أكد النازح الغزّاوي مروان المصري الذي لجأ إلى رفح أن "الحياة انعدمت بالكامل" منذ دخلت دبابات إسرائيلية شرق المدينة، ما دفع الفلسطينيين للفرار باتجاه شمال قطاع غزة المحاصر.
وتكدّس أكثر من 1,4 مليون شخص في مدينة رفح الواقعة عند حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر، في وقت تتحرّك القوات الإسرائيلية جنوباً آتية من شمال القطاع الساحلي حيث تدور حرب من شهور مع حركة "حماس".
نزح كثيرون في رفح مرّات عدة على مدى الحرب المتواصلة منذ سبعة شهور وهم يعودون حاليا إلى الشمال بعدما دعت القوات الإسرائيلية إلى إخلاء الجزء الشرقي من المدينة التي تؤوي عشرات آلاف الأشخاص.
وأفاد المصري (35 عاماً) الذي نزح من شمال غزة بأن "الحياة انعدمت بالكامل في رفح وسط البلد. الشوارع فارغة من الناس وشلل بالاسواق".
وأضاف "نشعر بالخوف من أي تقدم في الاجتياح كما حدث في المناطق الشرقية التي هي الان خالية من السكان تماما".
ويشير المصري إلى أنه وأقاربه يشعرون بـ"التوتر والخوف" جراء القصف المتواصل الذي يقترب منهم على ما أفاد.
أما ابتهال العروقي (39 عاماً) التي نزحت من مخيم البريج في وسط غزة إلى رفح وخضعت لعملية توليد قيصرية قبل أسبوعين فقط، فوجدت نفسها مشرّدة مرّة أخرى.
وقالت "خرجنا من تحت ركام منزلنا في البريج والآن من شدة القصف في رفح نحن في الشارع أنا وأطفالي لا نعلم أين نذهب لا يوجد مكان آمن".
وبينما بقي غرب رفح أهدأ نسبياً من شرق المدينة الذي يشهد قصفاً مكثفاً، إلا أنه تعرّض للقصف أيضاً، وفق ما أفاد مراسل "فرانس برس".
وأكد كل من المصري والعروقي أن القصف المتواصل ملأ الجو بالغبار والدخان، ما أدى إلى صعوبات في التنفّس.
وأفاد محمد أبو مغيصيب، وهو منسق طبي لمنظمة أطباء بلا حدود في رفح، أن "الوضع في رفح في حالة فوضى".
وتحدّث أبو مغيصيب الذي نزح هو أيضاً من مدينة غزة عن "أشخاص يحملون أمتعتهم وفرشاً وبطانيات وأدوات مطبخية على متن شاحنات" للفرار من شرق رفح.
وقال لوكالة "فرانس برس": "لم يعد هناك مكان في غرب رفح".
وأضاف أن مستشفى النجار كان "مغلقاً وأجلي الفريق الطبي لتجنّب ما حصل في الشفاء أو الناصر"، في إشارة إلى مجمعين طبيين في غزة اقتحمتهما القوات الإسرائيلية خلال الحرب.
"لا مكان"
وبين القصف الإسرائيلي من الشرق والحدود المصرية جنوباً والبحر الأبيض المتوسط غرباً، فر الكثير من الأشخاص الهاربين من رفح نحو الشمال.
وتوجّه هؤلاء نحو مدينة خان يونس القريبة ودير البلح في وسط غزة حيث ملأت آلاف الخيام المنطقة الساحلية.
وكان أحمد فاضل (22 عاماً) من بين كثر عادوا إلى شمال غزة من حيث هرب في وقت سابق خلال الحرب.
نزح فاضل المتحدر من مدينة غزة بداية من مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة قبل أن يُطلب منه المغادرة عندما دخلت القوات الإسرائيلية مخيم البريج القريب.
ويقول لوكالة "فرانس برس": "غادرنا وانتقلنا إلى رفح لكنهم قصفوا وهددوا المدينة، لذلك جئنا إلى دير البلح المكتظة بالفعل".
شاهد مراسلو "فرانس برس" طوابير طويلة للنازحين الفلسطينيين الفارين من رفح في سيارات وشاحنات وعربات تجرّها الحمير وعربات التوك توك أو سيرا على الأقدام، حاملين أي أمتعة تمكنوا من نقلها.
وأظهر مقطع مصوّر لوكالة "فرانس برس" الأربعاء آلاف الخيام ومراكز الإيواء مقامة على طول المنطقة الساحلية في دير البلح.
في الأثناء، امتلأت الشوارع بأشخاص عملوا على تحميل أمتعتهم أو بيع معدات.
وقال التاجر عبد المجيد الكرد لوكالة "فرانس برس": "دير البلح مدينة صغيرة.. إنها بلدة صغيرة للغاية باتت الآن مكتظة كثيرا".
وأضاف "لا مكان ولا منشآت تكفي لإيواء هؤلاء الأشخاص".