حذّر القائد الأعلى للجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، من "معارك ضارية" تلوح في الأفق على جبهة الحرب الجديدة في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تقتطع "منطقة عازلة" هناك.
وهاجمت القوات الروسية يوم الجمعة الماضي شمال منطقة خاركيف حيث توغلت لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات وأضعفت توازن القوات الأوكرانية الأقل عددا والتي تحاول منذ ما يقرب من 27 شهرا منذ الغزو الحفاظ على خط المواجهة على طول جبهة مترامية الأطراف.
وقال الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي إن الهجوم أدى إلى توسيع منطقة القتال بنحو 70 كيلومترا وإن روسيا شنت توغلها قبل الموعد المحدد بعد أن "لاحظت انتشار قواتنا".
وكتب قائد القوات المسلحة الأوكرانية في بيان على تطبيق تيليغرام "نتوقع معارك عنيفة، وأن العدو يستعد لذلك".
وتُمسك القوات الروسية بزمام المبادرة في ساحة المعركة وتتقدم ببطء في الشرق مستغلة النقص العددي في القوات الأوكرانية والتأخر في وصول إمدادات الأسلحة من الغرب لأشهر.
وقال بوتين خلال زيارة للصين إن القوات الروسية تقيم "منطقة عازلة" في شمال شرق أوكرانيا بهدف حماية المناطق الحدودية الروسية، لكنه قال إن السيطرة على مدينة خاركيف ليست جزءا من خطة روسيا في الوقت الراهن.
وفي مواجهة الغارات الجوية الروسية طوال الحرب سارعت كييف إلى تطوير طائرات مسيرة وصواريخ وشن ضربات على منشآت في روسيا تقول إنها تستخدم للمساعدة في قصف البلدات والمدن ومنشآت الطاقة الأوكرانية.
وقال رئيس بلدية خاركيف إن ضربة صاروخية روسية اليوم الجمعة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 13 آخرين.
وأضاف بوتين، الذي أدلى بهذه التصريحات في مؤتمر صحافي خلال زيارة للصين، أن تقدم روسيا في الآونة الأخيرة في منطقة خاركيف جاء ردا على قصف أوكرانيا لمناطق حدودية روسية مثل بيلغورود حيث قُتل مدنيون.
وتابع "المدنيون يموتون هناك. ومن الواضح أنهم يقصفون وسط المدينة مباشرة فضلا عن المناطق السكنية. وقلت علنا إذا استمر هذا الحال، فسنضطر إلى إنشاء حزام أمني أو منطقة عازلة. هذا ما نفعله الآن".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لوسائل إعلام محلية في تصريحات نشرت اليوم الجمعة إن القوات الروسية تمكنت من التقدم مسافة عشرة كيلومترات في منطقة واحدة بخاركيف رغم أن القوات الأوكرانية "حققت الاستقرار" على الجبهة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن قوات الجيش سيطرت على 12 بلدة في إطار التوغل الحالي.
الجبهة الشرقية
وتشن روسيا أعنف هجماتها في منطقة دونيتسك الشرقية وفقا لبيانات جمعتها هيئة الأركان الأوكرانية التي قالت إن جبهة بوكروفسك هي التي تعرضت لمعظم الهجمات في الأيام القليلة الماضية.
وذكر سيرسكي أن القوات الأوكرانية تعد خطوطا دفاعية لصد هجوم روسي محتمل على منطقة سومي، والتي ستمثل جبهة أخرى على بعد أكثر من 100 كيلومتر إلى الشمال من خاركيف.
وتقول كييف إن روسيا لديها وحدات صغيرة من القوات بالقرب من منطقة سومي.
ويشكل توسيع الجبهة تحديا كبيرا لأوكرانيا في وقت يحتاج فيه جيشها إلى إعادة تعبئة.
وأظهرت قاعدة بيانات البرلمان الأوكراني اليوم الجمعة أن زيلينسكي وقع قانونا يسمح لبعض السجناء بالخدمة في الجيش.
ويقول مسؤولون في كييف إن هذه الخطوة قد توفر 20 ألف شخص كحد أقصى.
ووقع زيلينسكي أيضا قانونا منفصلا يهدف إلى زيادة الغرامات المفروضة على الذين لا يمتثلون لقواعد التعبئة العسكرية.
وقال مسؤولون روس اليوم إن أوكرانيا شنت موجة كبيرة استثنائية من الهجمات بطائرات مسيرة على روسيا ليلا مما أسفر عن مقتل شخصين في منطقة بيلغورود واشتعال النار في مصفاة لتكرير النفط في توابسي على البحر الأسود.
وذكر مصدر بالمخابرات الأوكرانية أن الهجمات استهدفت محطة فرعية للكهرباء في شبه جزيرة القرم المحتلة ومستودع نفط ومحطة للسكك الحديدية في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود بالإضافة إلى مصفاة توابسي.
وشنت موسكو هجوما بعيد المدى على أوكرانيا ليلا، لكن الجيش الأوكراني قال إنه أسقط جميع الطائرات المسيرة وعددها 20 التي أطلقتها روسيا باتجاه باتجاه مناطق خاركيف وبولتافا وفينيتسا وأوديسا ومايكوليف.
وعلى نحو منفصل ذكرت شركة ماكسار الأميركية للأقمار الصناعية التجارية أن صورا أظهرت أن هجوما أوكرانيا بعيد المدى هذا الأسبوع استهدف قاعدة بيلبك الجوية التي تسيطر عليها موسكو في شبه جزيرة القرم ودمر ثلاث طائرات حربية روسية ومنشأة وقود بالقرب من المدرج الرئيسي.