النهار

النشاط البشري وتغيّر المناخ يهدّدان المناطق الرطبة في الأمازون الإكوادوريّة
المصدر: أ ف ب
النشاط البشري وتغيّر المناخ يهدّدان المناطق الرطبة في الأمازون الإكوادوريّة
صورة جوية للاغونا غراندي في غابات الأمازون المطيرة المحمية في كويابينو بالإكوادور (26 آذار 2024، أ ف ب).
A+   A-
عندما تراجعت أعداد الأسماك في منطقة الأمازون الإكوادورية، ألقى سكان سيونا الأصليون اللوم على "سحرة شامانيين حاسدين" لعرقلة مرورها في أنهار كويابينو، وهي أرض رطبة ذات تنوع بيولوجي مهددة بتغير المناخ والنشاط البشري.

لكن الخبراء يشيرون بأصابع الاتهام إلى التلوث وإزالة الغابات وتغير المناخ الذي يتسبب بدمار كبير في ثاني أكبر منطقة محمية في الإكوادور.

وقال الشامان روخيليو كريولو (74 عاما) لوكالة فرانس برس إن السبب وراء تراجع أعداد الأسماك كُشف لقبيلة سيونا خلال مراسم تنبؤات باستخدام نبتة آياواسكا المهلوسة والمقدسة لدى هذه الشعوب الأصلية.

وأضاف لوكالة فرانس برس إن "حكيما (منافسا) من قرية أخرى يعرف روح الغابة وروح النهر... أغلق الأبواب أمام الأسماك والسلاحف".

لكنه أقر بأن هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور في ذلك. وقال "يقول كثر إن ذلك بسبب التلوث".

وفي العام 2017، أُعلن نظام بحيرة كويابينو ومحميتا لاغارتوكوشا وياسيني القريبتان أراضيَ رطبة ذات أهمية دولية بموجب معاهدة رامسار للبيئة.

ويعيش في المنطقة أكثر من 200 نوع من البرمائيات والزواحف و600 نوع من الطيور وأكثر من 160 مجموعة من الثدييات.

- "تنبيهات" -
لكن الأخطار التي تتعرض لها واحة الغابات هذه متعدّدة.

وقال مدير المحمية لويس بوربور في مؤتمر عقد في كيتو حول صيد الأسماك "تظهر بيانات الأقمار الاصطناعية عملية كبيرة جدا لإزالة الغابات" في مكان قريب.

وازدادت مساحة الأراضي الزراعية المتاخمة لكويابينو من 819 هكتارا في العام 1985 إلى أكثر من خمسة آلاف هكتار في العام 2022، ما أثر على صحة التربة وتراجع عدد الأشجار التي تعد حيوية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في احترار الكوكب.

وعلى مقربة، تلوّث مناجم غير قانونية مصادر المياه عند منبع كويابينو.

وكشفت دراسة أجراها المعهد الوطني للتنوع البيولوجي في الإكوادور في شباط/فبراير الماضي عن "تراكم معادن ثقيلة في الأسماك" في العديد من أنهار الأمازون بما فيها نهرا أغواريكو وكويابينو اللذان يعبران المحمية ويعدان مصدرا للغذاء للسكان الأصليين.

ويشتبه الخبراء أيضا في أن ظاهرة احترار المناخ أدت إلى جعل موجات الجفاف أكثر تواترا وشدة.

العام الماضي، جفت بحيرة لاغونا غراندي مرتين. وقال بوربور إنه من غير المعتاد أن يحدث ذلك ولو مرة واحدة في الموسم.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن "هذه تنبيهات لنا لنقول إن هناك تغيرا مناخيا في هذه المنطقة".

وأدى الجفاف هذا العام في الإكوادور إلى انخفاض منسوب المياه إلى مستويات حرجة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة يوميا بسبب فراغ خزانات الطاقة الكهرومائية.

- مساعدة عالم الأرواح -
مع تعثر الجهود العالمية للحد من ظاهرة تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تتعامل قبيلة سيونا مع مشكلاتها بالطريقة التقليدية.

ووصف ديليو باياغواخي (72 عاما)، وهو شامان آخر من قبيلة سيونا، مراسم شارك فيها للتواصل مع عالم الأرواح بحثا عن حل لعدد الأسماك المتراجع في بحيرة كويابينو.

صلى الشامانيون للأسلاف، واضعين قلادات مصنوعة من أنياب حيوانات وأغطية رأس مصنوعة من الريش، ثم ذهبوا إلى النهر.

هناك، قال باباغواخي إنهم رأوا تحركات وفقاعات في المياه، ما يدل على نشاط للأسماك.

وبحسب بوربور، المعرفة لدى السكان الأصليين أساسية للحفاظ على المحميات الطبيعية في الإكوادور.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium