النهار

اعتقالات ترافق فضّ الشرطة الأميركية اعتصامات مؤيّدة للفلسطينيين في الجامعات: "سنعود"
المصدر: "أ ف ب"
اعتقالات ترافق فضّ الشرطة الأميركية اعتصامات مؤيّدة للفلسطينيين في الجامعات: "سنعود"
لشرطة الأميركية تفضّ اعتصامات مؤيّدة للفلسطينيين في الجامعات (أ ف ب).
A+   A-
اقتحمت الشرطة الأميركية، قُبيل فجر الجمعة، مخيّمَي اعتصام لطلاب متضامنين مع الفلسطينيين في جامعتين مرموقتَين وأخلتهما، في أحدث تطورات مشهد التحركات الطالبية في الولايات المتحدة على خلفية الحرب الاسرائيلية في غزة.

وامتدّت موجة الاحتجاجات خارج حدود الولايات المتحدة أيضاً، حيث استخدمت الشرطة الكندية، في وقت متأخّر الخميس، الغاز المسيل للدموع لإزالة مخيم اعتصام نصرة للفلسطينيين في جامعة كالغاري غرب كندا.

واعتقلت الشرطة الأميركية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "أم آي تي" بالقرب من بوسطن في شمال شرق البلاد نحو 10 أشخاص، وفق رئيسة الجامعة سالي كورنبلاث التي قالت إنّه "لم يكن لديها خيار" سوى تفكيك "نقطة انفجار شديدة الخطورة".

وفي جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، قامت الشرطة المزودة بأدوات مكافحة الشغب بتفريق عشرات الطلاب الذين ربطوا أنفسهم بتمثال لبنجامين فرانكلين، وفق ما ذكرت شبكة "أن بي سي" التي أفادت أنهم مُنحوا دقيقتين للمغادرة.
 
ولم يقاوم الطلاب اعتقالهم في الجامعتين الأميركيتين، وبدا أن الاعتصامين كانا سلميين نسبيّاً.

و في مقاطعة ألبرتا ف كندا، تواجهت شرطة مكافحة الشغب مع نحو 150 طالباً في جامعة كالغاري. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هناك اعتقالات.

وقادت كورنبلاث في "أم آي تي" مفاوضات خلال أسابيع من الاعتصامات داخل الحرم الجامعي بلغت ذروتها بتوجيهها أربعة تحذيرات للطلاب قبل اتخاذها قرارا باستدعاء الشرطة لإخلاء المخيم، معتبرة أنه "الملاذ الأخير".

وكتبت أنّ المخيم بالنسبة للمتظاهرين "رَمَز إلى التزام أخلاقي فاق كل الاعتبارات الأخرى، بسبب المعاناة الهائلة في غزة".

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يدعمون إسرائيل، فقد قدمت الاعتصامات "تأكيدا مستمرا من خلال اللافتات والهتافات أن أولئك الذين يعتقدون أن لإسرائيل الحق في الوجود غير مرحب بهم في أم آي تي".

أضافت "نتيجة ذلك، أصبح المخيم نقطة انفجار"، مشيرة إلى أن الطلاب الذين رفضوا المغادرة جرى اصطحابهم "بهدوء" إلى خارج الحرم الجامعي قبل اعتقالهم.
 


"سنعود"

لكن الطلاب المنظمين للتظاهرات لم يتراجعوا عن تحديهم وقرروا تنظيم "تظاهرة طارئة" بعد ظهر الجمعة احتجاجا على ما اعتبروه "إخلاءً واعتقالات" غير عادلة في الجامعة.

وكتب تحالف طلاب متظاهرين على "إنستغرام": "لا يمكنكم تعليق التحرك. سنعود".

واعتقلت الشرطة أكثر من ألفي شخص خلال أسابيع من الاضطرابات في الأحرام الجامعية بالولايات المتحدة.

ويعتصم الطلاب ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، مطالبين جامعاتهم بقطع العلاقات مع شركات تصنيع الأسلحة الأميركية والكيانات الإسرائيلية.
 


ودعمت سلطات الجامعات الحق في الاحتجاج للطلاب في الوقت نفسه الذي كانت تنظر فيه بشكاوى متعلقة بمعاداة السامية وخطابات كراهية خلال التظاهرات.

وفي حادثة واحدة على الأقل، هاجم متظاهرون مناهضون لمخيمات الاعتصام المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس.

وتوصلت بعض الجامعات إلى اتفاقات مع الطلاب لتفكيك مخيماتهم واستعانت أخرى بالشرطة، لكن الصور التي انتشرت لعناصر الشرطة وهم يشتبكون مع الطلاب ساهمت في تحويل الاحتجاجات إلى قضية سياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ودافع الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، عن حق الطلاب في الاحتجاج، قائلاً إنّ "المعارضة ضرورية للديموقراطية"، لكنه أضاف أن "النظام يجب أن يسود".

واتخذ دونالد ترامب، المنافس الجمهوري لبايدن في انتخابات تشرين الثاني موقفاً أكثر صرامة، اذ وصف المتظاهرين بأنهم "مجانين يساريون متطرفون"، قائلاً إنّه "يجب إيقافهم".
 

اقرأ في النهار Premium