تمت السبت إزاحة الستار عن تمثال من البرونز لقائد مجموعة "فاغنر" المسلّحة يفغيني بريغوجين الذي قضى في حادث تحطم طائرة في آب 2023 بعد شهرين من تمرّده الفاشل في روسيا، عند قبره في سان بطرسبرغ.
وتجمع عشرات من أنصار الملياردير السابق أمام تمثال بريغوجين الذي يظهره واقفاً، ووضع بعضهم باقات من الزهور أمامه، وفق صحافي في وكالة "فرانس برس".
وكان العديد منهم يرتدون الزي العسكري ووجوههم مغطاة.
في موسكو، تم منذ عدة أشهر إقامة نصب تذكاري موقت تكريما لفاغنر وليفغيني بريغوجين ومساعده المخلص دميتري أوتكين الذي لقى مصرعه إلى جانبه، في وسط المدينة، بالقرب من الجدران الحمراء للكرملين.
وقائد فاغنر السابق الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة بين مناصري الحرب في روسيا، كان سيبلغ 63 عامًا السبت.
وفي منتصف أيار، أقال فلاديمير بوتين وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي كان يشغل المنصب منذ عام 2012، وتعرض لانتقادات بريغوجين، وتم في الوقت نفسه توقيف العديد من كبار الضباط بتهمة الفساد.
أسس بريغوجين الذي جمع ثروته في مطلع القرن الحادي والعشرين بفضل عقود لتوفير خدمات إطعام للجيش الروسي، مجموعة فاغنر في عام 2014، وكان مسؤولاً في البداية عن تنفيذ عمليات الكرملين في إفريقيا والشرق الأوسط قبل أن ينشط على الجبهة في أوكرانيا في 2022.
فقد بريغوجين الذي كان مقربًا من فلاديمير بوتين، مكانته المميزة في نظر الرئيس الروسي بعد أن أمر رجاله بالسير نحو موسكو في حزيران 2023، ولا سيما السيطرة على مقر الجيش في روستوف، في الجنوب.
واتهم بريغوجين قيادة الجيش الروسي بعدم الكفاءة في أوكرانيا وبالفساد، فضلا عن إخفاء الواقع الميداني عن فلاديمير بوتين. وإذ فشل ورجاله في نهاية المطاف في الوصول إلى العاصمة الروسية بعد عدة ساعات غير مجدية، إلا أن هذه الحادثة تمثل أحلك الأوقات التي شهدها حكم بوتين المستمر منذ ربع قرن.
وبعد شهرين، في آب 2023، لقى مصرعه في حادث تحطم طائرة بين موسكو وسان بطرسبرغ. ونفى الكرملين مسؤوليته عن الحادث.
من جانبه، تحدث فلاديمير بوتين عن رجل ذي "مسيرة حافلة" لكنه "ارتكب أخطاء جسيمة".
وتم بعد ذلك دمج العديد من مقاتلي فاغنر في الجيش الروسي أو في تشكيلات أخرى.