اندلعت اشتباكات عنيفة في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء في حرم جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس انجليس الأميركية بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين مشاركين في تظاهرات داعمة لإسرائيل.
وقالت صحيفة ديلي بروين التي يصدرها طلاب جامعة كاليفورنيا إن قوات الشرطة وصلت لحرم الجامعة بعد أن حاول مناصرين لإسرائيل إزالة مخيم للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي.
وأظهرت لقطات بثتها قناة كيه.إيه.بي.سي التابعة لشبكة إيه.بي.سي أشخاصا يلوحون بهراوات وعصي ويهجمون على حواجز موقتة من الألواح الخشبية وضعت لحماية المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين حمل بعضهم لافتات أو مظلات.
وفجر هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول على جنوب إسرائيل والعملية الإسرائيلية التي أعقبته على قطاع غزة أكبر موجة من التظاهرات الطلابية بالولايات المتحدة منذ الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في عام 2020.
وبعد أن امتدت احتجاجات الطلاب إلى عشرات الجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على غزة، تم استدعاء الشرطة لقمع الاحتجاجات أو فضها.
وقتل نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل في هجوم السابع من تشرين الأول، لكن العملية العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على الهجوم أدت إلى مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية للقطاع وفجرت أزمة إنسانية هائلة.
واتخذت الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة أيضا أبعادا سياسية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني، إذ اتهم الجمهوريون إدارات بعض الجامعات بغض الطرف عن المضايقات والخطابات المعادية للسامية.
وقالت إدارة شرطة لوس انجليس على إكس إنها استجابت لطلب جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس "بسبب وقوع عدد من أعمال العنف داخل الاعتصام الكبير في الحرم الجامعي"، لاستعادة النظام والحفاظ على السلامة العامة.
وكتبت كاتي ياروسلافسكي عضو مجلس بلدية لوس انجليس، التي تضم منطقتها جامعة كاليفورنيا، على إكس "لكل شخص الحق في حرية التعبير والاحتجاج، لكن الوضع في حرم جامعة كاليفورنيا خرج عن السيطرة ولم يعد آمنا".
أ ف ب
اعتقال متظاهرين في جامعة كولومبيا
ألقت شرطة مدينة نيويورك ليل الثلثاء القبض على عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين المتحصنين بمبنى داخل جامعة كولومبيا، كما فضت اعتصاما تسعى إدارة الجامعة إلى إنهائه منذ نحو أسبوعين.
وصعد أفراد الشرطة في وقت متأخر أمس الثلثاء إلى مبنى هاملتون هول الذي احتله المتظاهرون عبر نافذة في الطابق الثاني. وقال متحدث باسم الشرطة إنها فرقت المتظاهرين واعتقلت العشرات في غضون ثلاث ساعات.
ووجهت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت (مينوش) شفيق رسالة طلبت فيها من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى السابع عشر من أيار على الأقل، يومين بعد مراسم حفل التخرج، وذلك "للحفاظ على النظام وضمان عدم عودة الاعتصامات".
ووقف الطلاب خارج المبنى -الذي شهد اعتصامات طلابية منذ الستينيات- وهتفوا ضد الشرطة مرددين "عار، عار".
وشوهدت الشرطة وهي تقتاد عشرات المعتقلين إلى حافلة بينما كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم في مشهد أضاءه الوميض الأحمر والأزرق الصادر عن مركبات الشرطة.
وهتف المتظاهرون خارج المبنى "الحرية، الحرية، الحرية لفلسطين!". وصرخ آخرون "اتركوا الطلاب".
وقالت سويدا بولات من تحالف (القضاء على الفصل العنصري في جامعة كولومبيا)، وهو ائتلاف من الجماعات الطلابية التي نظمت الاحتجاجات، إن المتظاهرين لا يمثلون خطرا، وطالبت الشرطة بالتراجع.
المتظاهرون متهمون بالتخريب والتعدي على الممتلكات
ذكرت شفيق في رسالتها أن الطلاب الذين احتلوا هاملتون هول انتهكوا حرم الجامعة وخربوا ممتلكاتها. وكانت الجامعة حذرت في وقت سابق من أن الطلاب المشاركين في هذا الاحتجاج ربما يتعرضون للفصل.
وقبل ساعات قليلة من دخول الشرطة إلى جامعة كولومبيا، قال إريك آدامز رئيس بلدية مدينة نيويورك ومسؤولو شرطة المدينة إن "محرضين خارجيين" لا ينتمون إلى الجامعة حرضوا على الاعتصام في هاملتون هول.
وشكك محمود خليل، وهو باحث فلسطيني يدرس في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا وأحد قادة الاحتجاج الطلابي، في مزاعم بأن أطرافا خارجية تقود الاحتجاج.
وقال كاز دوتري نائب مفوض شرطة نيويورك إن متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين تجمعوا أيضا في جامعة سيتي كوليدج نيويورك الواقعة في حي هارلم في وقت متأخر الليلة الماضية، وأمرتهم الجامعة بالخروج كما طلبت مساعدة الشرطة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن العشرات من المتظاهرين جرى القبض عليهم.
تتبع جامعة كاليفورنيا لوس انجليس نظام جامعة كاليفورنيا. وتضم نحو 32 ألف طالب وتقع في حي ويستوود السكني خارج هوليوود في وسط مدينة لوس انجليس.
وظهر هناك المئات من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل في مطلع الأسبوع وهم يرفعون لافتات ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية.
ونصب أنصار إسرائيل شاشة عرضت مقطع فيديو لمشاهد من هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول. وتبادل الطرفان السخرية والدفع واللكمات بينما حاولت شرطة الحرم الجامعي احتواء المناوشات.