النهار

"حماس" تُعلن مقتل 210 فلسطينيين أثناء "تحرير" إسرائيل أربعة رهائن في غزة
المصدر: "أ ف ب"
أكّد مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" سقوط أكثر من 210 قتلى فلسطينيين وإصابة مئات آخرين برصاص إسرائيلي، خلال العملية التي أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنها أتاحت "تحرير" أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.
"حماس" تُعلن مقتل 210 فلسطينيين أثناء "تحرير" إسرائيل أربعة رهائن في غزة
فلسطينيون يخلون أمتعتهم بعد عملية قامت بها القوات الخاصة الإسرائيلية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (8 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
أكّد مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" سقوط أكثر من 210 قتلى فلسطينيين وإصابة مئات آخرين برصاص إسرائيلي، خلال العملية التي أعلن الجيش الإسرائيلي السبت أنها أتاحت "تحرير" أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان إنّ الرهائن "حالتهم الصحية جيّدة"، موضحاً أنّهم خطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول.

وأضاف أن نوعا أرغماني (26 عاماً) وألموع مئير (22) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (41) حرروا خلال "عملية خاصّة صعبة خلال النهار في النصيرات".
 
 


وهم من بين سبعة أسرى استعادتهم القوات الإسرائيلية أحياء منذ أن احتجز مسلحون فلسطينيون 251 شخصاً رهائن خلال هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل. ولا يزال هناك 116 رهينة في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم ماتوا.

أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إسرائيليين على الشاطئ في تل أبيب يهتفون فرحاً وهم يتلقون النبأ.

وقالت الإسرائيلية أوريا بيكنشتاين (42 عاماً) لـ"وكالة فرانس برس": "الرهائن حاضرون في أفكارنا كل يوم طوال معظم هذا العام. إن إنقاذ عدد قليل منهم رغم كل الصعاب، يعني الكثير".
 
 
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إنّ "عدد ضحايا مجزرة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات ارتفع إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفيين، مستشفى العودة في النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح".

واتهمت حركة "حماس" في بيان القوات الإسرائيلية بارتكاب "مجزرة وحشية في النصيرات"، داعية "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتّخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة... والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة".

وجاءت العملية رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل بعد غارة دامية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في النصيرات كان يحتمي فيها نازحون.
 
 
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: "الرسالة هذا الصباح إلى "حماس" واضحة: نحن عازمون على إعادة جميع الرهائن".

وأشار هاغاري إلى أنّ الرهائن تم احتجازهم في مبنيين في مخيم النصيرات بارتفاع ثلاثة إلى أربعة طوابق، معتبراً أنّه كان "من المستحيل الوصول إليهم بدون المرور عبر المدنيين".

وأضاف في تصريحات في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "كانت هناك عائلات وحراس" في المبنيين.

وأوضح أنّ أرغاماني كانت محتجزة في شقة بينما كان الثلاثة الآخرون معاً في شقة أخرى قريبة.
 
ولفت إلى أنّ استهداف شقّة واحدة فقط كان أمراً محفوفاً بالمخاطر، ولهذا السبب تم إجراء عمليتين متزامنتين.

وتابع هاغاري: "لقد فاجأناهم في المبنى الذي فيه نوعا"، لكن فريق الإنقاذ تعرّض لإطلاق نار في الشقة الأخرى التي كان فيها الرجال الثلاثة، وأصيب هناك ضابط شرطة إسرائيلي توفي متأثراً بجروحه.

من جهته، تعهّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بمواصلة القتال.

وقال هنية في بيان: "الشعب الفلسطيني في غزة لن يستسلم والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم".

- هدنة "ضرورية" -
يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجات منتظمة تطالبه بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، وقد احتشد متظاهرون مجدداً السبت في تل أبيب.

وكتب على لافتة رفعت في التظاهرة "نوعا (أرغاماني) عادت إلى الوطن، نريدهم جميعاً".

وتعهّد نتنياهو السبت بإعادة بقية الأسرى قائلاً إنّ العملية الأخيرة "أثبتت أن إسرائيل لا تستسلم للإرهاب".
 
كما نشر مكتبه مقطع فيديو له وهو يتحدث مع أرغاماني التي قالت إنها "متحمسة للغاية" للعودة إلى منزلها، مضيفة "لم أتحدث العبرية منذ وقت طويل".

ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بالعملية قائلاً: "لن نتوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم ويتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا أمر من الضروري أن يحدث".

جاء تصريحه في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي هنأ أيضاً عائلات الرهائن بتحريرهم.

ووصف المستشار الألماني أولاف شولتس العملية بأنها "علامة أمل مهمة".

قرب النصيرات، شاهد مصور لـ"وكالة فرانس برس" السبت عشرات الفلسطينيين يفرون من مخيم البريج سيراً، خوفاً من المزيد من الضربات الإسرائيلية.

وجاءت العملية بعد أيام من غارة إسرائيلية على مدرسة في النصيرات تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال مستشفى شهداء الأقصى إنها أسفرت عن مقتل 37 شخصاً.
 
وقال الجيش الاسرائيلي إنّه قتل 17 "إرهابياً" في القصف على المدرسة.

ودانت "الأونروا" إسرائيل لقصفها المنشأة التي قالت إنها كانت تؤوي 6000 نازح.

تتهم إسرائيل "حماس" والفصائل الفلسطينية في غزة باستخدام البنى التحتية المدنية، بما في ذلك المنشآت التي تديرها الأمم المتحدة، مراكز عمليات – وهي اتهامات ينفونها.
 
 
 
تسبّبت الحرب في دمار واسع النطاق في غزة، حيث قتل أو جرح واحد من كل 20 شخصاً، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. وقد نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وفي مدينة غزة، قُتل خمسة أشخاص ليلاً عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية منزل عائلة مهنا، بحسب ما أفادت خدمات الطوارئ.

وقال يوسف الدلو إنّ منزل جيرانه عائلة مهنا تحول أنقاضاً، مضيفاً في تصريح لـ"وكالة فرانس برس": "أعرف أن هذا البيت كله مدنيون وعزّل، ليست لديهم علاقة بالمقاومة".

- "التحديات قائمة" -
خلّف هجوم "حماس" الذي أدى إلى اندلاع الحرب 1194 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها "وكالة فرانس برس" استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 شخص في غزة، معظمهم أيضاً من المدنيين، وإصابة 83680 شخصاً، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وأعلنت الوزارة أنّ سبعين شخصاً على الأقل قتلوا حتى صباح السبت.
 
 


تواجه إسرائيل عزلة ديبلوماسية متزايدة، مع اتهامها أمام القضاء الدولي بارتكاب جرائم حرب، واعتراف العديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين.

وتظاهر آلاف الأشخاص في وسط لندن السبت مطالبين بوقف إطلاق النار، كما تجمع متظاهرون خارج البيت الأبيض للاحتجاج على دعم واشنطن لإسرائيل وسط الحرب الأكثر دموية في غزة.

يواجه نتنياهو أيضاً ضغوطاً من داخل حكومته اليمينية.

ودعا رئيس الوزراء في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي السبت الوزير بيني غانتس إلى "عدم مغادرة حكومة الطوارئ" بعد تهديده الشهر الماضي بالاستقالة ما لم يوافق نتنياهو على خطة لفترة ما بعد الحرب في غزة بحلول الثامن من حزيران.
 
 


وكان غانتس قد أعلن إلغاء مؤتمر صحافي توقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إمكان أن يعلن خلاله الاستقالة.

لكن في تصريحات مقتضبة بثها التلفزيون الإسرائيلي، حضّ غانتس مساء السبت زملاءه في الحكومة على "النظر بمسؤولية" في "كيفية قدرتنا على المضي قدماً".

وقال غانتس: "إلى جانب الفرحة المبرّرة بهذا الإنجاز، ينبغي ألا ننسى أن كل التحديات التي تواجهها إسرائيل... ما زالت قائمة".

يبدو أنّ الجهود الأخيرة للتوسط في أول وقف لإطلاق النار منذ هدنة دامت أسبوعاً في تشرين الثاني، قد توقفت بعد أسبوع من إعلان بايدن عن "خريطة طريق" جديدة.

وأيدت قوى عالمية ودول عربية المقترح الذي قال بايدن إنه يتضمن هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع وتبادلاً للرهائن والأسرى بالإضافة إلى تكثيف ايصال المساعدات إلى غزة.

وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية إصرار حماس على هدنة دائمة وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وهي مطالب رفضتها إسرائيل.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل ومصر والأردن وقطر اعتباراً من الاثنين في جولته الثامنة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium