النهار

بلينكن في مولدافيا لدعم تطلعاتها الغربيّة في مواجهة روسيا
المصدر: أ ف ب
بلينكن في مولدافيا لدعم تطلعاتها الغربيّة في مواجهة روسيا
بلينكن مصافحا نظيره المولدافي ميهاي بوبسوي (الى اليسار) لدى وصوله إلى المطار الدولي في العاصمة المولدافية تشيسيناو (29 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى مولدافيا، الأربعاء، لتقديم دعم قوي للتطلعات الغربية للدولة الواقعة على حدود الاتحاد الاوروبي وأوكرانيا وسط قلق غربي بشأن التقدم الروسي في المنطقة.

تحقق موسكو تقدما في ميدان المعركة ما أثار الجدل مجددا حول ما إذا كان بإمكان أوكرانيا استخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في الأراضي الروسية.

ويبدو أيضا أن الكرملين سجل نقاطا في جورجيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أخرى اعتمدت بشكل نهائي الثلثاء قانونا بشأن "التأثير الاجنبي" مستوحى من قانون روسي يقمع المعارضة.

خلال زيارته الى مولدافيا التي تستغرق ساعات، سيعلن بلينكن عن "حزمة دعم متينة" كما قال جيم أوبراين مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا.

وأضاف أن المساعدات ستركز جزئيا على الطاقة. وكانت مولدافيا حتى الآن تستورد حاجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، لكنها كانت تسعى إلى التنويع والى تعزيز الديموقراطية ومكافحة التضليل الاعلامي قبل انتخابات حاسمة في تشرين الاول في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.

كانت مولدافيا لفترة طويلة تدور في فلك الكرملين لكنها بدأت تحولا نحو الغرب في ظل الرئيسة الحالية مايا ساندو التي انتخبت في 2020 والمرشحة لولاية ثانية.

وتتهم الرئيسة موسكو بالسعي الى زعزعة استقرار بلادها عبر هجمات هجينة لا سيما مع اقتراب انتخابات 20 تشرين الاول.

سينظم استفتاء حول الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الوقت نفسه بعدما اعطت الدول الاعضاء ال27 موافقتها على فتح مفاوضات مع هذه الدولة التي تعد 2,6 مليوني نسمة وتُعد بين أفقر دول أوروبا.

ووصف أوبراين أداء ساندو بأنه "ناجح"، لكنه قال إنها "استُهدفت بحملة تضليل روسية وعمليات عدوانية" منذ لحظة توليها منصبها.

واعلن أوبراين للصحافيين انه "من الواضح أن شعب مولدافيا سيكون لديه فرصة لاتخاذ القرار. نريده أن يقرر في مناخ حر ونزيه مع أقل قدر ممكن من التدخل أو التضليل".

وتتمركز القوات الروسية منذ عقود في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدافيا حيث تزايدت التكهنات في وقت سابق من العام الحالي بأن موسكو ستحاول ضمها بشكل مباشر.

- "عودة الى جدول الأعمال" -
ووصف وزير خارجية مولدافيا ميهاي بوبسوي الذي استقبل نظيره الأميركي في المطار، زيارة بلينكن بأنها "إشارة قوية على الدعم السياسي والمالي" للبلاد.

وأضاف "بينما يبذل البعض كل ما في وسعهم لوضعنا في مواقف صعبة يأتي آخرون ويساعدوننا ويمدون لنا يد العون للتغلب على هذه الصعوبات التي يسببها الآخرون لنا، ونحن ممتنون لذلك" في إشارة إلى روسيا.

وقال أندريه كورارارو الخبير الأمني والمؤسس المشارك لمؤسسة "ووتش دوغ. ام دي" البحثية ومقرها مولدافيا إن زيارة بلينكن عام 2022 جاءت في وقت من "التأهب الشديد" والغموض.

واعلن ان الزيارة الأخيرة قد ترسي ركائز اتفاقية أمنية ثنائية رسمية مع الولايات المتحدة من النوع الذي توصلت إليه مولدافيا مع فرنسا.

وقال "إن زيارة بهذا المستوى تظهر أيضا أن جمهورية مولدافيا عادت إلى جدول الأعمال الأميركي". وأضاف "يتعلق الامر بالمخاطر والتهديدات المحتملة على الأمن القومي".

وتأتي زيارة بلينكن بعد أسبوع من توقيع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية أمنية ودفاعية مع مولدافيا تهدف أيضا إلى مساعدة البلاد في التصدي للتهديدات الروسية بما في ذلك الأمن السيبراني.

ويقول مسؤولون اميركيون إنهم لم يعودوا يرون تهديدا وشيكا من روسيا التي تنشر نحو 1500 جندي في ترانسنيستريا لكنهم لا يريدون المجازفة، فيما شنت روسيا هجوما على منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا قبل أسبوعين سعيا لتعزيز تفوقها قبل أن تصل الأسلحة الأميركية إلى خطوط الجبهة.

وبات الاستحقاق  الرئاسي الأميركي قريبا في تشرين الثاني وقد عبر المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن رغبته في التوصل الى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول اوكرانيا.

بعد كيشيناو يغادر بلينكن مساء الى براغ لحضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي للتحضير لاحياء الذكرى ال75 لتأسيس الاطلسي في واشنطن في تموز.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium