النهار

شهر نيسان الأكثر حراً في بنغلادش
المصدر: أ ف ب
شهر نيسان الأكثر حراً في بنغلادش
مركبة ترش المياه على طريق مزدحم لخفض درجة الحرارة وسط موجة حارة في دكا (27 نيسان 2024، أ ف ب).
A+   A-
سجلت بنغلادش في شهر نيسان الماضي أعلى درجات الحرارة في مثل هذا الشهر منذ أن بدأت البلاد في جمع بيانات الطقس في عام 1948، حسبما قال مسؤول في هيئة الأرصاد الجوية لوكالة فرانس برس الأربعاء.

وقال محمد أبو الكلام مالك، كبير خبراء الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية في بنغلادش، إن "نيسان 2024 هو الشهر الأكثر سخونة منذ عام 1948 من حيث الأيام الحارة والمساحات التي ارتفعت فيها الحرارة".

دفعت موجة الحر الشديدة السلطات إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء بنغلادش حيث لا يُتوقع أن تنخفض درجات الحرارة حتى الخميس.

وشدد مالك على أن "موجة الحر أثرت هذا العام في نحو 80% من البلاد. لم نشهد مثل هذه الموجات الحارة الواسعة النطاق والمتواصلة من قبل".

وقال كبير خبراء الأرصاد الجوية إن متوسط درجة الحرارة اليومية في نيسان/أبريل المسجل بين عامي 1981 و2010 بلغ 33,2 درجة مئوية، بينما سجلت محطات الأرصاد الجوية في جميع أنحاء البلاد هذا العام درجات حرارة أعلى بدرجتين إلى ثماني درجات.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سليم ريحان لوكالة فرانس برس إنه تم تسجيل 11 حالة وفاة على الأقل بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الأيام العشرة الماضية.

- "مليمتر واحد فقط من المطر" -
وأضاف أن العواصف الرعدية المعتادة التي تسبق الرياح الموسمية في نيسان وتسهم عادة في تبريد البلد الواقع في جنوب آسيا قبل الصيف، لم تحدث.

وقال "يسقط 130,2 ملم في المتوسط من الأمطار في نيسان. ولكن الشهر الماضي، سقط في المتوسط مليمتر واحد فقط من الأمطار".
 
وأضاف أن وزارته تعمل على التحقق مما إذا كانت البلاد شهدت انخفاضاً قياسياً في هطول الأمطار في شهر نيسان.

مع ذلك، من المتوقع أن تجلب بعض الأمطار بعض الراحة اعتبارًا من يوم الخميس بعد أسبوع من درجات الحرارة الحارقة، خاصة في العاصمة دكا، التي شهدت درجات حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية.

ويقول الخبراء إن تغير المناخ يتسبب في أن تصبح موجات الحر أكثر تواترا وأكثر شدة وتستمر لفترات أطول.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الأسبوع الماضي إن "شدة موجة الحر هذه تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال من الآثار المتفاقمة لتغير المناخ".

وستظل المدارس في بنغلادش مغلقة حتى الأحد المقبل بعد أن أمرت محكمة بنغلادشية أمرت بإغلاق المدارس الاثنين، بعد تسجيل وفيات بين المعلمين نُسبت إلى إرتفاع الحرارة.

- "حياة لا تطاق" -
وتجمع آلاف المصلين في مساجد المدن والأرياف في جميع أنحاء بنغلادش الأربعاء الماضي لأداء صلاة الأستسقاء طلبا لهطول الأمطار.

وقال إمام المسجد محمد أبو يوسف لوكالة فرانس برس بعد صلاة الفجر أمام ألف من المصلين في وسط دكا، إن "الحياة أصبحت لا تطاق بسبب قلة المطر ... الفقراء معاناتهم كبيرة".

وقال محفوظ عبد الرحمن صاحب كشك لبيع السجائر في أكبر أسواق الجملة في دكا إن الاسبوع الماضي كان "لا يطاق".

واضاف لوكالة فرانس برس "في بعض الأيام كان الجو حارا جدا لدرجة أنني شعرت بأن رأسي يدور. لم أستطع التركيز، فأستغرقت في النعاس"، وتابع "لكن كان علي أن أبيع حتى أكسب القليل من المال على الأقل".

وتؤثر موجة الحر الاستثنائية هذه حاليا على جنوب وجنوب شرق آسيا. وتتوقع دوائر خدمات الأرصاد الجوية في كمبوديا وبورما (ميانمار) وفيتنام والهند وبنغلادش إرتفاع درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية.

وعادة ما تكون الأشهر التي تسبق الرياح الموسمية، أو موسم الأمطار في المنطقة، دافئة، ولكن درجات الحرارة هذا العام أعلى بكثير من المتوسط في العديد من البلدان.

ووفقا للأمم المتحدة، كانت آسيا المنطقة الأكثر تضررا من الظواهر الجوية المتطرفة في عام 2023، حيث تسببت الفيضانات والعواصف في خسائر بشرية واقتصادية فادحة.

وتشهد آسيا أيضا ارتفاعا في درجات الحرارة بشكل أسرع من المتوسط العالمي، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium