، حيث ينتشر نحو 4500 جندي ومدنيّ أميركيّ في قواعد في جميع أنحاء المنطقة، كما تكهن المسؤولون الأميركيون بأن إيران قد تحاول مهاجمة سفارة إسرائيلية خارج البلاد رداً على ذلك.
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية، إنهم صدموا بحجم القصف، وأنه "كان على أعلى مستوى مما كنا نتوقعه".
من جهة أخرى يشير التقرير، الى أن الأنظمة الدفاعية التي وضعت على عجل في الأيام التي سبقت الهجوم نجحت في صدّ أضخم هجوم شهدته إسرائيل منذ عقود. وقال إن بطارية أميركية مضادة للصواريخ من طراز "باتريوت" في أربيل بالعراق اعترضت العديد من الصواريخ، في حين تم إسقاط الطائرات دون طيار من قبل مجموعة من الطائرات الأميركية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية.
وخلص التقرير إلى أن نظام "أرو" الدفاعي الإسرائيلي تصدى لمعظم الصواريخ الباليستية، في حين أسقطت المدمرتان الأميركيتان في شرق البحر الأبيض المتوسط صواريخ عدة أخرى، وأنه لم تحاول أية دولة من قبل، اعتراض هذا الكمّ الكبير من الصواريخ الباليستية دفعة واحدة.