أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، فيما بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.
يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناغورنو- كراباخ اثر عملية خاطفة العام الماضي.
والثلثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناء على خرائط عائدة إلى الحقبة السوفياتية.
وقال علييف الثلثاء في إشارة إلى إمكان التوصل إلى اتفاق سلام "نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف "لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل".
وتابع "يحتاج الطرفان إلى وقت... لدى كلانا الرغبة السياسية في القيام بذلك".
وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الشهر الماضي على إعادة أربع قرى حدودية كانت جزءا من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.
- احتجاجات في أرمينيا -
أكد علييف الثلثاء أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.
وحاولت بلدان عدة في الماضي اداء دور الوسيط بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.
وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة.
وقال "لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يظهر أنه عندما نترك وحدنا... يمكننا الاتفاق في أقرب وقت".
أقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية الثلثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.
واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريع الرابط بين أرمينيا وجورجيا خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.
وأكدت يريفان الثلثاء أنها لن تنقل "الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا" إلى جارتها.
انتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان -- أسكيابارا السفلى وباغانيس أيروم وخيريملي وغيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار.
لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون عزلهم عن باقي البلاد ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.
تحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا.
وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريع المؤدي إلى جورجيا الذي يعد حيويا بالنسبة للتجارة.
وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز في منطقة توفر أيضا مواقع عسكرية متميّزة.
- "مؤشر سلام" -
شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي "لتجنّب حرب جديدة".
وقال السبت إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ العام 1992 سيُستبدلون "وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم".
وأضاف أن ترسيم الحدود يمثّل "تغيرا كبيرا"، مضيفا أن فصل البلدين بـ"حدود لا خط تماس هو مؤشر الى السلام".
واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناغورنو- كراباخ من قبضة الانفصاليين الأرمن في إطار عملية استغرقت يوما واحدا ووضعت حدا لنزاع دام مستمر منذ عقود على المنطقة.
لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديدا متواصلا بتصعيد جديد.
تطالب باكو بأربع قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية.
كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولا إلى حليفتها تركيا.
تشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج كراباخ.