أدى موسم الأمطار الذي تفاقم في شرق أفريقيا بسبب ظاهرة إل نينيو المناخية، إلى مقتل 155 شخصاً في كوارث مختلفة في تنزانيا، بينما خلّفت فيضانات في كينيا المجاورة 13 قتيلاً.
في تنزانيا، تسبّبت الأمطار الغزيرة في الأسابيع الأخيرة في حدوث فيضانات وانزلاقات التربة في مناطق مختلفة من البلاد، حسبما أعلن رئيس الوزراء قاسم ماجاليوا أمام البرلمان، اليوم الخميس.
وقال "تضرّر أكثر من 51 ألف منزل و200 ألف شخص، مع 155 حالة وفاة وحوالى 236 جريحاً، كما طال التلف أكثر من 10 آلاف منزل بدرجات متفاوتة"، من دون أن يحدّد الفترة التي حدثت فيها الوفيات.
وأضاف أنّ الكثير من المحاصيل والبنى التحتية، مثل الطرق والجسور والسكك الحديد، تضرّرت بسبب سوء الأحوال الجوية.
وفيما أشار إلى أنّ الآثار المدمّرة لهطول الأمطار "ناتجة في الأساس من التدهور البيئي"، فقد لفت خصوصا إلى قطع أشجار الغابات.
من جهتها، واصلت كينيا المجاورة الخميس إحصاء عدد القتلى والبحث عن مفقودين، غداة فيضانات اجتاحت عدّة مناطق في العاصمة نيروبي ومقاطعات مجاورة، ممّا أدّى إلى قطع الطرق وخطوط السكك الحديد.
وقال قائد شرطة منطقة ستاريهي فريد أبوغا لوكالة فرانس برس، إنّ عدد القتلى ارتفع إلى 13 شخصاً بعد العثور على ثلاث جثث الخميس في حي ماثاري الفقير، والذي يعدّ أكثر المناطق تضرّراً.
وقبل هذه الفيضانات، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 18 نيسان، بمقتل 32 شخصاً على الأقل ونزوح أكثر من 40 ألفاً في هذه البلاد، منذ بداية موسم الأمطار في آذار.
وقال الرئيس الكيني وليام روتا، خلال اجتماع لتنسيق الاستجابة لهذه الفيضانات، "نحن بحاجة إلى وضع الجميع في حالة تأهّب"، مشدّداً على ضرورة إجلاء السكّان من المناطق المهدّدة.
كذلك، حذّر نائب الرئيس ريغاثي غاشاغا السكان بشأنّ "التوقّعات للأسبوع المقبل، والتي تشير إلى أنّ البلاد ستشهد هطول أمطار أعلى من المعتاد".
ظاهرة النينيو
حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في الخامس من آذار، من أنّ الكثير من الدول الأخرى في المنطقة تتأثّر بهطول أمطار غزيرة بشكل غير عادي، بسبب موجة جديدة من ظاهرة إل نينيو التي بدأت في منتصف العام 2023 والتي يمكن أن تستمرّ حتى أيار 2024.
وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، تُسبّب ظاهرة إل نينيو جفافاً في بعض أنحاء العالم وأمطاراً غزيرة في مناطق أخرى.
وفي بوروندي، أفادت السلطات الأسبوع الماضي بنزوح 96 ألف شخص، بسبب هطول الأمطار بشكل شبه متواصل منذ عدّة أشهر.
أمّا في الصومال، فقد قُتل أربعة أشخاص على الأقل منذ 19 نيسان بعد فيضانات هائلة، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق للشؤون الإنسانية.
وفي أوغندا الدولة غير الساحلية، أدّى سوء الأحوال الجوية إلى مقتل شخصين وتشريد مئات الأشخاص.
وقد تسبّبت ظاهرة إل نينيو في إحداث ضرر كبير في شرق إفريقيا في الماضي.
وفي كانون الأول ، قُتل 89 شخصاً على الأقل في انزلاقات أرضية وفيضانات تسبّبت بها الأمطار الغزيرة في شمال تنزانيا.
ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم في أنحاء مختلفة من المنطقة، بينما نزح أكثر من مليون شخص في الصومال جراء الفيضانات.
وفي الفترة الممتدّة من تشرين الأول 1997 إلى كانون الثاني 1998، تسبّبت فيضانات هائلة بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن ظاهرة إل نينيو، في مقتل أكثر من 6 آلاف شخص في خمسة بلدان في المنطقة.