نشر الرئيس الكيني وليام روتو، الثلثاء، الجيش لإجلاء جميع السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات بعد مقتل 171 شخصا بسبب هطول أمطار أكثر غزارة من المعتاد منذ آذار.
ألحقت الأمطار الموسمية التي تفاقمت بسبب ظاهرة إل نينيو المناخية، أضرارا جسيمة بالدولة الواقعة في شرق أفريقيا، وغمرت القرى وباتت تهدد بمزيد من الأضرار في الأسابيع المقبلة.
في أسوأ حادث أدى إلى مقتل ما يقارب 50 قرويا، أنهار سد موقت في الوادي المتصدع قبل فجر الاثنين، مما أدى إلى تدفق المياه والوحول أالتي جرفت كل شيء في طريقها.
وكانت المأساة التي وقعت في قرية كاموشيري بمقاطعة ناكورو، الأكثر حصدا للأرواح في البلاد منذ بداية موسم الأمطار في آذار وأيار.
وقال روتو الذي زار ضحايا كاموشيري بعدما ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء في نيروبي، إن حكومته رسمت خريطة للأحياء المعرضة لخطر الفيضانات.
وأضاف "تم تعبئة الجيش واستنفار الخدمة الوطنية للشباب ووضع كل الأجهزة الأمنية في حال تأهب لمساعدة المواطنين في تلك المناطق تفاديا لوقوع خسائر في الأرواح".
وأوضح أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة سيكون أمامهم 48 ساعة للانتقال الى مكان آخر.
وقال "التوقعات هي أن تساقط الأمطار سيستمر واحتمال حدوث فيضانات وتسجيل خسائر في الأرواح أمر واقعي ولذلك علينا اتخاذ إجراءات وقائية".
وتابع "هذا ليس وقت التكهن، من الأفضل ضمان سلامة السكان كي لا نندم لاحقا".
- "نقلوا الى مناطق اخرى قسرا" -
أدت كارثة كاموشيري التي خلفت ما لا يقل عن 48 قتيلا، إلى قطع طريق واقتلاع الأشجار وتدمير منازل وسيارات.
وقال روتو إن نحو 26 شخصا نقلوا إلى المستشفى، مع مخاوف من ارتفاع عدد القتلى على وقع عمليات البحث والإنقاذ.
وحذر مجلس الوزراء من أن السدين ماسينغا وكيامبيري، وكلاهما على بعد أقل من 200 كيلومتر شمال شرق العاصمة "وصلا إلى مستويات تاريخية" مما ينذر بكارثة بالنسبة لسكان المصب.
وجاء في بيان "بينما تشجع الحكومة الإجلاء الطوعي، سيتم نقل جميع الذين بقوا في المناطق المتضررة وفقا للخريطة، قسرا حفاظا على سلامتهم".
وتأتي مأساة الاثنين بعد ست سنوات من انهيار سد في سولاي بمقاطعة ناكورو أيضا، مما أسفر عن مقتل 48 شخصا مع تدفق ملايين اللترات من المياه الموحلة على المنازل وتدمير خطوط الكهرباء.
كذلك، جاءت كارثة أيار 2018 بعدما فاض خزان خاص في مزرعة للبن، جراء تساقط الأمطار الغزيرة لأسابيع والتي تسببت في فيضانات وانزلاقات للتربة.
- "الحكومة لم تكن في حال جهوزية" -
واتهمت المعارضة وجماعات الضغط حكومة روتو بأنها لم تكن في حال جهوزية وكانت بطيئة في الاستجابة للأزمة على الرغم من التحذيرات المتعلقة بالطقس، وطالبوها بإعلان الفيضانات كارثة وطنية.
وأعلن زعيم المعارضة الرئيسي في كينيا رايلا أودينغا الثلثاء أن السلطات فشلت في وضع "خطط طوارئ مسبقة" لمواجهة سوء الاحوال الجوية القصوى.
وقال "كانت الحكومة ترسم خططا كبرى لتغير المناخ لكن عندما حل التهديد بقوة لم نكن في حال جهوزية".
وأوضح "لذلك أصبحنا الآن نخطط ونقوم بعمليات بحث وانقاذ في الوقت نفسه".
وقدم المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد التعازي لكينيا وتعهد بالتضامن مع الاسر المنكوبة.
كذلك، خلف الطقس دمارا في تنزانيا المجاورة حيث قتل ما لا يقل عن 155 شخصا في الفيضانات وانزلاقات التربة.
نهاية العام الماضي لقي أكثر من 300 شخص حتفهم بسبب الأمطار والفيضانات في كينيا والصومال وإثيوبيا، بينما كانت المنطقة تحاول التعافي من أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ أربعة عقود.
وإل نينيو ظاهرة مناخية تحدث بشكل طبيعي وتترافق عادة مع ارتفاع الحرارة في جميع أنحاء العالم، ما يؤدي إلى الجفاف في بعض أجزاء الكرة الارضية وهطول أمطار غزيرة في مناطق اخرى.