النهار

الديبلوماسيّة الهنديّة في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي
المصدر: أ ف ب
الديبلوماسيّة الهنديّة في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي
أنصار لمودي يحتفلون بنتائج فرز الأصوات في الانتخابات العامة الهندية، في مقر حزب بهاراتيا جاناتا في نيودلهي (4 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
بات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قريبا من الفوز بولاية ثالثة، الثلثاء، لتسيير شؤون أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان التي يتزايد نفوذها الديبلوماسي.

تتودد الى الهند في عهد مودي، والتي تسعى للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الذين يسعون إلى احداث توازن مع القوة العسكرية والاقتصادية للصين.

ويعد عملاق جنوب آسيا، خامس أكبر اقتصاد في العالم، المفضل لدى الغرب رغم القلق المتزايد لدى المنظمات الحقوقية التي ترى بوادر استبداد.

ونجح مودي في الاستفادة من رئاسة الهند لمجموعة العشرين عام 2023 لتحسين صورته في الخارج. ويأمل الآن الرهان على كأس العالم للكريكيت الذي نظم العام الماضي في الهند، ودفع مساعيها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2036.

- الولايات المتحدة واوروبا -
دعا الرئيس جو بايدن مودي للتحدث أمام الكونغرس في واشنطن، ووصف العلاقة مع نيودلهي بأنها "شراكة كبرى في القرن الحادي والعشرين" وأشاد "بالقيم المشتركة" بينهما.

في شباط وافقت واشنطن على بيع الهند مسيّرات متطورة في صفقة بقيمة أربعة مليارات دولار، التي تواصل تحديث معداتها الدفاعية في مواجهة العدوان المتزايد في المنطقة من الصين.

وجاء توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والهند رغم تحذيرات المدافعين عن حقوق الإنسان بشأن الانجراف الاستبدادي في الهند والتمييز المتزايد ضد الأقليات الدينية، خاصة بالنسبة لأكثر من 210 ملايين مسلم.

ورغم ان الهند تتمتع منذ فترة طويلة بدعم واسع النطاق من الاوساط السياسية الأميركية، لم تتردد وزارة العدل الأميركية العام الماضي في اتهام مواطن هندي بالتخطيط لعملية اغتيال في نيويورك، بموافقة وكالة الاستخبارات الهندية.

وفي مقدمة حلفاء الهند الأوروبيين، تتفاوض فرنسا على عقود تبلغ قيمتها مليارات اليورو، خصوصا لبيع مقاتلات رافال وغواصات سكوربين.

وكان مودي حل ضيف شرف بدعوة من الرئيس  الفرنسي لحضور العرض العسكري الذي أقيم العام الماضي في باريس في 14 تموز وسلمه أعلى وسام وطني عن "علاقة الصداقة والثقة الممتازة بين فرنسا والهند".

- الصين -
توترت العلاقات بين البلدين منذ الاشتباك على حدودهما المشتركة في جبال الهيمالايا في حزيران 2020 الذي قُتل فيه 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين على الأقل.

يتواجه آلاف الجنود من البلدين الآسيويين المسلحين نوويا ويراقبون بعضهم البعض. وتظل المطالب حول الأراضي مصدرا دائما للتوتر.

واستثمرت الحكومة الهندية مليارات الدولارات في البنى التحتية الحدودية وزادت إنفاقها العسكري بنسبة 13% العام الماضي، وهو ما لا يتجاوز ربع الميزانية العسكرية للصين.

ورغم العداوة بينهما، تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري للهند.

- روسيا -
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الشراكة المميزة" مع الهند التي تعود العلاقات معها إلى حقبة الحرب الباردة. ولا تزال روسيا أكبر مورد للأسلحة بالنسبة لها إلى حد كبير.

وكانت الهند امتنعت عن إدانة روسيا علنا بسبب غزوها لأوكرانيا، واختارت الامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التي تستهدف موسكو وحصلت على النفط الروسي بسعر منخفض.

وهنأ مودي في آذار فلاديمير بوتين على إعادة انتخابه، وقال إنه يتطلع إلى تعميق العلاقة "الخاصة" بينهما.

- باكستان -
رفضت حكومة مودي الاتصال بخصمها التاريخي باكستان، منذ أن اتهمت إسلام آباد بممارسة الإرهاب عبر الحدود.

وتطالب الهند وباكستان، منذ استقلالهما عام 1947، بالسيادة على كشمير بكاملها. كانت منطقة الهيمالايا هذه سببا في حربين من ثلاث حروب نشبت بين البلدين.

وتتهم نيودلهي إسلام آباد بدعم الانفصاليين، وهو ما تنفيه باكستان.

وعام 2015 قام ناريندرا مودي بزيارة مفاجئة لمدينة لاهور الباكستانية لكن العلاقات تدهورت منذ إلغاء وضع الحكم شبه الذاتي لكشمير الهندية عام 2019.

في آذار هنأ مودي نظيره الباكستاني شهباز شريف على توليه مجددا منصب رئيس الوزراء. وقد أدت هذه الخطوة الاستثنائية لابداء حسن النية بين البلدين المسلحين نوويا، إلى زيادة الأمل في تحسين العلاقات.

- دول الجنوب -
وعمل مودي الذي استضاف قمة مجموعة العشرين العام الماضي، لضم مجموعة العشرين رسميا الى صفوفها الاتحاد الافريقي، في إشارة قوية لافريقيا وانتصار ديبلوماسي للهند التي تطرح نفسها كقائد لدول الجنوب.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium