النهار

شباب يصوّتون للمرة الأولى في تشاد... أمل ممزوج بالإحباط و"الأكاذيب هي ذاتها"
المصدر: أ ف ب
شباب يصوّتون للمرة الأولى في تشاد... أمل ممزوج بالإحباط و"الأكاذيب هي ذاتها"
أنصار ديبي يشاركون في تجمع لحملته الانتخابية الرئاسية في ساحة الأمم في نجامينا (4 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
ينتخب جيل جديد من الناخبين الذين يصوتون، للمرة الأولى، في تشاد التي تعد من بلدان العالم الأكثر فقرا وشبابا، رئيسا الاثنين في ظل مزيج من الأمل والقلق والإحباط.

وبناء على أرقام الأمم المتحدة، يشكّل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات و24 عاما ثلث سكان الدولة الواقعة في وساط إفريقيا التي تحكمها عائلة ديبي بيد من حديد منذ 33 عاما.

في شوارع العاصمة نجامينا، ارتدى إدريس أميدو قبعة بيسبول وقميصا كتب عليهما "فلنمشي إلى الأمام مع محمد" دعما لمحمد إدريس ديبي إنتو.

عيّن مجلس عسكري ديبي رئيسا للدولة بعد وفاة والده إدريس ديبي إنتو، وهذه الانتخابات هي الأولى التي تجري في عهده.

قرر أميدو الذي لم يكن يأبه بالسياسة قبل الآن التصويت للمرة الأولى، ويحاول إقناع أصدقائه بانتخاب ديبي.

يرغب طالب الأدب البالغ 26 عاما بزيادة الاستثمار في الجامعات. ويرى أن ديبي "المرشّح الوحيد الذي يعطي أي أمل".

تولى ديبي السلطة بعدما قتل والده خلال معركة مع متمرّدين عام 2021، بعد ثلاثة عقود قضاها في السلطة.

وبعيدا عن القلق مما تشتكي المعارضة من أنه استمرار لحكم سلالة ديبي، يؤكد أميدو بأن هذه العائلة "تعرف كيف تدير البلاد".

ومن أمام مكتب في نجامينا لدعم حملة الجنرال في الجيش البالغ 40 عاما، يؤكّد محمد إبراهيم (18 عاما) بأن ديبي "مرشح الوفاق الذي سيدفع البلاد باتّجاه التطور".

ويتباهى إبراهيم الذي بلغ للتو سن التصويت بأنه ساعد في تزيين العاصمة بلافتات تحمل الحروف الأولى من اسم المرشح "مادا" MIDI.

- "سيغيّر البلاد" -
في المقابل، يسعى طالب الحقوق في جامعة نجامينا البالغ 25 عاما إريك بنديغيم لإخراج العائلة من السلطة عندما يصوّت لأول مرة.

وقال "مادا فشل بالفعل... لا توجد طرقات لدينا ولا كهرباء ولا مدارس جيدة. ليس لدينا ما يكفي من الطعام. الوضع بائس".

يؤيّد بنديغيم بشدّة حزب سوكسيه ماسرا (40 عاما) "ترانسفورمرز" ورافق منافس ديبي في الانتخابات في تجمّعات على مستوى البلاد شاركت فيها حشود كبيرة.

وبالنسبة له، فإن ماسرا، معارض ديبي الذي تحالف مع الحاكم العسكري وأصبح رئيس وزرائه قبل خمسة شهور، ليس خائنا أو دمية في أيدي المجلس العسكري، كما تتهمه المعارضة.

ويقول بنديغيم إن ماسرا "المعارض الحقيقي الوحيد" من بين المرشحين العشرة المشاركين في الانتخابات و"سيغيّر البلاد".

يتفق معه ننغويمادجي ماكوباي (20 عاما) الذي يدرس ليصبح مدرّسا للغة الفرنسية.

ويقول "سبق أن وثقنا بمعارضين لكنهم خانونا في اللحظة الأخيرة. هذه المرة، لديّ أمل في سوكسيه ماسرا".

لكنه لا يخفي قلقه قائلا "هذا النظام يريد حقا البقاء في السلطة، حتى لو فاز ماسرا ديموقراطيا. سيشعرون بالغضب وسيبحثون عن وسائل أخرى لتحقيق مرادهم".

- "غير مقتنعة" -
تؤكد كريستيل دينرامباي (20 عاما) بأنها تشعر بـ"عدم الحماسة" تجاه جميع المرشّحين.

وقالت "إن كنت لا أثق فيهم، فإن الأمر يعود إلى أنني لم أر ما هو ملموس".

وأضافت "يقولون إن السياسة هي فن الكذب. إنهم يتفوهون بكلمات جميلة. يعرفون كيف يخاطبون الشباب... لكنني لا أقتنع بالأقوال. أتطلع إلى الأفعال".

ويشير مغني الراب مايكل رمضان (22 عاما) من خارج خيمة إلى أنه ليس متأكدا إن كان سيصوّت الاثنين.

ويقول "مرّت على أهالينا أمورا فظيعة في هذه البلاد. في كل انتخابات يعدون بالتغيير لكن القصة نفسها تتكرر دائما... الأكاذيب ذاتها".

عبّر مؤخرا عن استيائه وقلقه على مستقبل تشاد في أغنية بعنوان "البلاد تتجه إلى الانهيار".

واليوم، يراقب بقلق أقاربه بينما يخزّنون المواد الغذائية خشية تسبب الانتخابات باندلاع أعمال عنف.

وحذّر من انه "قد ينقلب كل شيء رأسا على عقب في اللحظة الأخيرة... كل شيء ممكن في هذا البلد".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium