النهار

قرى منكوبة في أفغانستان من جراء الفيضانات: انقطاع الطرق يبطئ عمليّات الإغاثة
المصدر: أ ف ب
قرى منكوبة في أفغانستان من جراء الفيضانات: انقطاع الطرق يبطئ عمليّات الإغاثة
رجال أفغان يزيلون الطين من منزل متضرر بعد فيضانات مفاجئة في قرية لاكيها في منطقة بغلان مركزي في مقاطعة بغلان (11 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
تحاول فرق الإغاثة، الأحد، الوصول إلى قرى منكوبة في شمال شرق أفغانستان، مستعينة أحيانا بالحمير لنقل مساعدات لآلاف من المصابين والمشردين، بعدما أوقعت فيضانات مباغتة أكثر من 300 قتيل في يوم واحد.

وتؤكد حكومة طالبان أن "21 رحلة جوية" أتاحت إجلاء مصابين من ولاية بغلان الأكثر تضررا ونشر أطباء فيها وتوصيل أكثر من سبعة أطنان من المساعدات إلى مناطقها.

لكن على الرغم من التعبئة العامة وحال الطوارئ في شمال شرق البلاد، تصعّب الفيضانات والتضاريس الجغرافية للمنطقة عمليات الإغاثة وتبطئها على نحو كبير.

وروى محمد علي أريانفار من المنظمة التركية غير الحكومية (HAK) لوكالة فرانس برس أنه انطلق مساء السبت من كابول مع مواد غذائية وأغطية.

وقال "لكن بسبب الطرق المقطوعة والعواصف، كان من الصعب بلوغ بل خمري"، وأوضح أن قافلته استغرقت ليلة كاملة لعبور 200 كلم ونيّف.

ونظريا لا يزال يبعد ساعتين عن بركه إلا أن الطريق المؤدي إلى هذا الإقليم مقطوع.

- "بلا أي مأوى" -
وقال "إن مواطنينا بحاجة إلى مساعدة، نحن نصلي لكي نتمكن من الوصول إليهم".

وأضاف "المنازل دُمّرت والناس لم يعد لديهم أي شيء، وأصبحوا بلا أي مأوى".

وأشار برنامج الأغذية العالمي في منشور على منصة إكس إلى أنه "تعيّن استخدام كل البدائل الممكنة لإحضار الغذاء للناجين الذين خسروا كل شيء"، مرفقا المنشور بصورة لحمارين محمّلين أكياس طحين.

في شيخ جلال التي تبعد ساعتين ونيّفا عن بركه والتي تعد احدى أكثر المناطق تضررا من جراء الفيضانات المباغتة، رصد صحافيو فرانس برس شاحنات محمّلة مساعدات ومدنيين عالقين على طرق وعرة وجسورا انهارت من جراء شدة السيول.

ويمكن رؤية آليات عسكرية وحفارات تعمل على تنظيف الطرق بإزاحة طبقات كثيفة من الطين في منطقة يقطنها نحو 600 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، وفقا لمنظمة "سيف ذا تشيلدرن" غير الحكومية.

والجمعة قضى 315 شخصا على الأقل وأصيب 1600 بعدما اجتاحت الفيضانات بشكل مباغت منازل وأراضي زراعية، وفق وزارة اللاجئين.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أفاد فرانس برس السبت بحصيلة مماثلة.

وفق وزارة اللاجئين الأفغانية تضرّر أو دمّر أكثر من 2600 منزل وجرفت الفيضانات أكثر من ألف رأس ماشية، في واحد من أفقر بلدان العالم حيث يعتاش أكثر من 80 بالمئة من السكان من الزراعة.

والسبت اعتبر مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت عبر منصة إكس أن الفيضانات "تذكير صارخ بضعف أفغانستان أمام أزمة المناخ".

منذ مطلع العام وفق منظمة سيف ذا تشيلدرن "تضرّر نحو 13 ألف أفغاني من جراء كوارث ناجمة عن أحوال مناخية قصوى" في البلاد التي تعد من بين الأكثر عرضة والأقل جاهزية لمواجهة تداعيات التغير المناخي.

وفي حين يعتمد ملايين الأفغان على المساعدات الغذائية، تنطوي مسألة إعادة الإعمار في البلاد على تحديات كبرى، إذ بعد ستة أشهر ونيّف على زلازل ضربت غرب البلاد لا تزال آلاف العائلات بانتظار منازل بديلة ومدارس وبنى تحتية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium