يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت نظيره الأميركي جو بايدن خلال زيارة دولة يجريها الى فرنسا، في أعقاب إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي باستحضار مقارنات بين الحرب العالمية الثانية والنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
ويسعى الطرفان خلال الزيارة التي تنطلق باستقبال رسمي لبايدن عند قوس النصر في باريس قرابة الساعة 10,30 ت غ، إلى اظهار عودة العلاقة بين واشنطن وباريس إلى سابق عهدها بعد سلسلة من التباينات خلال الأعوام الماضية.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة أن الطرفين يريدان إظهار أنهما "أقرب مما كنا عليه في أي وقت مضى".
وستكون المحطة الفرنسية الزيارة الخارجية الأطول للديموقراطي بايدن في خضم حملته للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، والتي سيواجه فيه الجمهوري دونالد ترامب.
ووصل الرئيس الأميركي الى باريس الأربعاء، وانتقل إلى منطقة النورماندي بشمال غرب البلاد للمشاركة اعتباراً من الخميس في مراسم إحياء الذكرى الثمانين لإنزال الحلفاء الذي مهّد للانتصار على ألمانيا النازية عام 1944. وبعد الزيارة الرسمية السبت، سيزور بايدن المقبرة الأميركية الأحد، قبل أن يغادر عائداً الى بلاده.
- انتخابات واتفاقات -
ويتوقع أن تثير زيارة الرئيس الأميركي انتقادات إضافية لماكرون المتهم من قبل خصومه باستغلال محطات ديبلوماسية هذا الأسبوع لخوض حملة للانتخابات الأوروبية المقررة في فرنسا الأحد.
ووعدت واشنطن بالاعلان خلال الزيارة التي يتخللها غداء عمل ومأدبة عشاء رسمية، عن اتفاقات في مجال الأمن البحري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما تمّ الحديث عن تعاون محتمل في مكافحة التغير المناخي.
ولن تغيب عن قمة ماكرون وبايدن القضايا الدولية الكبرى حيث تتطابق مواقف باريس وواشنطن الى حد كبير، على رغم بعض التباينات، ومنها على سبيل المثال بشأن الحرب في غزة.
في المقابل، تبقى مواقف البلدين متطابقة بشأن الحرب التي اندلعت في أوكرانيا مع بدء الغزو الروسي في أواخر شباط 2022، خصوصاً لجهة تكثيف الدعم الغربي لكييف.
وأكد ماكرون الجمعة إلى جانب نظيره فولوديمير زيلينسكي أنه يريد "وضع اللمسات الأخيرة على تحالف" الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، مؤكداً البدء المرتقب لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات ميراج 5-2000 الفرنسية.
وفي حين لا يتوقع أن تحذو واشنطن حذو باريس بإرسال مدربين عسكريين، تبقى الولايات المتحدة الداعم الأبرز لكييف على صعيد التسليح والمعدات العسكرية.
خلال اجتماع عُقد بين زيلينسكي وبايدن في باريس، أعلن الأخير مساعدة جديدة بقيمة 225 مليون دولار لأوكرانيا، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة ستكون معكم دائماً".
وقال بايدن "أنتم لم تستسلموا"، مقدما "اعتذاراته" عن أشهر المفاوضات بين الديموقراطيين والجمهوريين التي سبقت إقرار الكونغرس حزمة مساعدات لأوكرانيا بأكثر من 60 مليار دولار.
وكان بايدن أكد الخميس أن واشنطن "لن تتخلى" عن أوكرانيا. وقال خلال إحياء ذكرى الإنزال "لن نتخلى عنها لأنه إذا فعلنا فسيتم اخضاع اوكرانيا ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد"، مضيفا "الدول المجاورة لأوكرانيا ستكون مهددة، كل أوروبا ستكون مهددة".
- غواصات -
وشهدت الأشهر الماضية تحسّناً في العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة، لاسيما بين بايدن وماكرون شخصياً، بعد التوترات التي شهدتها في أعقاب فسخ أوستراليا من دون سابق انذار في أيلول 2021، عقداً ضخماً للحصول على غواصات تعمل بالطاقة التقليدية من فرنسا، والاستعاضة عنه بشراء غواصات تعمل بالدفع النووي في تعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأعقبت ذلك أزمة ديبلوماسية بين باريس وواشنطن كانت من الأكثر حدّة بين الطرفين منذ عقود، قبل أن تعود العلاقات بين الحليفين التاريخيين تدريجياً إلى مسارها الطبيعي.
وقال كيربي إن "من الأمور التي يحترمها ويقدّرها (بايدن) لدى الرئيس ماكرون هي قدرته على أن يكون صريحاً وصادقاً بقدر ما هو عليه. هذا ما نريد أن نراه لدى حليف وصديق: القدرة على الدخول مباشرة في صلب الموضوع وقول ما يفكّر به".
وفي مسعى لطي صفحة التوترات، كان ماكرون أول رئيس أجنبي يجري زيارة دولة الى البيت الأبيض بعد تولي بايدن رئاسة الولايات المتحدة، وذلك في كانون الأول 2022.
ولن يعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً السبت في باريس، وسيكتفي كل منهما بتصريحات الى الصحافيين.