قاد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا مسيرة إلى منزل سلفه الراحل نلسون مانديلا الجمعة وتعهد العمل على الحفاظ على الغالبية التي يتمتع بها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في البرلمان خلال الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل، في ظل تزايد الدعم للمعارضة وفق استطلاعات الرأي.
وقام رامابوزا بجولة في سويتو، البلدة التي ولد فيها ومعقل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي منذ أيام النضال ضد الفصل العنصري، لحشد المؤيدين قبل مسيرة ضخمة في جوهانسبرغ السبت.
يتولى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي السلطة منذ إرساء الديموقراطية عام 1994 ومن المتوقع أن يبقى أكبر حزب في البرلمان بعد انتخابات الأربعاء لكنه قد يخسر غالبيته البرلمانية المطلقة للمرة الأولى.
ووعد رامابوزا بأنه سيعلن في مسيرة السبت خطة لتحقيق النصر.
وقال وسط حشود من المؤيدين وسكان سويتو "لقد جئنا إلى حيث كان يعيش رئيسنا نيلسون مانديلا لنقول: لا تقلق يا سيادة الرئيس، حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيفوز في هذه الانتخابات".
وأضاف "أستطيع بالفعل أن أشم رائحة النصر العطرة"، وتعهد بالإعلان عن خطط لمعالجة البطالة والفساد في خطابه السبت.
- فرصة أخيرة؟ -
أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة البحوث الاجتماعية (إس آر إف) انخفاض شعبية الحزب من 45,9 إلى 40,8 في المئة خلال أسبوع، وبدت الشكوك حاضرة حتى بين الحشود المنتظرة للرئيس في سويتو.
وقالت بونيسوا دلوديا (44 عاما)، وهي ممرضة انتهى عقد عملها في أيلول، "هذه هي الفرصة الأخيرة التي أعطيها لحكومة رامابوزا لأنه لا توجد وظائف، لا يوجد شيء".
بورتيا مولوان (38 عاما) عاطلة أيضا عن العمل منذ سبع سنوات، وولاؤها للحزب يتراجع.
وقالت "القضايا التي نتعامل معها والتي يتحدثون عنها موجودة منذ مانديلا"، مضيفة "كان لديهم الوقت الكافي لإجراء التغيير وصبرنا ينفد".
ومن شأن تراجع نوايا التصويت إلى أقل من 50% أن يدخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في المجهول، مع اضطراره إلى العثور على شركاء للبقاء في السلطة.
يرى المحلل السياسي سانديل سوانا أن "الجميع يدرك أن التغيير يلوح في الأفق والتصويت هذه المرة سيحدث تغييرا"، مضيفا "ستكون هناك مفاوضات ولن تكون مثل الانتخابات العادية".
في الأثناء، يسعى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى إبراز إنجازاته خلال الحملة الانتخابية.
ينسب إلى الحزب الفضل في حصول السود في جنوب أفريقيا على الحرية بعد عقود من الفصل العنصري، وبناء ديموقراطية نابضة بالحياة وانتشال الملايين من الفقر من خلال إنشاء نظام رعاية اجتماعية واسع النطاق.
لكن كثيرين في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 62 مليون نسمة سئموا ارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ حاليا 32,9 بالمئة، فضلا عن تفشي الجريمة وفضائح الفساد وانقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم ونقص المياه.
ونما الاقتصاد بنسبة ضئيلة بلغت 0,6 بالمئة في عام 2023.
- "إنقاذ" جنوب أفريقيا -
تم تسجيل حوالى 27 مليون شخص للتصويت في 29 أيار لاختيار 400 عضو في الجمعية الوطنية التي تنتخب بعد ذلك الرئيس.
ويحظى التحالف الديموقراطي، أكبر حزب معارض، بأقل من 25 في المئة من نوايا التصويت.
يقود التحالف جون ستينهاوزن (48 عاما) الداعي إلى إصلاحات ليبرالية من بينها خصخصة شركات مملوكة للدولة وتخفيف قوانين العمل، وقد شكل ائتلافا مع نحو عشرة أحزاب أصغر من أجل "إنقاذ" جنوب أفريقيا.
وسينظم التحالف الديموقراطي فعالية الأحد بمشاركة "تشكيلة موسيقية مرصعة بالنجوم" في بينوني غرب جوهانسبرغ.
ويليه في استطلاعات الرأي حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري المتشدد الذي يتزعمه السياسي المثير للجدل يوليوس ماليما، وحزب "أومكونتو فيسيزوي"، وهو حزب جديد يقوده الرئيس السابق جاكوب زوما وينافس على أصوات ناخبي المؤتمر الوطني الأفريقي.
وتناهز نسبة التأييد لكلا الحزبين 10 بالمئة.
واختلف زوما مع حزبه السابق بعد إجباره على ترك منصبه في عام 2018 على خلفية اتهامات بالفساد.
وصدر قرار قضائي هذا الأسبوع يحرمه أهلية الترشح للبرلمان بسبب إدانته سابقا بازدراء المحكمة، لكن زوما لا يزال زعيم حزبه وسيظل وجهه يظهر على بطاقات الاقتراع التي تمت طباعتها.
ولا يزال زوما البالغ 82 عاما يحظى بقدر كبير من الدعم بين جزء من الناخبين الذين يعتبرون أن رامابوزا، رجل الأعمال المليونير، منعزل للغاية عنهم.
وأدت أعمال الشغب التي أعقبت سجن زوما لفترة قصيرة عام 2021 إلى مقتل أكثر من 350 شخصا.