فتحت تركيا كنيسة شورا التاريخية، وهي واحدة من أشهر مباني العصر البيزنطي في إسطنبول، أمام المصلين المسلمين بعد أن ظلت متحفا لأكثر من 70 عاما في ثاني قرار من نوعه في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان.
وأعاد إردوغان الذي يتزعم حزبا ذا جذور إسلامية تحويل كنيسة آيا صوفيا ذات الشهرة العالمية في إسطنبول إلى مسجد في عام 2020 في مراسم حضرها عشرات الآلاف.
وانتقد زعماء الكنيسة ودول غربية هذه الخطوة قائلين إن إعادة تحويل آيا صوفيا مسجدا من شأنه تعميق الخلافات الدينية.
واعتبر إردوغان هذه الانتقادات تدخلا في الحقوق السيادية لبلاده، وقال إنه مصمم على حماية حقوق المسلمين.
ويعود تاريخ كنيسة شورا إلى القرن الرابع الميلادي وقد حولها العثمانيون إلى مسجد. وأصبحت متحفا في عام 1945، قبل أن يوقع إردوغان قرارا في عام 2020 بتحويلها مجددا إلى مسجد.
وأعيد الافتتاح يوم الاثنين بعد عملية ترميم.
وتم الإبقاء على القاعات الخارجية كمتحف، حيث يمكن للزوار مشاهدة لوحات الفسيفساء الثمينة في السقف، بينما أسدلت الستائر على قطع الفسيفساء في المساحة المخصصة للصلاة.
وقال فيردي سايمون، وهو سائح بريطاني، إنه كان يفضل أن يبقى المبنى كمتحف كي يتمكن الزوار من رؤية الفسيفساء والجداريات.
وأضاف في حديث من أمام المبنى "يبدو أنها مناورة سياسية".
"مكاسب سياسية"
وقال أوجور جوكوز، وهو تركي جاء للصلاة، إن من حق الشعب التركي استخدام شورا مسجدا، مضيفا أن القطع الأثرية الموجودة داخل المتحف تم الحفاظ عليها.
وأضاف "هناك قسم صغير مخصص للصلاة. لم يهدموا كل شيء ويحولوه مسجدا".
وكانت كنيسة قد بُنيت للمرة الأولى في هذا الموقع في القرن الرابع، لكن القسم الأكبر من المبنى الموجود حاليا يرجع إلى كنيسة أقيمت في القرن الحادي عشر وأعيد بناؤها جزئيا بعد مئتي سنة من ذلك التاريخ إثر وقوع زلزال.
وتحتوي كنيسة "المخلص المقدس" في شورا التي بُنيت بالقرب من أسوار مدينة القسطنطينية القديمة على قطع من الفسيفساء ولوحات جدارية تصور مشاهد من قصص الكتاب المقدس.
وحُجبت الفسيفساء واللوحات تحت طبقة من الجص بعد أن استولى العثمانيون على المدينة في 1453، لكنها عادت إلى الظهور بعد أن حولت الجمهورية التركية العلمانية الكنيسة إلى متحف في عام 1945 مثلما حدث مع كنيسة آيا صوفيا.
وقالت بورسين ألتينساي أوزجونر رئيسة المجلس الدولي للمعالم والمواقع في تركيا إن القطع الأثرية في شورا فريدة من نوعها وأفضل طريقة لإتاحتها للباحثين هي الحفاظ على المبنى كمتحف.
وأضافت "بالطبع هناك مكاسب سياسية وراء ذلك"، مضيفة أنه لا توجد حاجة واضحة لوجود مسجد في حالة آيا صوفيا وشورا مع وجود مساجد بجوارهما مباشرة.