واصل طلاب مؤيدون للفلسطينيين في أوروبا تحركاتهم الثلاثاء من خلال إقامة مخيمات احتجاجية في حرم جامعات ومحاولة إغلاق مبان جامعية خصوصاً في باريس وبرلين وكولونيا وسويسرا.
وفي العاصمة الفرنسية، تدخلت الشرطة مجدداً الثلاثاء مرتين لتفريق تجمعات مؤيدة للفلسطينيين أمام المبنى التاريخي لمعهد سيانس بو العريق للعلوم السياسية على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وسد طلاب مؤيدون للفلسطينيين مجددا صباح الثلاثاء مدخل المقر الرئيسي للمعهد الواقع في حي راق في باريس لفترة وجيزة مستخدمين حاويات القمامة وقطع أثاث ودراجات هوائية.
وتجمع نحو عشرين طالبا في الشارع وقد وضع بعضهم كمامات أو كوفيات تغطي جزءا من وجوههم. وانتشر عناصر من الشرطة على مسافة قريبة.
وأكدت طالبة في السنة الأولى رفضت الكشف عن اسمها أن سد المداخل يأتي للتشديد على المطالب التي ترفع في معاهد سيانس بو في باريس منذ أسابيع عدة ولا سيما إجراء تحقيق حول الشراكات مع الجامعات الإسرائيلية و"وقف قمع الطلاب الذين يتحركون ووقف العقوبات".
وأكدت إدارة المعهد أن 13 طالباً ينفّذون إضرابا عن الطعام باشروه في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي هولندا، فرقت الشرطة الثلاثاء اعتصاما في حرم جامعة أمستردام نفذّه طلاب يطالبون الجامعة بقطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب هجومها على غزة وأوقفت عشرات منهم.
وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة (إن أو إس) الشرطة وهي تهاجم متظاهرين في جامعة أمستردام، بالهراوات وتزيل الخيام قرابة الرابعة صباحا (2,00 ت غ) بعد رفضهم مغادرة الحرم الجامعي.
وقالت الشرطة في بيان إن "التظاهرة اتخذت طابعا عنيفا... اقتُلعت حجارة كبيرة من الأرض".
أقام الطلاب "مخيم التضامن مع غزة" الاثنين في حرم جامعة أمستردام.
وقال أحد منظمي التحرك لوكالة الأنباء الهولندية "نحن هنا لمطالبة هذه الجامعة بوضع حد لتواطُئِها في الإبادة الجماعية".
اندلعت صدامات لفترة وجيزة مساء الاثنين عندما اقتحمت مجموعة صغيرة من معارضي الاعتصام المكان وهم يحملون قنابل دخانية.
وقالت الشرطة إن الطلاب ألقوا حجارة ومفرقعات على الشرطة أثناء تفريق الاحتجاج، كما أغلقوا بعض الطرق المؤدية إلى الجامعة، ما دفع الشرطة إلى تفريقهم.
وبدأت الشرطة صباح الثلاثاء إطلاق سراح البعض من إجمالي 125 موقوفا، لكن العشرات ما زالوا رهن الاحتجاز.
وقالت جامعة أمستردام في بيان إن لديها برامج تبادل مع ثلاث جامعات إسرائيلية وإن باحثين أو شركات إسرائيلية تشارك في ثمانية مشاريع بحثية أوروبية تساهم فيها أيضا الجامعة.
وقالت إن الجامعة "لا تريد المساهمة في الحرب بأي شكل من الأشكال، ولا تريد المشاركة في التبادلات التعليمية ذات الطبيعة العسكرية".
وعلى غرار الولايات المتحدة، تتزايد التعبئة في كل دول أوروبا تقريبا.
- "الإضراب مقاومة" -
في ألمانيا، تجري الاحتجاجات الطلابية في الوقت الحالي على نطاق أصغر، وتتركز بشكل رئيسي في برلين وكولونيا (غرب).
صباح الثلاثاء، أقام ما بين 60 و80 شخصا في العاصمة الألمانية مخيما احتجاجيا في حرم جامعة برلين الحرة، إحدى أعرق الجامعات في ألمانيا، قبل أن تفرقهم الشرطة.
وتم نصب خيام وأعلام فلسطينية ولافتات كتب عليها "الإضراب مقاومة" في الموقع.
وقال رئيس الجامعة غونتر زيغلر في بيان "هذا النوع من الاحتجاج لا يركز على الحوار"، معتبرا أن الاعتصام في المبنى "غير مقبول".
في سويسرا، اكتسبت الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين زخما في الجامعات الثلاثاء، مع الاعتصام في مبان في لوزان وزوريخ وجنيف.
وكان طلاب جامعة لوزان أول من أطلق الحراك من خلال الاعتصام في قاعة أحد المباني مساء الخميس للمطالبة خصوصا بإنهاء التعاون مع الجامعات الإسرائيلية. وقدر عدد الطلاب بالمئات مساء الاثنين.
من جهتها، قالت الجامعة في بيان إنه "لا يوجد سبب لقطع هذه العلاقات".
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس أن الحراك امتد الثلاثاء إلى المدرسة الفدرالية للعلوم التطبيقية في لوزان، حيث أعلنت مجموعة من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين أنهم قرروا الاعتصام سلميا في ساحة المؤسسة . وقال متحدث باسم الجامعة لوكالة فرانس برس إن عدد الطلاب يقدر بالعشرات.
ويدعو الطلاب إلى "مقاطعة أكاديمية" للمؤسسات الإسرائيلية ووقف إطلاق النار في غزة واستئناف تمويل وكالة الأونروا وإنهاء "الاحتلال والفصل العنصري"، حسبما كتبوا في بيان الاثنين.
وشهدت مدرسة العلوم التطبيقية في زوريخ أيضا اعتصام عشرات الطلاب في مدخل المعهد قبيل منتصف نهار الثلاثاء.
وهتف المتظاهرون خصوصا "فلسطين حرة" ووضعوا ملصقا على الأرض كتب عليه "لا تكنولوجيا للإبادة الجماعية"، قبل أن تفرقهم الشرطة، وفق وكالة الأنباء السويسرية "كيستون إيه تي إس".
وفي جنيف، اعتصم أعضاء من تنسيقية داعمة للفلسطينيين في الجامعة عند الظهر، وفق نفس المصدر.
ورفعت العديد من الأعلام الفلسطينية في جميع طوابق المبنى، بالإضافة إلى لافتات كتب عليها "فلسطين حرة، أوقفوا الإبادة الجماعية" و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".
وفي رسالة إلى رئاسة الجامعة، طلب الائتلاف خصوصا إعطاء منح للطلاب الفلسطينيين و"الإنهاء الفوري للروابط بين جامعة جنيف والجامعات الإسرائيلية".
انطلق الحراك الطالبي المناهض للحرب الإسرائيلية في غزة من الجامعات الأميركية الشهر الماضي قبل أن ينتشر في مختلف أنحاء العالم.