النهار

رئيس تايوان يتعهّد عدم نسيان قمع الصين في ساحة تيان أنمين: علينا الرد على الاستبداد بالحريّة
المصدر: أ ف ب
رئيس تايوان يتعهّد عدم نسيان قمع الصين في ساحة تيان أنمين: علينا الرد على الاستبداد بالحريّة
اشخاص يشاركون في تجمع في ساحة الحرية في تايبيه، لإحياء الذكرى الـ35 لحملة القمع في ساحة تيان انمين (4 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
قال رئيس تايوان الجديد لاي تشينغ-تي، الثلثاء، إن ذكرى القمع المميت الذي شنته بيجينغ في ساحة تيان أنمين "لن تختفي في سيل التاريخ"، وذلك في رسالة بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين.

في العام 1989، أرسلت الحكومة قوات ودبابات إلى ساحة تيان انمين في بيجينغ لفضّ احتجاجات سلمية، وسحقت بوحشية موجة من الاحتجاجات استمرت لأسابيع، للمطالبة بالتغيير السياسي.

قُتل المئات، بينما أفادت بعض التقديرات بأنّ عدد القتلى تخطّى ألف شخص.

في هونغ كونغ التي كانت لفترة طويلة المكان الوحيد في الصين الذي يسُمح فيه بإحياء ذكرى القمع، حظرت الوقفة الاحتجاجية السنوية، وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس الثلثاء عشرات من رجال الشرطة يقومون بدوريات في المنطقة التي كان يتجمع فيها عشرات الآلاف سابقا حدادا على القتلى.

وزاد مستوى التوتر بين الصين وتايوان منذ تنصيب لاي تشينغ-تي رئيساً للجزيرة في 20 أيار. واعتبرت بيجينغ أن خطابه الذي تعهّد فيه الدفاع عن الديموقراطية في تايوان وحرية الجزيرة، كان بمثابة "إعلان استقلال".

وبعد التنصيب، أجرت الصين مناورات عسكرية واسعة على مدى يومين، هدفت الى محاكاة فرض حصار على الجزيرة، مؤكدة أنها تهدف إلى اختبار قدرتها على السيطرة على الجزيرة.

وكتب لاي في منشور على فايسبوك الثلثاء "سنواصل العمل الجاد للحفاظ على هذه الذاكرة التاريخية حية ولملامسة كل من يهتم بالديموقراطية الصينية".

وأضاف "لأن هذا يذكرنا بأن الديموقراطية والحرية ليس من السهل تحقيقهما، يجب علينا (...) الرد على الاستبداد بالحرية، ومواجهة توسع الاستبداد بشجاعة".

دافع الحزب الديموقراطي التقدمي الذي يتزعمه لاي منذ فترة طويلة عن سيادة وديموقراطية تايوان، التي لها حكومتها وجيشها وعملتها الخاصة.

وقال لاي في منشوره "إن الدولة المحترمة حقا هي الدولة التي يتحدث فيها الناس علنا".

وبحسب لاي فإنه "على أي نظام أن يواجه صوت الشعب (...) لأن التغيير الاجتماعي يعتمد في كثير من الأحيان على تنوع الآراء".

وأقامت تايوان وقفة احتجاجية سنوية لإحياء ذكرى أحداث تيان أنمين مساء الثلثاء في قاعة تشيانج كاي شيك التذكارية في تايبيه.

وفي وقت سابق من اليوم، التقط السائحون صورا معروضة من يوم القمع في مكان قريب.

- سياح في تيان أنمين-
لا يعرف كثير من الشباب اليوم في الصين أحداث عام 1989 بسبب الرقابة واسعة النطاق.

ووصفت بيجينغ الأحداث بأنها أعمال شغب، في حين صورتها جماعات حقوق الإنسان والمعارضون المنفيون على أنها مذبحة لأشخاص أبرياء، بما في ذلك العديد من الطلاب.

في بيجينغ، زارت مجموعات سياحية الثلثاء الميدان وقاموا بالتقاط صور تذكارية بجانب ضريح الزعيم المؤسس للصين ماو تسي تونغ.

ولم يكن تواجد الشرطة أكثر كثافة من المعتاد في الميدان، حيث تمركز ضباط في كل زاوية، بعضهم يوجه حركة المرور بينما كان آخرون يراقبون المارة من خلال منظار.

ودعت مجموعة "أمهات تيان أنمين" المؤلفة  من أقارب ضحايا حملة القمع عام 1989، إلى حل المأساة "بطريقة مفتوحة وعادلة " في بيان صدر  الثلثاء.

وقالت "لن نسمح أبدا بالتضحية بأرواحكم عبثا. ويجب ألا تتكرر المأساة التاريخية".

وردا على سؤال حول الذكرى السنوية،  أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية " توصلت الحكومة الصينية منذ فترة طويلة إلى نتيجة واضحة".

وأكدت ماو نينغ  "عارضنا دائما أي شخص يستخدم هذا كذريعة لمهاجمة الصين وتشويهها والتدخل في شؤون الصين الداخلية".

- اعتقالات-
تخطط منظمات من لندن إلى واشنطن لإحياء الذكرى.

ولكن في هونغ كونغ، تم تنظيم مهرجان للترويج للطعام وثقافة المدن الصينية في فيكتوريا بارك.

وكانت هونغ كونغ لفترة طويلة المكان الوحيد في الصين الذي يسُمح فيه بإحياء ذكرى القمع الدامي. وتشهد الحريات في هونغ كونغ تراجعا مستمرا.

وغالبًا ما كانت مراسم إحياء الذكرى على شكل وقفات احتجاجية على ضوء الشموع تكريمًا للعديد من المتظاهرين الذين قتلوا برصاص الجيش في ذلك اليوم.

وحُظرت هذه المراسم اعتبارًا من العام 2020 مع فرض بيجينغ قانونًا أمنيًا مقيِّدًا جدا، أثار تساؤلات حول الحريات في هونغ كونغ.

ولم ترد  الشرطة على الاستفسارات بشأن أعداد الانتشار في المنطقة القريبة من فيكتوريا بارك، لكنها قالت إن ذلك تم "بما يتوافق مع التهديدات للسلامة العامة والنظام العام والأمن القومي".

وقال إدوين لاو، وهو محرر كان يمر عبر المنطقة يوم الثلثاء وتم إيقافه وتفتيشه من قبل الشرطة، إنه اعتاد حضور الوقفة الاحتجاجية السنوية.

لكنه صرح لفرانس برس بأنه الآن "يمكننا اللجوء إلى طرق أخرى" لإحياء الذكرى.

في الأسبوع الذي سبق الذكرى السنوية، قامت الشرطة باعتقال 8 أشخاص بتهمة التحريض على الفتنة لنشرهم رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium