اعتبرت إيران أنّ طلب الأرجنتين من الإنتربول توقيف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، بتهمة ضلوعه في التفجير الذي استهدف مركزاً يهودياً في العاصمة الأرجنتينيّة بوينوس آيرس عام 1994 وأسفر عن مقتل 85 شخصاً، "غير قانونيّ".
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده "تدين بشدّة تكرار الطلبات غير القانونية المبنية على أكاذيب من قبل بعض القضاة الأرجنتينيين بشأن مواطنين إيرانيين في قضية أميا".
و"أميا" هي "الجمعية التعاضدية الإسرائيلية-الأرجنتينية" في بوينوس آيرس التي استهدفها الهجوم، وفي ذلك الوقت كان وحيدي يرأس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
ونفت إيران أن تكون ضالعة في هذا الاعتداء، ورفضت دائمًا السماح باستجواب ثمانية مسؤولين سابقين وَجّهت إليهم المحاكم الأرجنتينية اتهامات، ومن بينهم الجنرال وحيدي والرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.
لكنّ مفاعيل الطلب الأرجنتينيّ، انعكس على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سريلانكا، لتدشين مشروع لتوليد الطاقة والري، بعد أن طلبت الحكومة الأرجنتينية، أمس الثلثاء، من باكستان وسريلانكا توقيف وحيدي، فيما أصدر الإنتربول نشرة حمراء في حقّه لتوقيفه بناء على طلب بوينوس آيرس.
ووصل رئيسي إلى الجزيرة الآسيوية قادماً من باكستان، من دون وزير الداخلية، وقالت سلطات الجزيرة ردّاً على سؤال لوكالة "فرانس برس"، إنّ أحمد وحيدي الذي رافق رئيسي في زيارة رسمية لباكستان استمرّت ثلاثة أيام، ليس ضمن الوفد الإيراني الموجود في سريلانكا.
تزامناً، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أنّ وزير الداخلية عاد إلى إيران الثلثاء حيث حضر مراسم تنصيب حاكم منطقة.
وحطت طائرة رئيسي الأربعاء في جنوب الجزيرة على بعد دقائق بالسيارة من مجمع "أوما أويا" للطاقة الكهرمائيّة الذي تموّله إيران جزئياً وتبنيه شركة "فاراب" الإيرانية.
وخلال مراسم الافتتاح التي بُثّت مباشرة عبر التلفزيون الوطني، أزاح رئيسي الستار عن لوحة تذكارية بمناسبة بدء تشغيل مجمع "أوما أويا"، بحضور الرئيس السريلانكي.
وأوضح رئيسي بأنّ "سريلانكا الدولة الصديقة هي من قامت بتمويل ومتابعة المشروع، بينما قدّمت ايران الإمكانيات الفنية والهندسية والعلمية والمعرفية في هذا السياق".
واضاف أنّ "على الرغم من أنّ عملية إنشاء سدّ "أوما أويا" اُنجزت في إطار مشروع ضخم، إلّا أنّ الأهمّ في ذلك هو التضامن والتعاطف والعمل الجماعي الذي تحقّق بين البلدين والشعبين الآسيويين".
ولفت رئيسي إلى أنّ "العدوّ لا يريد التقدّم للجمهورية الإسلامية، إلّا أنّ إرادة الشعب الإيراني أفشلت مؤامراته، ودفعت بالبلاد نحو الأمام".
وتجدر الإشارة، إلى أنّ رئيسي هو أوّل رئيس إيراني يزور سريلانكا منذ محمود أحمدي نجاد في 2008.
ويضمّ المجمع خزانين مخصّصين لريّ 4500 هكتار من الأراضي، وسدّ كهرمائيّ بقدرة 120 ميغاوات. وبلغت الاستثمارات في المجمع 514 مليون دولار، وكان من المقرّر أن يتمّ تشغيله في آذار 2014.
وبعد استثمار أوّلي بقيمة 50 مليون دولار من قبل بنك تنمية الصادرات الإيراني في 2010، واجه المشروع تأخيراً بسبب العقوبات التي تستهدف الجمهورية الإسلامية، وموّلت سريلانكا الباقي.
وتسدّد البلاد حالياً 215 مليون دولار من ديون النفط الإيرانيّ عبر الشاي الذي يُعدّ منتج التصدير الرئيسي للجزيرة.
وبنَت إيران مصفاة النفط الوحيدة في سريلانكا في 1969.
إلى ذلك توجّه رئيسي إلى العاصمة كولومبو لإجراء محادثات مع نظيره السريلانكي رانيل ويكريميسينغه، وأعلن مكتب الرئيس السريلانكي أنّ زيارة رئيسي ترمز إلى "التعاون بين البلدين في الجهود المهمّة في سبيل البنى التحتية".