أشاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأربعاء، بعلاقات بلاده بروسيا، قائلا إن البلدين "رفيقا سلاح لا يُقهران"، على وقع تقارير أفادت بزيارة وشيكة للرئيس فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ.
أجرى كيم زيارة خارجية قلما تحدث للقاء بوتين في أقصى شرق روسيا العام الماضي. وقالت سيول وواشنطن فيما بعد إن بيونغ يانغ تنقل أسلحة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا في انتهاك حظر دولي، مقابل مساعدة فنية في برنامجها للأقمار الاصطناعية.
ومن المتوقع أن يجري بوتين زيارة إلى كوريا الشمالية في الأيام القادمة، بعد أن أكد الكرملين لوسائل إعلام روسية في أيار أنه "يجري التحضير" للزيارة.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الزيارة يمكن أن تتم في موعد "أقربه الأسبوع المقبل" في إطار جولة قد تشمل محطة في فيتنام.
وكتب كيم في رسالة إلى بوتين نشرتها وكالة الأنباء الكورية المركزية الأربعاء أن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا "تطورت إلى علاقة راسخة بين رفيقي السلاح".
والعلاقات "المجدية" بينهما "ستعزز بشكل أكبر المحطة الأبدية" في العصر الجديد، حسبما نقلت الوكالة عن كيم.
وقالت يونهاب إن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت مؤشرات على "هيكل ضخم" يقام في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ.
ورُصد نشاط من هذا النوع في وقت سابق عندما كانت كوريا الشمالية تستعد لمناسبات كبيرة في العاصمة مثل عروض عسكرية أو زيارات شخصيات أجنبية عالية المستوى، بحسب يونهاب.
وعندما زار بوتين العام الماضي، قال كيم إن علاقات كوريا الشمالية مع موسكو تحمل "أولوية قصوى" بالنسبة لبلاده.
كما حذّر محللون من أن تكثيف الاختبارات وإنتاج القذائف المدفعية وصواريخ كروز من قبل الشطر الشمالي المسلح نوويا يمكن أن يكون تحضيرا لتسليم شحنات أسلحة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا.
وتحظر عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية إجراء أي اختبارات باستخدام التكنولوجيا البالستية، لكن موسكو استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي في آذار لوضع حد لمراقبة الأمم المتحدة للانتهاكات، وهو أمر خصّت بيونغ يانغ روسيا بالشكر عليه.
نفت كوريا الشمالية الاتهامات لها بإرسال أسلحة إلى روسيا، واصفة إياها بأنها "سخيفة".
لكن تقريرا للبنتاغون أفاد الشهر الماضي بأن روسيا تستخدم صواريخ بالستية كورية شمالية في أوكرانيا، بناء على تحليل للشظايا.
وذكر خبراء بأنه خلال زيارة بوتين لبيونغ يانغ، ستضغط كوريا الشمالية على الأرجح لتصدير المزيد من المعدات الحربية لاستخدامها في حرب أوكرانيا، مقابل استيراد المواد الغذائية والطاقة من روسيا.
وقالت المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سو كيم لفرانس برس "هناك تفاوت في مفهوم التهديد بين ما يحدث في أوكرانيا -- نزاع فعلي وواضح -- وما يحدث في كوريا الشمالية -- احتمال أزمة قد تبدو بعيدة مقارنة بوقائع الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وأضافت "يصب ذلك بوضوح في مصلحة كل من بوتين وكيم، إذ أن بوتين منخرط في حرب حاليا ويحتاج للحصول على مساعدة لجهده الحربي، بينما يسعى كيم لتطوير برنامجه للأسلحة".