النهار

حشود ضخمة تشارك في تشييع رئيسي في طهران... "فقدنا شخصيّة بارزة"
المصدر: أ ف ب
حشود ضخمة تشارك في تشييع رئيسي في طهران... "فقدنا شخصيّة بارزة"
ايرانيون يشاركون في تشييع رئيسي في طهران (22 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
أمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الصلاة على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، في طهران إلى حيث توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه.

وأدى خامنئي، محاطا بكبار المسؤولين، الصلاة على جثامين القتلى الثمانية جرّاء تحطّم مروحية الأحد، وبينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.

وغصّت المنطقة المحيطة بجامعة طهران بالمعزّين حيث أقيمت الصلاة قبل أن ينتقل موكب التشييع إلى ساحتي انقلاب وأزادي.

وتحدث التلفزيون الرسمي عن "وداع مليوني" لرئيسي الذي رأى فيه كثر الخليفة المحتمل لخامنئي في منصب المرشد الأعلى.

وقال خامئني لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي حضر إلى الجمهورية الإسلامية "فقدنا شخصية بارزة. كان أخا مقرَّبا. كان مسؤولا فاعلا ويتمتع بالكفاءة وصادقا وجديّا".

وانضم إلى موكب التشييع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم.

وقال هنية للحشود "نحن مطمئنون الى أن الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها، برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة"، وذلك وسط صيحات "الموت لإسرائيل".

- ضيوف أجانب -
واستقبل الرئيس المكلّف محمد مخبر في وقت لاحق رؤساء وممثلي دول من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأوروبا.

وحضر الرئيس التونسي قيس سعيّد وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، مراسم بعد ظهر الأربعاء شاركت فيها نحو 60 دولة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

وحضر المراسم أيضا وزير الخارجية المصري سامح شكري، أول وزير خارجية مصري يزور طهران منذ الثورة الإسلامية في 1979.

وغابت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي عن المراسم فيما أوفدت دول من خارج الاتحاد مثل بيلاروس وصربيا ممثلين.

وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل "شهيد الخدمة"، في حين ودّع آخرون من كان "عون المحرومين".

وتلقى سكان طهران رسائل هاتفية تحضّهم على المشاركة في موكب التشييع.

وقالت إحدى المعزين التي عرّفت عن نفسها باسم مريم وأشارت إلى إنها قدمت من ورامين جنوب طهران للمشاركة في وداع الرئيس، "شعرت بالحزن. أتيت لأشعر بالطمأنينة ولأمنح الطمأنينة لقلب المرشد الأعلى".

تحطمت مروحية رئيسي الأحد على سفح جبل في شمال غرب إيران وسط ضباب كثيف، وكانت متّجهة إلى مدينة تبريز بعد تدشين مشروع سد عند الحدود مع أذربيجان.

وأطلقت عملية بحث وإنقاذ ضخمة بمساعدة من تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي. وأعلن التلفزيون الرسمي وفاته في وقت مبكر الإثنين.

وذكر الجيش الإيراني الأربعاء بأن المسيّرات المصنّعة في الجمهورية الإسلامية لعبت دورا رئيسيا في تحديد موقع تحطّم المروحية.

- الدفن في مشهد -
وبدأت الثلثاء مراسم جنازة الرئيس الراحل وأعضاء الوفد المرافق له الذين قضوا معه، بمشاركة عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدوا اللباس الأسود في مدينة تبريز وفي قم.

ومن طهران، ستنقل الجثامين إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي في شمال شرق البلاد، حيث سيوارى الثرى الخميس بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام الرضا.

وأعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة خمسة أيام وكلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاما) تولي مهام الرئاسة وصولا إلى انتخابات ستجرى في 28 حزيران لاختيار خلف لرئيسي.

وتم تعيين كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري الذي كان نائبا لأمير عبداللهيان، قائما بأعمال وزير الخارجية.

وأمر رئيس أركان القوات المسلحة في البلاد محمد باقري بإجراء تحقيق لكشف ملابسات تحطّم المروحية.

وانتُخب رئيسي رئيسا في العام 2021، خلفا للمعتدل حسن روحاني على خلفية تدهور اقتصادي من جراء العقوبات الأميركية المفروضة بسبب أنشطة إيران النووية.

وشهدت فترة حكم رئيسي المحافظ المتشدد احتجاجات حاشدة وأزمة اقتصادية متفاقمة.

بعد وفاته، قدّمت روسيا والصين، حليفتا إيران وقوى إقليمية تعازيها، وكذلك فعل حلف شمال الأطلسي، في حين وقف مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت.

كذلك، تدفقت رسائل التعزية من حلفاء إقليميين لإيران لا سيما الحكومة السورية وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium