دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن إلى موسكو للاحتفال بيوم النصر في التاسع من أيار، في مؤشر إلى التهدئة بعد توترات أعقبت هجوما دمويا في ضواحي موسكو أوقف إثره سبعة طاجيك.
وأفاد بيان صادر عن الكرملين بأنّ الرئيسين ناقشا خلال محادثة هاتفية "التعاون ضدّ الإرهاب وفي مجال الهجرة".
من جهتها، أشارت الرئاسة الطاجيكية في بيان منفصل إلى أنّهما "ناقشا بالتفصيل قضايا التعاون في مجال العمّال المهاجرين"، وأكّدا "التنسيق الوثيق" بين قواتهما الأمنية.
وتأتي هذه الدعوة إلى حضور احتفال التاسع من أيار في الساحة الحمراء، بعد أسابيع ندّدت خلالها السلطات الطاجيكية بالتمييز وبانتهاكات لحقوق الطاجيك في روسيا.
ويصل عدد هؤلاء إلى مليون يعيشون ويعملون ويدرسون في روسيا حيث يتمتّعون بمستوى معيشي أعلى بكثير من جمهورية طاجيكستان السوفياتية السابقة.
ومنذ الهجوم الذي وقع في صالة "كروكوس سيتي هول" في ضواحي موسكو في 22 آذار، تستهدف السلطات الروسية مواطني دول آسيا الوسطى، بدءاً من طاجيكستان.
وبلغ التوتر ذروته خلال نهاية الأسبوع الماضي، عندما وجد مئات من المواطنين الطاجيك أنفسهم عالقين لساعات لدى مكتب مراقبة الجوازات في مطارات موسكو.
وفي حين دان الرئيس الطاجيكي "انتهاكات حقوق" مواطنيه، برّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذه القيود الثلثاء بالحاجة إلى إجراء عمليات تفتيش معزّزة بعد هجوم موسكو، ورفض فكرة أنّ هذه الإجراءات تستهدف الطاجيك على وجه التحديد.
من جهتها، اتهمت الرئاسة الروسية في بيانها الجمعة "قوى معيّنة" لم يتمّ تحديدها بالرغبة في "تفاقم وضع العمّال المهاجرين بشكل مصطنع"، مؤكدة أنّ هذه المحاولات "سيتمّ قمعها".
وأدى الهجوم على صالة "كروكوس سيتي هول" في الضواحي الغربية لموسكو، إلى مقتل ما لا يقل عن 144 شخصاً وإصابة 360 آخرين.
وسرعان ما أُلقي القبض بعد الهجوم على أربعة رجال جميعهم من الطاجيك. وقد مثلوا أمام المحكمة بعدما تعرّضوا للضرب بشكل واضح، ممّا أثار مشاعر قوية في طاجيكستان.
وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية الهجوم الذي اعترفت روسيا بأنّ "إسلاميين متطرّفين" نفّذوه بعدما اتهمت أوكرانيا بالوقوف وراءه. ولكن رغم الاعتراف الروسي، لم تتخلَ موسكو عن فكرة أنّ لكييف صلات بهذا الهجوم.