النهار

فتح مراكز الاقتراع في هولندا لانتخابات البرلمان الأوروبي
المصدر: "أ ف ب"
فتح مراكز الاقتراع في هولندا لانتخابات البرلمان الأوروبي
لأعلام الأوروبية معروضة في لاهاي في 5 حزيران 2024، قبل الانتخابات الأوروبية المقبلة "أ ف ب".
A+   A-
انطلقت في هولندا الخميس انتخابات البرلمان الأوروبي التي تستمر أربعة أيام عبر بلدان الكتلة لاختيار 720 نائباً أوروبياً، مع توقّعات بصعود اليمين المتطرف والقومي رغم انقساماته.

بعد مرور قرابة عامين ونصف عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وفي وقت يكافح الاتحاد الأوروبي من أجل تأمين الأموال اللازمة لتعزيز صناعته الدفاعية، دعي 370 مليون أوروبي إلى صناديق الاقتراع في أجواء مشحونة، مع تأكيد الدول الرئيسية في الكتلة أنها عرضة لهجمات تضليل روسية.

وافتتحت هولندا حيث بدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً (05,30 ت غ)، هذه الانتخابات الماراثونية التي تنتهي الأحد، وهو اليوم الذي سيكون أبرز المصوّتين فيه مواطنو ألمانيا وفرنسا، أكبر قوتين اقتصاديتين في الكتلة.

ويتقدم حزب من أجل الحرية (PVV) بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الفائز في انتخابات تشرين الثاني، في استطلاعات الرأي في هولندا.

ولو أنه تخلى عن تعهّده تنظيم استفتاء ملزم بشأن خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، يبقى برنامجه مشكّكاً بشدة في جدوى المؤسسات الأوروبية.

وقال فيلدرز الخميس لدى مغادرته قاعة بلدية لاهاي حيث أدلى بصوته "نريد هجرة أقل، نريد تشديد قوانين اللجوء وسياساته، نريد أن نكون مسؤولين مجدداً عن خياراتنا".

وتعد هولندا من البلدان التي يتوقّع أن تتصدر الانتخابات فيها القوى القومية واليمينية المتطرفة وغيرها من القوى المشككة في الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت ناتالي بْراك، أستاذة العلوم السياسية في جامعة بروكسل الحرة، أن خصوصية هذه الانتخابات لا تكمن في صعود اليمين المتطرف بل في "نوع من التطبيع" له.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "فكرة التعاون مع بعض القوى اليمينية المتطرفة أصبحت شبه طبيعية نظرا إلى وجود تحالفات على المستوى الوطني تشكَّلت مع اليمين المتطرف".

واعتبرت كلوديا بالهويزن، وهي مهندسة تبلغ 42 عاماً، أن هذه الانتخابات مهمة جداً في مواجهة الأضرار البيئية والصعود المتوقع لليمين المتطرف، مضيفة "علينا جميعاً أن نستيقظ!".

أما سيمون نيوفينهويس فقالت لوكالة فرانس برس بعد الإدلاء بصوتها لـ"حزب من أجل الحرية" اليميني المتطرف "أريد أن يتغير الاتحاد الأوروبي. لا أحب الطريقة التي تسير بها الأمور".

- "أوقات عصيبة" -
وستكون إحدى المهمات الأولى للبرلمان الجديد الذي ستظهر توجّهاته مساء الأحد، تأكيد أو رفض اختيارات "المناصب العليا" في الاتحاد الأوروبي، أي رؤساء المؤسسات في الكتلة الذين سيحاول زعماؤها الـ27 التوافق عليهم في القمة المقرر عقدها نهاية حزيران في بروكسل.

بالنسبة إلى رئاسة المفوضية، تبدو الألمانية أورسولا فون دير لايين التي تسعى للحصول على ولاية ثانية والمنتمية إلى حزب الشعب الأوروبي (يمين)، القوة الأولى في البرلمان الأوروبي، في وضع جيد.

لكن لا يمكن استبعاد حدوث مفاجأة في اللحظة الأخيرة في نهاية المفاوضات الليلية التقليدية في بروكسل، إذ إنه حتى لو اختيرت فون دير لايين من جانب زعماء الدول الـ27، يبقى عليها الحصول على دعم البرلمان خلال الجلسة العامة في ستراسبورغ منتصف تموز وإلا ستتوجّب العودة إلى الصفر.

وقال سيباستيان ميّار من معهد جاك دولور الفرنسي للبحوث "إنها أوقات عصيبة، ويجب التحرك بسرعة" محذّراً من خطر فراغ القيادة.

- "تماسك في مواجهة بوتين" -
 
 وأوضح لـ"وكالة فرانس برس": "ما على المحك هو القدرة الأوروبية على تجسيد الديموقراطية وإيجاد تسويات والحفاظ على الحد الأدنى من التماسك في مواجهة بوتين وفي مواجهة الصين وفي مواجهة الرئيس الأميركي المستقبلي"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني والتي قد تؤدي إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وإذا تمكن "الائتلاف الكبير" الذي يضم المجموعات السياسية الكبرى الثلاث في البرلمان الأوروبي من الاحتفاظ بالغالبية، فإن هامش المناورة لديه قد يتقلص بشكل كبير، وقد يحتاج إلى قوى إضافية، ما يتطلب مفاوضات مكثفة.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فمن المتوقع أن يبقى حزب الشعب الأوروبي أنّ القوة السياسية الأولى يليه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديموقراطيين. ويكمن الرهان في معرفة من سيصل إلى المركز الثالث الذي تشغله حاليا كتلة "رينيو" أو "تجديد أوروبا" (التي تضم حزب النهضة بزعامة إيمانويل ماكرون) في ظل تراجعها وتهديدها من صعود كتلتين يمينيتين متطرفتين.

وصرّحت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا "لا تعتبروا أوروبا مكسباً مسلّماً به. دافعوا عنها، شكلوها، استخدموا أصواتكم. وإلا فإن الآخرين سيقررون نيابة عنكم".



الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium