النهار

إجلاء سيّاح في كاليدونيا الجديدة... ماكرون يتوجّه الثلثاء إلى الأرخبيل الفرنسي
المصدر: أ ف ب
إجلاء سيّاح في كاليدونيا الجديدة... ماكرون يتوجّه الثلثاء إلى الأرخبيل الفرنسي
طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية الأوسترالية تقوم بإجلاء أشخاص في مطار نوميا ماجينتا في نوميا (21 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "اعتبارا من مساء" الثلثاء الى أرخبيل كاليدونيا الجديدة الفرنسي الذي يشهد أعمال عنف منذ أيام على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل.

وقالت الناطقة باسم الحكومة بريسكا توفونو الثلثاء "أعلن رئيس الجمهورية في اجتماع حكومي أنه سيذهب. سيتوجه الى هناك اعتبارا من مساء اليوم".

وفي وقت سابق الثلثاء، هبطت طائرة عسكرية في كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياح محاصرين الثلثاء، في أول رحلة إنقاذ منذ بدء أعمال النهب والحرق العمد وإطلاق النار المميتة في الأرخبيل الفرنسي الواقع في المحيط الهادئ قبل ثمانية أيام.

وبعد ساعات، حطت الطائرة في مدينة بريزبين بعد تنفيذ مهمتها، من دون أن يتّضح عدد الأشخاص الذين أُجلوا.

وأعلنت أوستراليا ونيوزيلندا إرسال دفعة طائرات أولى إلى مطار نوميا ماجينتا المحلي في كاليدونيا الجديدة حيث شاهد مراسلو وكالة فرانس برس هبوط أول طائرة أوسترالية من طراز سي-130 هيركوليز فيما كان ينتظرها أشخاص في عدد من الحافلات.

وقالت وزيرة الخارجية الأوسترالية بيني وونغ على وسائل التواصل الاجتماعي "الأولوية للركاب ستعطى بناء على مدى حاجتهم إلى الإجلاء. نحن نعمل على إرسال رحلات جوية إضافية"، معلنة أن بلادها حصلت على إذن بهبوط طائرتين.

بدوره قال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز إن أول طائرة نيوزيلندية ستعيد "50 راكبا من ذوي الحاجات الأكثر إلحاحا" إلى أوكلاند، مشيرا إلى أنها ستكون الرحلة "الأولى ضمن سلسلة من الرحلات الجوية المقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم".

- إعادة فتح متاجر -
اندلعت أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، في 13 أيار بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، حيث يرى المنادون بالاستقلال أنّ ذلك سيحول السكان الأصليين إلى أقلية.

وأرسلت فرنسا ألف عنصر أمني إلى الإقليم الذي هزّته سبع ليالٍ من أعمال العنف التي خلّفت ستة قتلى إضافة إلى مئات الجرحى.

وقالت السلطات الفرنسية في كاليدونيا الجديدة إن الشرطة أوقفت حتى الآن حوالى 270 "مثير شغب".

من جهتها، أعلنت المفوضية السامية الفرنسية في الأرخبيل الثلثاء إن 21 متجر سوبرماركت أعاد فتح أبوابه.

وكانت القوات الفرنسية تعمل على استعادة الهدوء تدريجا في كل أنحاء الإقليم وتزيل المركبات المتفحمة من الطرق، وتنشر قوات لحماية المباني العامة، وفق السلطات.

وقال مسؤولون فرنسيون نهاية الأسبوع إن قوات الأمن أزالت 76 حاجزا كانت نصبت على طول الطريق الممتد على 60 كيلومترا من العاصمة نوميا إلى مطار لا تونتوتا الدولي.

لكنّ صحافيي وكالة فرانس برس قالوا إن العديد منها أعاد نصبها مؤيدو الاستقلال ومعظمهم من السكان الأصليين الكاناك.

وكان هؤلاء، مغطّين وجوههم بأوشحة وبعضهم يحمل مقاليع، ما زالوا يحرسون حاجزا الثلثاء على الطريق المؤدي إلى المطار الدولي الذي أغلق أمام الرحلات الجوية التجارية حتى الخميس على الأقل.

- غضب من الإصلاح -
وقال ستانلي (25 عاما)، وهو أحد حراس الحاجز، لوكالة فرانس برس إن الإصلاح المقترح "يعني القضاء على شعب الكاناك" موضحا "هذا ما لا يفهمونه هناك، نحن أقلية في وطننا".

ويشكّل سكان الكاناك الأصليون حوالى 40 في المئة من مجموع السكان، لكنّهم أكثر فقرا من غيرهم. وتقول جماعات الكاناك إنّ قواعد التصويت الجديدة ستُضعف أصوات السكان الأصليين.

لكنّ الوافدين الجدد إلى الأرخبيل يقولون إنهم محرومون من حقهم في المشاركة في الانتخابات المحلية.

ومن شأن القانون الجديد أن يوسع حقوق التصويت لتشمل جميع المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات.

ودعت شخصيات فرنسية بارزة من بينها رئيس الوزراء السابق مانويل فالس الذي تابع ملف كاليدونيا الجديدة من كثب أثناء وجوده في منصبه، إلى إرجاء الإصلاح الدستوري.

وقال فالس الأحد "لا يمكن إحراز تقدم في ملف كاليدونيا عبر إصدار إنذارات نهائية".

لكنّ الممثلين المناهضين للاستقلال يريدون أن يُقر.

وقال نيكولا ميتزدورف، النائب من كاليدونيا الجديدة عن حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، إن سحبه "سيثبت أن المخربين واللصوص ومثيري الشغب محقّون".

وأضاف "لا يمكن أن يحل العنف مكان صناديق الاقتراع في دولة ديموقراطية".

- "جنون" -
وفي ضاحية ماجينتا الساحلية في نوميا، شاهد صحافيو وكالة فرانس برس حواجز متروكة فيما يقوم سكان محليون بتنظيف الشوارع.

وقالت سيلفي ومهي من السكان المحليين "أنا سعيدة جدا بانتهاء الجنون".

وقال المدعون المحليون الثلثاء إن حوالى 400 متجر وشركة تعرضت لأضرار، العديد منها بسبب النيران.

والإثنين، قالت غرفة التجارة والصناعة في كاليدونيا الجديدة إنّ الاضطرابات تسبّبت في أضرار اقتصادية "كارثية" فيما أشارت إلى أنّ 150 شركة "تعرّضت للنهب وإضرام النار فيها".

والأحد، دعا رؤساء الحكومات في أربع أقاليم فرنسية أخرى في ما وراء البحار، وهي لا ريونيون في المحيط الهندي وغوادلوب ومارتينيك في البحر الكاريبي وغويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية، إلى سحب إصلاح التصويت.

من جهتها، طعنت جماعات الحريات المدنية في حظر تيك توك، ومن المقرّر عقد جلسة استماع في باريس في أعلى محكمة إدارية في فرنسا الثلثاء.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium