النهار

تحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إلى وكالة "فرانس برس" عن التحدّيات التي تواجهها بلاده، بدءاً بالهجوم الروسي الجديد على منطقة خاركيف، مروراً بمسألة المساعدات الغربيّة ونقص عديد القوّات، وصولاً إلى الهدنة الأولمبيّة ودعوة الصين إلى حضور قمّة للسلام.

في ما يلي النقاط الرئيسة في هذه المقابلة الحصريّة:

هجوم روسي ضدّ خاركيف

قال زيلينسكي: "لقد أطلق (الروس) عمليّتهم، وهي يمكن أن تضمّ موجات عدّة. وهذه هي الموجة الأولى" في منطقة خاركيف.

وأشار إلى أنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة. وأضاف "لقد أوقفناهم (...) لن أقول إنّه نجاح (روسي) كبير، لكن علينا أن (...) نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس",
وأكّد زيلينسكي أنّ روسيا تريد مهاجمة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، على بُعد بضع عشرات الكيلومترات فقط من الجبهة.

وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ المعركة من أجل هذه المدينة، إذا حصلت، ستكون صعبة على الجيش الروسي. وقال "إنّهم يريدون ذلك، يريدون الهجوم"، لكنّهم "يفهمون أنّها معركة شاقّة. إنّها مدينة كبيرة وهم يفهمون أنّ لدينا قوات وأنّها ستُقاتل لفترة طويلة".

وتابع: "برأيي، هم لن يموتوا بالملايين من أجل الاستيلاء على خاركيف".

 

لا وسائل كافية لمهاجمة كييف

في المقابلة، قال زيلينسكي إنّ روسيا لا تملك الوسائل لشنّ هجوم جديد واسع النطاق على كييف، في وقت تشنّ موسكو هجوماً في شرق أوكرانيا وشمال شرقها.

وأوضح قائلاً: "ليست لديهم القوّات اللازمة لشنّ هجوم واسع النطاق على العاصمة كما فعلوا في بداية الغزو"، مبديا اعتقاده بأنّ دونباس (شرق) وخاركيف (شمال شرق) هما الهدفان الرئيسيان للكرملين.

معركة السماء

وتابع: "اليوم، لدينا 25 في المئة ممّا نحتاجه للدفاع عن أوكرانيا، أنا أتحدّث عن أنظمة الدفاع الجوّي" وبخاصّة أنظمة باتريوت الأميركيّة.

وسأل: "هل يمكننا الحصول على ثلاثة (مليارات) من أجل حيازة نظامين (باتريوت) لمنطقة خاركيف، وهكذا لن تسقط قنابل على رؤوس جنودنا؟".

أمّا بالنسبة إلى الطائرات المقاتلة من طراز "أف-16"، والتي من المقرّر أن يصل بعضها إلى أوكرانيا هذا الصيف بمجرّد انتهاء تدريب الطيارين، فإنّ زيلينسكي يدعو إلى تسليم بلاده عددا أكبر منها، خصوصاً أنّ أوكرانيا حدّدت لنفسها هدف استعادة السيطرة على أجوائها هذا العام.

وقال الرئيس الأوكراني إنّ الطائرات المطلوبة، وعددها ما بين 120 و130، هي "من أجل الدفاع عن الأجواء في مواجهة 300 طائرة، وهو عدد الطائرات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا".

كما شدّد على "أنّنا بحاجة إلى هذا الأسطول المكوّن من هذا العدد من طائرات (أف-16) من أجل تحقيق تكافؤ".

إعادة تعزيز الصفوف

إلى ذلك، أقرّ زيلينسكي بأنّ ثمّة نقصاً في عديد القوات الأوكرانيّة، وبأنّ هذا يؤثّر في معنويّات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيّز التنفيذ السبت لتعزيز صفوف الجيش.

وقال زيلينسكي: "علينا ملء الاحتياطات (...) ثمّة عدد كبير من الألوية الفارغة. علينا أن نفعل ذلك حتى يتمكّن الرجال (الموجودون في الخطوط الأماميّة) من التناوب بشكل طبيعي. هذه هي الطريقة التي ستتحسّن بها الروح المعنويّة".

 

لا هدنة أولمبية

من جهة أخرى، أعلن زيلينسكي أنّه رفض فكرة "هدنة" في الحرب مع روسيا أرادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طوال مدّة أولمبياد باريس.

وأوضح زيلينسكي: "لقد قلتُ: إيمانويل، نحن لا نصدّق ذلك. فلنتخيّل للحظة أنّ هناك وقفا لإطلاق النار. أولا، نحن لا نثق في (فلاديمير) بوتين. ثانيا، هو لن يسحب قواته. ثالثاً، (...) أخبِرْني إيمانويل، مَن الذي يضمن أنّ روسيا لن تستغل ذلك لإرسال قواتها إلى أراضينا". ورفض الرئيس الأوكراني هدنة من شأنها أن "تصبّ في مصلحة العدوّ".

دعوة إلى الصين

في سياق آخر، أشار الرئيس الأوكراني إلى أنّ القادة الصينيّين "يعيشون قليلاً مع شعور بأنّه إذا خسرت روسيا الحرب، فهي ليست خسارة لروسيا، بل إنّها انتصار للولايات المتحدة. بالنسبة إليهم، إنه ليس انتصارا لأوكرانيا ولا خسارة لروسيا (...) بل إنّه انتصار للغرب. وهم يريدون إيجاد توازن بين الاثنين".

كما دعا زيلينسكي الصين إلى المشاركة في قمّة سلام حول أوكرانيا في سويسرا الشهر المقبل لن تحضرها روسيا.

خشية غربية

قال زيلينسكي إنّ الغرب "يخشى" على السواء من هزيمة روسيّة ومن هزيمة أوكرانيّة في الحرب.

وأوضح أنّ "الغرب يخشى أن تخسر روسيا الحرب، و(في الوقت نفسه) هو لا يريد لأوكرانيا أن تخسرها. لأنّ انتصار أوكرانيا النهائي سيؤدّي إلى هزيمة روسيا، ولأنّ انتصار روسيا النهائي سيؤدّي إلى هزيمة أوكرانيا".

منع استخدام أسلحة غربية لضرب روسيا

كما تحدّث زيلينسكي عن أنّ الغربيّين يمنعون أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي زوّدتها بها أوروبا والولايات المتحدة، من أجل ضرب الأراضي الروسيّة.

وقال: "يمكنهم ضربنا انطلاقاً من أراضيهم، وهذا أكبر تفوّق تتمتّع به روسيا، ولا يمكن لنا أن نفعل أيّ شيء لأنظمة (أسلحتهم) الموجودة على الأراضي الروسيّة باستخدام الأسلحة الغربيّة. ليس لدينا الحقّ في القيام بذلك"، مؤكداً أنّه اشتكى من ذلك مجدّداً هذا الأسبوع إلى وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن.