قالت مصادر إن إسرائيل شنت ضربة على الأراضي الإيرانية الجمعة، في أحدث حلقة من سلسلة الاحتكاكات المباشرة بين الخصمين الإقليميين اللدودين اللذين خرجت مواجهات الظل المستمرة بينهما منذ فترة طويلة إلى العلن.
وسبق أن توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على إطلاق إيران طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل في 13 نيسان.
وجاء الهجوم الذي شنته طهران، وهو أول هجوم لها على الإطلاق على إسرائيل، ردا على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع سفارة طهران في دمشق في الأول من نيسان.
وهذه المواجهات جزء من تصعيد أوسع منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، لكن العداء بين الجانبين يضرب بجذوره لعقود من الزمن وامتد عبر تاريخ من حروب الظل والهجمات السرية من البر والبحر والجو وعبر الفضاء الإلكتروني.
وفي ما يلي بعض المحطات الرئيسية في تاريخ العداء بين إيران وإسرائيل:
1979 - أطاحت الثورة الإسلامية في إيران بالشاه محمد رضا بهلوي الموالي للغرب، والذي كان يعتبر إسرائيل حليفا، وأقامت نظاما ثيوقراطيا (دينيا) جديدا يعتبر معارضة إسرائيل ضرورة أيديولوجية.
1982 - بينما كانت إسرائيل تغزو لبنان، عمل الحرس الثوري الإيراني مع المسلمين الشيعة هناك على تأسيس جماعة حزب الله اللبنانية. واعتبرت إسرائيل لاحقا هذه الجماعة المسلحة أخطر خصم لها على حدودها.
1983 - لجأ حزب الله المدعوم من إيران إلى شن هجمات انتحارية لطرد القوات الغربية والإسرائيلية من لبنان. وفي نوفمبر تشرين الثاني اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية. وانسحبت إسرائيل في وقت لاحق من معظم أنحاء لبنان.
1992 - 1994 - اتهمت الأرجنتين وإسرائيل إيران وحزب الله بالمسؤولية عن تفجيرين انتحاريين استهدفا سفارة إسرائيل في بوينس أيرس عام 1992 والمركز اليهودي في المدينة عام 1994، وأودى كل من الهجومين بحياة العشرات. ونفت إيران وحزب الله مسؤوليتهما.
2002 - الكشف عن امتلاك إيران برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم مما أثار مخاوف من أنها تسعى لصنع سلاح نووي، وهو ما نفته طهران. وطالبت إسرائيل باتخاذ إجراءات صارمة ضد طهران.
2006 - خاضت إسرائيل حربا مع حزب الله استمرت شهرا في لبنان لكنها فشلت في سحق الجماعة المدججة بالسلاح.
2009 - وصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في خطاب له إسرائيل بأنها "سرطان خطير ومميت".
2010 - تم استخدام فيروس الكمبيوتر ستاكسنت، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل، لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز النووي الإيراني. وكان هذا أول هجوم إلكتروني معروف علنا على معدات صناعية.
2012 - قُتل العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن في انفجار قنبلة زرعها سائق دراجة نارية بسيارته في طهران. وحمل مسؤول بالمدينة إسرائيل مسؤولية قتله.
2018 - رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشيد بانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية بعد سنوات من الطعن في أهمية الاتفاق، ووصف قرار ترامب بأنه "خطوة تاريخية".
وفي أيار، قالت إسرائيل إنها قصفت البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، حيث كانت طهران تدعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية، بعد أن أطلقت القوات الإيرانية هناك صواريخ على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
2020 - رحبت إسرائيل باغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد. وردت إيران بهجمات صاروخية على قواعد في العراق تضم قوات أميركية مما أدى لإصابة نحو 100 من أفراد الجيش الأميركي.
2021 - اتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اعتبرته أجهزة مخابرات غربية العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية. ولطالما نفت طهران أي طموح من هذا القبيل.
2022 - وقع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد على تعهد مشترك بحرمان إيران من الأسلحة النووية، في إعلان للوحدة بين الحليفين المنقسمين منذ فترة طويلة إزاء الديبلوماسية مع طهران.
وجاء هذا التعهد، وهو جزء من "إعلان القدس" الذي توج أول زيارة لبايدن إلى إسرائيل بوصفه رئيسا للولايات المتحدة، بعد يوم من تصريحه لمحطة تلفزيونية محلية بأنه منفتح على استخدام القوة "كملاذ أخير" ضد إيران، في استجابة واضحة لدعوات إسرائيل إلى توجيه "تهديد عسكري ذي مصداقية" من القوى العالمية.
2024 - أسفرت ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق عن مقتل سبعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، من بينهم اثنان من كبار القادة. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها.
وردت إيران بإطلاق وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 13 نيسان في هجوم مباشر على الأراضي الإسرائيلية لم يسبق له مثيل، وهو ما قالت مصادر مطلعة إن إسرائيل ردت عليه بضربة على الأراضي الإيرانية في 19 نيسان.