النهار

بدء دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم مع احتدام المعارك في القطاع
المصدر: "أ ف ب"
بدء دخول أولى المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم مع احتدام المعارك في القطاع
نازحون فلسطينيون يصطفون لشراء المياه من شاحنة مياه بجوار مخيمهم المؤقت في رفح- أ ف ب.
A+   A-
بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات تم نقلها إلى الميناء العائم قبالة غزة توزيع حمولاتها في القطاع المحاصر، وفق ما أعلن الجيش الأميركي، بينما تبقى المعارك محتدمة بين اسرائيل وحركة حماس.
 
ويشهد شمال قطاع غزة معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحماس الجمعة، غداة إعلان إسرائيل "تكثيف" عملياتها في رفح في جنوب القطاع رغم المخاوف الدولية على السكان المدنيين.
 
بعد أيام من منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي بات على شفير المجاعة، أعلن الجيش الأميركي أن شاحنات "محمّلة مساعدات إنسانية بدأت تتوجه إلى الساحل" عبر رصيف المنصة العائمة غداة ربطه بشاطئ غزة.
 
في الشهر الثامن من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية، يخوض الجيش الإسرائيلي مواجهات مع فصائل فلسطينية في مخيم جباليا للاجئين (شمال) الذي طاله كذلك قصف جوي ومدفعي إسرائيلي، بحسب شهود.
 
وقتل ستة أشخاص بعد تعرض منزلهم للقصف، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني الذي تحاول فرقه إنقاذ عالقين تحت الأنقاض.
 
)عائلة فلسطينية نازحة تحتمي في كوخ صياد متضرر في ميناء مدينة غزة- أ ف ب)
 
وقد أعلن الجيش انتهاء عملية استمرت أسبوعاً في حي الزيتون في مدينة غزة والقضاء على أكثر من 90 مقاتلاً.
 
وفي رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، استهداف القوات الإسرائيلية "المتمركزة على المركز الحدودي" مع مصر بالقذائف.
 
ويتعرض ساحل هذه المدينة المكتظة بمئات الآلاف من النازحين لنيران البحرية الإسرائيلية، بحسب شهود، بعد ضربات ليلية أدت إلى وقوع اصابات، وفق المستشفى الكويتي في المدينة.
 
كما أعلن الجيش الأميركي وصول "نحو 500 طن (من المساعدات) في الأيام المقبلة موزعة على عدة زوارق.
 
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من جانبه "نعمل على وضع اللمسات الأخيرة على خططنا التشغيلية للتأكد من أننا مستعدون لإدارة" هذه المساعدات، "مع ضمان سلامة موظفينا"، مؤكدا تفضيله للنقل البري.
 
دعوة من 13 دولة
 
وغداة إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها في رفح، دعت 13 دولة غربية، العديد منها داعمة تقليدياً لإسرائيل، الجمعة إلى عدم شن هجوم واسع النطاق على رفح.
 
وجاء في الرسالة التي بعثها وزراء خارجية هذه الدول إلى نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس وتم نشرها "نكرر معارضتنا لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح سيكون لها عواقب كارثية على السكان المدنيين".
 
(فلسطينية نازحة تمشط شعر ابنتها في مخيم مؤقت في رفح- أ ف ب).
 
والدول الموقعة هي أستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
 
وحثّ الوزراء إسرائيل على "فتح جميع طرق الإمداد البرية الممكنة إلى غزة" لإيصال المساعدات و"استئناف خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية"، وتعزيز "إمدادات السلع التي تشتد الحاجة إليها... وخاصة الإمدادات الطبية".
 
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس أن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيتكثف النشاط (العسكري)" فيها بهدف "القضاء" على الحركة الفلسطينية حماس.
 
ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بـ"الحاسمة" معركة رفح، المدينة التي اعتبر أنها تعد بالنسبة للفصائل بمثابة "شريان حياة لها للهروب وإعادة الأمداد".
 
قال الناطق باسم الجيش الكولونيل نداف شوشاني إن "هناك رهائن في رفح ممن اختطفوا في 7 تشرين الأول، ونحن نعمل على تهيئة الظروف لإعادتهم".
 
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) "فر بين 6 أيار" حين حذّر الجيش الإسرائيلي بوجوب مغادرة القطاعات الشرقية من رفح التي كان يتكدس فيها حينها نحو 1,4 مليون شخص غالبيتهم من النازحين، "و16 منه نحو 640 ألف شخص بينهم نحو 40 ألفا في 16 أيار".
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أنها لم تتلق أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من أيار.
 
(نازحون فلسطينيون يتجولون في بركة أمام المباني والخيام المدمرة في خان يونس- أ ف ب)
 
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش في جنيف "تمكنا من توزيع بعض الإمدادات لكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات".
 
ويواصل الفلسطينيون مغادرة شرق رفح وكذلك مناطق أخرى من المدينة المتاخمة للحدود المغلقة مع مصر.
 
واعتبر نتانياهو أن إسرائيل جنبت وقوع "الكارثة الإنسانية" التي كان يخشى المجتمع الدولي وقوعها في رفح، مؤكدا أنه "تم إجلاء نحو نصف مليون شخص من مناطق القتال في رفح".
 
وفي لاهاي في اليوم الثاني لجلسة الاستماع أمام محكمة العدل الدولية التي تنظر بالقضية التي أقامتها جنوب إفريقيا وتتهم فيها إسرائيل بأنها كثفت حملة "الإبادة الجماعية" بعمليتها العسكرية في رفح، نددت الدولة العبرية بالاتهامات "المنفصلة تماما" عن الواقع.
 
وقال كبير المحامين الممثلين لإسرائيل جلعاد نوام إن الحرب ضد حماس في قطاع غزة هي "مأسوية" لكن لا تصنّف "إبادة جماعية" موضحا "ثمة حرب مأسوية تدور رحاها لكن لا توجد إبادة جماعية".
 
ومنذ سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 أيار، لم تعد تمر أي مساعدات إنسانية من هناك، وتتبادل مصر وإسرائيل الاتهامات بالوقوف وراء هذا الإغلاق.
 
إلا أن الجيش الإسرائيلي أكد أن 365 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة الخميس عبر معبري كرم أبو سالم وبيت حانون على الجانب الإسرائيلي.
 
"نيران صديقة"
 
وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانتظام من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يعيش نحو 2,4 مليون نسمة، نزح 70 في المئة منهم منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول.
 
وفي ذلك اليوم، نفذت حركة حماس هجوماً على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً ما زال 125 منهم محتجزين في غزة قضى 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
 
وأعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة العثور في غزة على جثث ثلاثة رهائن خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول، وإعادتها إلى البلاد.
 
وأشار المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري إلى أن الثلاثة "قتلوا بوحشية" على يد حماس لدى محاولتهم الفرار من مهرجان نوفا الموسيقي "وتم نقل جثثهم" إلى غزة.
 
ورداً على الهجوم، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة حيث قتل حتى الآن 35303 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، بحسب آخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة جنود بنيران صديقة الأربعاء خلال القتال في جباليا.
 
وقتل ما مجموعه 279 جندياً إسرائيلياً منذ دخول القوات الإسرائيلية قطاع غزة في 27 تشرين الأول.
 
على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، شنّت إسرائيل صباح الجمعة غارات على بلدتين في جنوب لبنان، بعيدتين نسبياً عن الحدود، أسفرت عن مقتل طفلين سوريين، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، في وقت نعى "حزب الله" أحد مقاتليه.
 
كذلك أعلنت حماس الجمعة مقتل أحد قيادييها في منطقة البقاع بشرق لبنان في ضربة إسرائيلية.

اقرأ في النهار Premium