أظهرت نتائج نهائية فوز سيدة الأعمال هالا توماسدوتير، الأحد، في الانتخابات الرئاسية في أيسلندا، متغلبة على رئيسة الوزراء السابقة كاترين ياكوبسدوتير التي اعتبر معارضون أنها مسيّسة جدا لتولي منصب يعتبر شاغله ضامنا للوحدة الوطنية.
وأقرّت ياكوبسدوتير بهزيمتها في وقت مبكر الأحد وهنأت توماسدوتير، الرئيسة التنفيذية لـ"بي تيم" وهي منظمة عالمية غير ربحية شارك في تأسيسها رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون وترمي لتعزيز نهج في الأعمال يركّز على الإنسانية والمناخ.
منصب الرئيس في أيسلندا شرفي إلى حد كبير في البلاد التي تعتمد النظام الجمهوري البرلماني وحيث يؤدي دور الضامن للدستور والوحدة الوطنية.
إلا أنه يحظى بصلاحية نقض التشريعات أو عرضها على الاستفتاء.
وحصدت توماسدوتير (55 عاما) 34,3 بالمئة من الأصوات متقدمة على ياكوبسدوتير (48 عاما) التي حصدت 25,5 بالمئة بعد تنحيها من رئاسة حكومة ائتلاف اليسار واليمين في نيسان لخوض انتخابات السبت.
ونالت توماسدوتير التي حلت ثانية في استحقاق رئاسي سابق في العام 2016، دعما أوسع بكثير مما كانت تفيد به استطلاعات رأي أجريت في الفترة التي سبقت انتخابات هذا العام، وحققت قفزة في الأيام الأخيرة من الحملة بعد تنافس محموم مع ياكوبسدوتير.
وأقرت ياكوبسدوتير بالهزيمة بالفعل في الساعات الأولى من صباح الأحد قبل استكمال فرز الأصوات.
وقالت "يبدو لي أن هالا توماسدوتير تسير سريعا باتّجاه أن تصبح الرئيسة المقبلة لأيسلندا".
وأضافت ياكوبسدوتير في تصريح للإذاعة الوطنية RUV في تجمع انتخابي ليلي "أهنئها بذلك وأعلم أنها ستكون رئيسة جيدة".
- ثاني امرأة تفوز بالرئاسة -
ومن المقرر أن توجّه توماسدوتير خطابا إلى الأمة في وقت لاحق الأحد.
خلال تجمع انتخابي في الساعات الأولى من صباح الأحد، قالت في تصريح لصحيفة مورغونبلاديد اليومية إنها تشعر أنها "بحال جيدة على نحو لا يصدق. أعلم أن الأمر لم ينته بعد. لذلك أحاول أيضا أن أبقى هادئة".
توماسدوتير هي أيضا مؤسسة أودور كابيتال، وهي شركة استثمارية تأسست في العام 2007 تهدف إلى تعزيز القيم النسوية في القطاع المالي.
لم تهيمن أي قضية مركزية على الحملة، علما بأن المرشحين يخوضون تقليديا الانتخابات بصفة مستقلين، من دون انتماءات حزبية.
في البلد البالغ عدد سكانه 380 ألف نسمة، يمكن لأي مواطن يجمع 1500 توقيع مؤيد الترشح للمنصب.
في بعض الأحيان كان يُنظر إلى ياكوبسدوتير على أنها الأوفر حظا، لكن محلّلين سياسيين اعتبروا أن سجلّها بصفتها رئيسة للوزراء يمكن أن يؤثر عليها.
وستكون توماسدوتير ثاني امرأة تشغل منصب رئيس أيسلندا.
ففي ثمانينات القرن الماضي، أصبحت فيغديس فينبوغادوتير أول امرأة في العالم تنتخب ديموقراطيا رئيسة لدولة.
ستتولى توماسدوتير المنصب في الأول من آب خلفا لغودني يوهانسون الذي يتمتع بشعبية كبيرة والذي شغل المنصب منذ العام 2016.
وأعلن في وقت سابق من هذا العام أنه لن يسعى للفوز بولاية جديدة.
وحصدت ياكوبسدوتير، زعيمة حزب "الحركة اليسارية الخضراء" منذ العام 2013 حتى ترشحها للرئاسة، إشادات على خلفية طريقة تعاملها مع تجدد الثوران البركاني في شبه جزيرة ريكيانيس اعتبارا من كانون الأول.