قالت هيئة الدفاع المدني المحلية في البرازيل، اليوم الأحد، إن عدد وفيات الأمطار الغزيرة في ولاية ريو غراندي دو سول ارتفع إلى 143 من 136 أمس، في حين لا يزال 125 آخرون في عداد المفقودين.
وأعلنت الحكومة مساء أمس السبت تمويلا طارئا بنحو 12.1 مليار ريال برازيلي (2.34 مليارا دولار) لمواجهة الأزمة التي أدت إلى نزوح أكثر من 537 ألف شخص في الولاية من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 10.9 ملايين نسمة.
وقالت الحكومة الاتحادية في بيان أمس إنه بعد الإعلان عن هذا المبلغ، يكون إجمالي الأموال المخصصة للولاية قد تجاوز بالفعل 60 مليار ريال برازيلي.
وحذرت السلطات البرازيلية من أن الأمطار المتوقع هطولها على جنوب البلاد الذي تغمره المياه إلى حدّ كبير، ستكون على أشدّها بين الأحد والإثنين، ما يضاعف من معاناة ضحايا الفيضانات الحادة.
وحذرت سلطات ولاية ريو غراندي دو سول في وقت متأخر السبت من خطر ارتفاع منسوب المياه والانهيارات الأرضية.
وقال حاكم الولاية إدواردو ليتي في مقطع فيديو على موقع إنستغرام "ما زلنا نواجه حالة طارئة".
وقال الدفاع المدني إن الأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي تسببت في فيضان الأنهار في الولاية الزراعية مما أدى إلى إصابة 806 أشخاص وفقدان 125 آخرين بالإضافة إلى القتلى.
وقال إنيو بوستي وهو عنصر اطفاء في بورتو أليغري عاصمة الولاية المنكوبة إن "كثير من الناس يرون المطر ويشعرون بالصدمة. لقد رأينا مدى خوف الناس".
ومن بين أكثر من مليوني شخص تضرروا من الفيضانات، اضطر أكثر من 537 ألف شخص إلى ترك منازلهم مع 81 ألف شخص في الملاجئ.
وتضرر أو دمر أكثر من 92 ألف منزل بسبب الفيضانات، بحسب الاتحاد الوطني للبلديات.
ويعزو خبراء الأمم المتحدة والحكومة البرازيلية هذه الكارثة الى تغير المناخ وظاهرة ال نينيو المناخية.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إنه "حزين للخسائر في الأرواح والدمار الذي سببته الفيضانات"، مضيفا أن واشنطن "تعمل على تقديم المساعدة اللازمة" بالتنسيق مع السلطات البرازيلية.
وطلبت السلطات من السكان الابتعاد عن المناطق التي غمرتها الفيضانات، مع وجود مخاطر بما في ذلك الصعق بالكهرباء بسبب خطوط الكهرباء المقطوعة.
وقال إيفرتون ماتشادو (36 عاما) لوكالة فرانس برس بعد أن أنقذه قارب أثناء البحث عن والديه "كنت مبللا. لقد ساعدوني وأعطوني ملابس".
- توزيع مساعدات -
في شوارع حي ساو جواو التي غمرتها المياه، عمل المتطوعون ورجال الإطفاء وسط الأمطار الغزيرة لايصال الإمدادات إلى السكان على دراجات مائية (جت سكي) وقوارب مطاطية.
وكان المتطوعون ينقلون الحيوانات الأليفة إلى الملاجئ.
ويشارك الجيش وقوات الأمن في جهود الإغاثة. ووزعت الحكومة الفدرالية نحو طنين من الطعام والمعدات، في ما وصفه الرئيس لويس اناسيو لولا دا سيلفا بأنه "أكبر حركة تبرعات يتم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ" البلاد.
وتعهدت الحكومة الفدرالية هذا الأسبوع تقديم نحو 10 مليارات دولار لإعادة إعمار مدينة ريو غراندي دو سول، التي تشهد أسوأ كارثة مناخية في تاريخها.
ووصل منسوب المياه في نهر غويبا الذي يمر عبر بورتو أليغري، التي يسكنها 1,4 مليون شخص، إلى مستويات تاريخية هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من الأمطار المتوقعة، يسعى بعض السكان إلى العودة لما يشبه الحياة الطبيعية، فقد أُعيد فتح بعض المتاجر والمطاعم.
ومع استمرار انقطاع إمدادات المياه، أصبح مشهد الشاحنات التي تنقل المياه النظيفة مألوفا في جميع أنحاء المدينة.
وفي أماكن أخرى، كانت شاحنات التفريغ تضخ مياه الفيضانات الموحلة من الشوارع والمباني.
وتعرضت البرازيل في الأشهر الأخيرة لفيضانات تاريخية وحرائق غابات غير مسبوقة وموجات حر وجفاف حادة.