النهار

أوكرانيّون لاجئون في ألمانيا... والتحديات تشمل اللغة والاندماج والعمل
المصدر: أ ف ب
أوكرانيّون لاجئون في ألمانيا... والتحديات تشمل اللغة والاندماج والعمل
فالنتينا فيسوتسكا (الى اليمين) تقص شعر سيدة خلال زيارة وزير العمل والشؤون الاجتماعية الألماني لصالون تصفيف الشعر سيفان في برلين (22 نيسان 2024، أ ف ب).
A+   A-
فرّت فالنتينا فيسوتسكا من أوكرانيا إلى ألمانيا بعد الغزو الروسي لبلادها على غرار أكثر من مليون أوكراني، وتمكنت من إيجاد عمل في صالون لتصفيف الشعر في برلين بعدما تابعت دروسا مكثفة باللغة الألمانية لمدة عشرة أشهر، في مثال على ما يحبذ المستشار الالماني رؤيته من اندماج لهؤلاء المهاجرين.

وقالت المرأة البالغة 54 عاما لوكالة فرانس برس "لغتي الألمانية ليست جيدة جدا، لكن مديري وزملائي والزبائن يتفهمون جيدا".

وتعد فيسوتسكا مثالاً يود المستشار الألماني أولاف شولتس رؤية مزيد منه. فمن بين الأوكرانيين الذين وصلوا خلال العامين الماضيين، لم يتمكن سوى 170 ألف شخص من العثور على وظيفة.

ويحث شولتس حاليا الوافدين الجدد على الاتكال على أنفسهم.

وقال مؤخراً "قدّمنا لهم دورات اندماج ودورات لتعلم اللغة الألمانية، والآن يتعين عليهم العثور على عمل".

تم تخصيص ما بين 5,5 إلى 6 مليارات يورو هذا العام لرعاية الأوكرانيين وحدهم، ولكن لا تعد تكلفة الاستقبال السبب الوحيد وراء حث شولتس الأوكرانيين على إيجاد وظيفة وخصوصا أن الهجرة والاندماج موضوعان رئيسيان في الانتخابات الأوروبية في ألمانيا.

ويرى المحافظون واليمين المتطرف الذين حلوا في المركزين الأول والثاني على التوالي في استطلاعات الرأي، أن على أكبر اقتصاد في أوروبا أن يضع مواطنيه في المقام الأول بينما يشهد تعثرا.

وبسبب ضغوط، شدد الائتلاف الحاكم القواعد المطبقة على طالبي اللجوء.

ومن بين التدابير الأخيرة اعتماد بطاقة للدفع تحل مكان مخصصات كانت تدفع نقدا لهؤلاء. وكانت المعارضة المحافظة قد انتقدت نظام الدفع نقدا معتبرة أنه جذاب جدا إذ يمنح المهاجرين فرصة إرسال الأموال إلى بلدهم الأم.

وتمنح استراتيجية الحكومة أولوية للاندماج في سوق العمل، وهو نهج أتى بثماره عندما استقبلت ألمانيا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين قبل عشر سنوات.

- عوائق بيروقراطية -
أكد سيفان أوكار صاحب الصالون الواقع في أحد أحياء برلين الغنية، حيث تعمل فيسوتسكا أنه يشعر بالراحة لأنه وجد هذه الموظفة التي تتمتع بخبرة كبيرة بعدما عملت كمصففة شعر في بلادها لمدة 35 عامًا.

وقال "من الصعب جدا العثور على موظفين مؤهلين"، في وقت تشهد ألمانيا نقصا حادا في العمالة لأنها تعاني من شيخوخة السكان.

وحصلت فيسوتسكا على الوظيفة عبر معرض مهني في إطار مبادرة "توربوجوب" Turbojob التي أطلقتها الحكومة العام الماضي لدفع وكالات التوظيف إلى تقديم مزيد من العروض للاجئين.

كذلك طلب من الشركات توظيف أشخاص لا يتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة ومساعدتهم على اكتساب مؤهلات، ولبت الدعوة خصوصا شركات البريد وخطوط السكك الحديد "دوتشه بان" ومحلات السوبر ماركت "ريوي".

ويعتقد سيفان أوكار، وهو نجل مهاجرين تركيين، أن مستوى موظفته الجديدة اللغوي لن يتحسن إلا مع العمل.

وقال "نتعلم اللغة الألمانية بسرعة أكبر عندما نعمل، لأننا نجبر على التحدث مع زملائنا".

لكن اللغة ليست سوى إحدى العقبات العديدة التي تواجه الأوكرانيين الباحثين عن عمل.

ولفت أندرياس بيكرت، الذي يدير وكالة توظيف في برلين، إلى أن الأوكرانيين الذين استقبلتهم ألمانيا غالبيتهم من النساء والأطفال، لكن "لدينا أماكن قليلة جدا في رياض الأطفال والمدارس".

وقال لصحيفة "تاز" TAZ اليومية "إذا لم تكن الأم متأكدة من قدرتها على رعاية أطفالها، فلن تبحث عن عمل".

كما خلصت دراسة أجرتها مؤسسة "فريدريش إيبرت" الى أن ألمانيا تفرض عددا أكبر من العقبات الإدارية أمام التوظيف مقارنة بدول مثل بولندا أو هولندا، حيث يعمل ما بين 60 إلى 70 بالمئة من الأوكرانيين.

ويجب أن يحصل المحترفون على معادلة لمؤهلاتهم في ألمانيا ليُسمح لهم بممارسة مهنتهم، كما عليهم تقديم طلبات تمر بمراحل شاقة لتصادق السلطات على شهاداتهم.

وما زالت إجادة اللغة الألمانية مطلوبة في كثير من الأحيان لممارسة وظائف في المكاتب.

كما تشجع السلطات الألمانية الوافدين الجدد على إعادة النظر في توقعاتهم والقيام بالخطوة الأولى.

وقال وزير العمل هوبرتوس هيل "الأمر لا يتعلق بالعثور على وظيفة أحلامك، بل بدخول سوق العمل ومن ثم صعود السلم الوظيفي".
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/26/2024 4:28:00 AM
الحديث عن قيام لبنان الجديد بيد إسرائيلية، هو وهمٌ يتوجب الكف عن التفكير فيه. لن يكون لدى الآخرين وقت للبكاء على لبنان، إن لم تدمع عيون سياسييه له!

اقرأ في النهار Premium