بعد مرور 4 سنوات على اغتيال قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بغارة أميركية في مطار بغداد، أوائل كانون الثاني 2020، كشف الجنرال فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية آنذاك، في كتابه "نقطة الانصهار"، أنه منذ تولّيه القيادة سُئل عمّا إذا كانت هناك خطّة لاستهداف سليماني وردود الفعل الإيرانية المحتملة عليها.
وأوضح ماكينزي بأن تحرّكات سليماني كانت معروفة مسبقاً من قبل الأميركيين في كلّ مرّة كان يزور فيها العراق، حيث كان دوماً يحطّ في مطار بغداد.
إلى ذلك، كشف ماكينزي عن أنّه قبل 36 ساعة من مغادرة سليماني دمشق متوجّهاً نحو بغداد، كانت المخابرات الأميركية تعي أيّ طائرة ستقلّه. وقال إنّه "مع تزايد شهرة سليماني، تزايد غروره أيضاً"، وفقاً لصحيفة "ذي أتلانتيك".
وأضاف القائد الأميركي، الذي أشرف على الضربة، التي استهدفت قائد فيلق القدس، أن الأخير "أصبح ديكتاتوراً، وراح يتصرّف في جميع أنحاء المنطقة من دون استشارة الاستخبارات الإيرانية، أو الجيش، أو حتى الحرس الثوري في كثير من الأحيان".
وأكّد ماكنزي أن سليماني "أيّد بكلّ ذكاء عودة القوات الأميركية إلى العراق، مما دفع الولايات المتحدة إلى تولّي المهمّة المتعبة والثقيلة المتمثّلة في هزيمة تنظيم داعش".
ثمّ عمل على قتل واستهداف عناصر القوات الأميركية وقوات التحالف، من أجل إخراجهم من العراق.
كذلك، روى ماكينزي كيف تضخّمت ثقة سليماني بنفسه، حتى بات يعتقد بأنه لا يمكن المساس به. حتى إنّه حين سُئل عن إمكانيّة ملاحقته، قال عام 2019: "ماذا سيفعلون، سيقتلونني؟".
واعتبر ماكنزي أن اغتيال سليماني أجبر قادة إيران على إعادة حساب تصعيدهم الذي استمرّ أشهراً ضد القوات الأميركية.
كما اعتبر أن عمليّة قتل سليماني قدّمت درساً صارخاً، مفاده أن طهران تحترم القوة الأميركية وتستجيب للردع. فعندما تتراجع القوة الأميركية، تتقدّم إيران، حسب قوله.