فازت ريما حسن الفرنسية من أصول فلسطينية، ومرشّحة حزب "فرنسا الأبية"، في الانتخابات الأوروبية الأحد، لتصبح أول عضو فلسطيني في البرلمان الأوروبي.
وُلِدت ريما حسن في نيسان 1992 في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ووصلت إلى فرنسا مع عائلتها عندما كانت في التاسعة من عمرها.
حصلت على الجنسية الفرنسية عندما كانت في الـ18 من عمرها، وحازت على درجة الماجستير في القانون الدولي، وكتبت رسالتها حول الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا وإسرائيل.
ترشّحت ريما حسن في انتخابات البرلمان الأوروبي عن "حزب فرنسا الأبية اليساري"، وواجهت انتقادات بسبب موقف حزبها الداعم لغزّة، والرافض للحرب الإسرائيلية، وأثارت الجدل باستخدامها شعار "من النهر إلى البحر".
إلى ذلك، أسّست حسن في عام 2019 "مرصد مخيمات اللاجئين"، وهي منظمة غير حكومية متخصّصة في دراسة وحماية مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
في عام 2023، أسّست مجموعة "أكشين فلسطين فرنسا". وفي العام نفسه، انضمّت إلى La France Insoumise لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024 على قائمة مانون أوبري، فتمّ انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي كأول فرنسية من أصول فلسطينية تفوز بهذا المقعد.
العائلة والأصول
هي الأصغر بين 6 أطفال. والدتها تُدعى نبيهة (1958-2021) كانت معلمة، بينما والدها عمل ميكانيكياً في سلاح الجو السوري. وقد تم إجبار جدودها، وهما من فلسطين من قرية البروة، على الهجرة إلى سوريا أثناء قيام "دولة إسرائيل" في أيار 1948 أثناء النكبة.
أمّا جدتها لأمّها، فقد جاءت من عائلة هنانو السورية البارزة، وتزوجت بلاجئ فلسطيني من سلفيت. وبسبب مكانتها البارزة، ولكونها شيوعية، اختارت أن تتخلى عن تراثها وتستقرّ معه في المخيم.
تم انتخابها لعضوية المجلس البلدي للأطفال في عام 2003 في نيور، ودرست هناك في مدرسة إرنست بيروشون الابتدائية. وخلال هذا الوقت، لم تعمل والدتها كمعلمة، وهي مهنتها الأصلية، بل عملت بدلاً من ذلك في المطاعم لإعالة أسرتها.
تم استهداف ريما حسن بخطاب كراهية أثناء دراستها، بما في ذلك وصفها بإهانات عرقية من قبل زملائها في المدرسة.
حصلت على البكالوريا العلمية من مدرسة لا فينيس فيرت الثانوية عام 2011، وظلت بلا جنسية حتى سنّ البلوغ، قبل أن تحصل على الجنسية الفرنسية عام 2010.
تابعت دراسة القانون، وحصلت على درجة البكالوريوس. ولهذا أمضت عامين في جامعة إيفري، ثم سنة واحدة في جامعة مونبلييه، حتى عام 2014. أمضت عامًا في لبنان، وأكملت درجة الماجستير عام 2016 في جامعة بانتيون السوربون. ركزت على المقارنة القانونية بين جنوب أفريقيا وإسرائيل في رسالة الماجستير في القانون الدولي حول قضية الفصل العنصري.
الحياة العميلة
انضمت ريما حسن إلى المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA) في عام 2016. وبعد 18 شهراً، عملت في المحكمة الوطنية لقانون اللجوء لمدة 6 سنوات حتى عام 2023.
في عام 2019، أسّست منظمة "مرصد مخيمات اللاجئين" غير الحكومية. وفي العام التالي، شاركت في مائدة مستديرة بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، في 20 حزيران.
امرأة ملهمة
في عام 2022، خصّصت المندوبية الوزارية للاستقبال والإدماج صورة لها باعتبارها "امرأة ملهمة". وفي 3 شباط 2023، ألقت كلمة في مجلس الشيوخ الفرنسي في ندوة "إسرائيل-فلسطين: الوضع الراهن" التي نظمتها عضو مجلس الشيوخ عن باريس إستير بنباسا، بالتعاون مع L'Histoire ومركز الأبحاث الفرنسي في القدس، وتناولت مداخلتها قضية الفصل العنصري في المجتمع الإسرائيلي.
العودة إلى المخيم
في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023، ووسط قصف قطاع غزة والهجوم البري الذي شنته إسرائيل، أنهت عقدها مع المحكمة الوطنية لقانون اللجوء، ورفضت الموقف الدعوي الذي عرضته منظمة العفو الدولية بشأن قضايا الهجرة.
وبدلاً من ذلك، انتقلت إلى مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من حلب، "لتكون قريبة من أهلها"، وأنشأت مجموعة "العمل من أجل فلسطين فرنسا" على تيليغرام.
الإجراءات السياسية
في آب 2023، شاركت في أيام الصيف التي نظمتها منظمة علماء البيئة إلى جانب مغني الراب ميدين أو السياسي كليمنتين أوتان.
وفي الانتخابات الأوروبية 2024، انضمت ريما حسن إلى قائمة حزب فرنسا الأبية (LFI)، حيث احتلت المركز السابع. وتفسّر التزامها السياسي بقائمة الجبهة الدولية بـ"الحاجة الملحة للتحرك السياسي الآن" في ما يتعلّق بالوضع في قطاع غزة.
التنمّر الإلكتروني
ووسط أحداث 2023 و2024، أصبحت ريما حسن هدفاً لحملة مضايقات قامت بها مجموعة مؤيدة لإسرائيل تضمّ نحو 30 عضواً. وبحسب ما ورد تمّ اختراق رقم هاتفها عبر Telegram، ممّا أدى إلى تهديدها بالقتل وتهديدات بالاغتصاب، كما تمّ ارسال صور لها للفلسطينيين وهم يتعرّضون لمعاملة وحشيّة.