أعلنت السلطات الكينية، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات المدمّرة المستمرة منذ أسابيع إلى 228 قتيلًا، محذرة من انعدام أفق تراجع الأزمة عمّا قريب.
وفي وقت نجت كينيا وجارتها تنزانيا من أضرار جسيمة جراء زوال خطر الإعصار المداري هِدايا بعد وصوله إلى اليابسة السبت، قالت الحكومة في نيروبي إن البلاد لا تزال تشهد أمطارًا غزيرة وخطر حدوث مزيد من الفيضانات وانزلاقات أرضية.
في غرب كينيا، فاض نهر نياندو في الساعات الأولى من صباح الأحد، فغمرت المياه مركزًا للشرطة ومدرسة ومستشفى وسوقًا في بلدة أهيرو في مقاطعة كيسومو، وفق الشرطة.
ولم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا لكن الشرطة المحلية قالت إن منسوب المياه لا زال يرتفع وإن الجسر الرئيسي خارج كيسومو على الطريق السريع المؤدي إلى نيروبي قد غمرته المياه.
وحلّت فوضى عارمة في أجزاء كثيرة من شرق إفريقيا إثر أسابيع من الأمطار الموسمية الغزيرة تفاقمت جراء ظاهرة إل نينيو المناخية.
وتُسبب هذه الظاهرة المناخية الطبيعية المرتبطة عمومًا بالاحتباس الحراري، الجفاف في أجزاء معينة من العالم وأمطارا غزيرة في أماكن أخرى.
وقتل منذ آذار نحو 400 شخص في شرق إفريقيا ونزح عشرات الآلاف من جراء أمطار غزيرة تسببت بفيضانات وانزلاقات أرضية دمرت المحاصيل وجرفت منازل.
وقال الناطق باسم الحكومة الكينية آيزاك مواورا الأحد في مؤتمر صحافي حول الأزمة "إنه وضع خطير ولا يجب أن نستخفّ به".
- "أزمة إنسانية أوسع" -
في تنزانيا، قالت هيئة الأرصاد الجوية في بيان نُشر في وقت مبكر الأحد على منصة "إكس" إن الإعصار هِدايا "فقد قوته تماماً"، بعدما بلغ اليابسة السبت على جزيرة مافيا في المحيط الهندي.
وأكدت أنه "بالتالي لم يعد الإعصار المداري هدايا يشكّل أي تهديد في بلادنا".
وتُعدّ تنزانيا واحدة من دول المنطقة الأكثر تضررًا من الفيضانات إذ قضى 155 من سكانها منذ مطلع نيسان.
في كينيا، نوّه مواورا إلى أنه على الرغم من ضعف الإعصار فقد تسبب برياح قوية وبأمواج على الساحل، مرجحًا أن تشتدّ الأمطار اعتبارًا من مساء الأحد.
وأشار إلى وفاة صياد وفقدان آخر.
وقُتل في كينيا 228 شخصًا على الأقل جراء الفيضانات منذ آذار فيما لا يزال 72 شخصًا مفقودين، بحسب أرقام رسمية.
وتشرّد أكثر من 212 ألف شخص بينهم كثر تم إجلاؤهم "قسرًا أو طوعًا"، بحسب مواورا.
وأمرت الحكومة الكينية كلّ المقيمين قرب أنهار كبيرة أو سدود بمغادرة مناطقهم أو الخضوع "لإخلاء إلزامي حفاظًا على سلامتهم" في ظلّ خطر فيضان عدة سدود وخزانات.
وحذر مواورا كذلك من خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وذلك بعد الإبلاغ عن إصابة واحدة بالكوليرا وحالات إسهال عدة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين على منصة "إكس" السبت إن التوقعات بهطول مزيد من الأمطار تثير "مخاوف جدية من حدوث أزمة إنسانية أوسع نطاقًا".
واتُهمت الحكومة الكينية بالبطء وعدم الجهوزية للاستجابة للأزمة على الرغم من التحذيرات بشأن سوء الأحوال الجوية، حيث دعا حزب المعارضة الرئيسي "أزيميو" إلى إعلان الأزمة كارثة على الصعيد الوطني.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو في خطاب للأمة الجمعة إن الأحوال الجوية لا تزال "فظيعة"، عازيًا دورة الجفاف والفيضانات الكارثية إلى الفشل في حماية البيئة.
وفي أسوأ حادث أدّى إلى مقتل 58 شخصًا وفقدان العشرات في كينيا، انهار الاثنين سدّ قرب بلدة ماي ماهيو في الوادي المتصدع شمال نيروبي، حسبما ذكرت وزارة الداخلية.
وتواصل فرق الإنقاذ البحث عن 13 شخصًا ما زالوا مفقودين منذ انقلاب قارب في مقاطعة نهر تانا، في واقعة أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، وفق الوزارة.
ومنطقة شرق أفريقيا معرضة بشدة لتغير المناخ، وتفاقم هطول الأمطار فيها هذا العام بسبب ظاهرة إل نينيو المناخية.
وفي نهاية العام 2023، تسببت الأمطار الغزيرة في كينيا والصومال وإثيوبيا بمقتل أكثر من 300 شخص في منطقة كانت تسعى للتعافي من أسوأ جفاف منذ 40 عاما.