النهار

السفير الأميركي لدى أنقرة: "الشراكة الاستراتيجيّة مع تركيا أقوى من أي وقت مضى" رغم الانقسام حيال حرب غزة
المصدر: رويترز
السفير الأميركي لدى أنقرة: "الشراكة الاستراتيجيّة مع تركيا أقوى من أي وقت مضى" رغم الانقسام حيال حرب غزة
لقطة من فيديو يظهر فليك خلال توجيهه رسالة في ذكرى تأسيس الجمهورية التركية (السفارة التركية في تركيا، 29 ت1 2023).
A+   A-
قال السفير الأميركي لدى أنقرة جيف فليك لرويترز إن تركيا لا تزال راسخة في الغرب وإن شراكتها مع الولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى حتى مع استمرار الانقسام بينهما بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.

وأضاف فليك، المقرر أن يترك منصبه هذا الخريف، أن تأييد تركيا لتوسيع حلف شمال الأطلسي والاتفاق على بيع طائرات إف-16 الأميركية لها يشير إلى ميل أنقرة نحو الغرب هذا العام ويمهد الطريق لزخم دائم في التجارة والاستثمار.

وقال فليك (61 عاما) في المقابلة التي أُجريت معه بمقر إقامته في أنقرة "الشراكة الاستراتيجية أقوى من أي وقت مضى ونحن في وضع جيد".

وتولى فليك، وهو سناتور جمهوري سابق رشحه الرئيس الديموقراطي جو بايدن، منصبه في أوائل عام 2022 وهيمنت على فترة توليه المنصب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا والذي حدث بعد ستة أسابيع من وصوله إلى تركيا.

وتضغط واشنطن على أنقرة من أجل تضييق الخناق على أي تهرب من العقوبات التي تفرضها على موسكو وأيضا من أجل تأييد توسع حلف شمال الأطلسي، وهو الخلاف الذي حُل في كانون الثاني بعد موافقة تركيا على عضوية السويد بعد تأخير دام 20 شهرا.

وقال فليك إنه على الرغم من العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية التي تربط تركيا بروسيا، إلا أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي والغرب.

وأوضح فليك أن تركيا "كانت مثالية للغاية في دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مستشهدا بإيقافها للسفن الحربية الروسية التي تعبر البحر الأسود وإمدادها كييف بطائرات مسيرة.

وأضاف أن رؤية الحزبين الديمةقراطي والجمهوري إزاء تركيا في الكونغرس الأميركي تحولت إيجابية هذا العام، وسيستمر ذلك بغض النظر عن الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني.

وأردف "إنهم (الأتراك) راسخون بقوة في الغرب".

انقسام بشأن إسرائيل وغزة
تتمثل التوترات الرئيسية في علاقة الولايات المتحدة وتركيا في السنوات القليلة الماضية في التحالف الأميركي مع الأكراد في سوريا الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين وشراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أميركية واستبعادها من برنامج الطائرات إف-35.

ويتعلق أحدث انقسام بالحرب في غزة التي انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة بسببها ما وصفها بجرائم حرب إسرائيلية ودعم أميركا للعملية العسكرية الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال السفير الأميركي إنه بينما أُلغيت زيارة أردوغان التي كانت مقررة للاجتماع مع بايدن في البيت الأبيض الشهر الماضي بسبب مشاكل في تنظيم الجدول الزمني، فقد حدث ذلك أيضا في وقت يلقي فيه الوضع في غزة "بخلفية سياسية صعبة".

وأضاف "من الواضح أنه ستكون هناك اختلافات مع الوضع في غزة، وهذا موقف صعب".

لكن فليك أضاف أن علاقات أنقرة الوثيقة بالقادة السياسيين لحماس وفرت قناة قيمة خلال الصراع وفي محادثات وقف إطلاق النار، وأن واشنطن تطلب منها أحيانا توصيل رسائل لهم.

وقال إن اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي في واشنطن الشهر المقبل يمثل فرصة لعقد اجتماع بين بايدن وإردوغان نظرا "لوجود بعض الرغبة لدى الجانبين".

العلاقات الروسية- التركية
خلال فترة العامين ونصف العام التي قضاها فليك في تركيا سعى إلى استغلال علاقاته بالكونغرس الأميركي للتغلب على مخاوف بعض الأعضاء بشأن التزام تركيا تجاه الغرب وسجل إردوغان في مجال حقوق الإنسان.

وقال فليك إن بيع طائرات إف-16 ومعدات تحديث لتركيا، بعد الموافقة على طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، يظهر ثقة متزايدة بين الجانبين، وساعد في "إطلاق العنان" للتعاون في الصناعة واستثمارات مباشرة أخرى.

وتأتي تعليقات فليك بعد أن قالت أنقرة الأسبوع الماضي إنها قد تفكر في الانضمام إلى دول مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ودول أخرى.

واجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بالرئيس فلاديمير بوتين في روسيا هذا الأسبوع وحضر اجتماع مجموعة بريكس. ونقلت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق عن فيدان قوله إن العلاقات التركية- الروسية "تسير بشكل جيد للغاية".

وقال بوتين أمس الثلثاء إن إردوغان سيحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تموز وإنه يأمل أن يلتقيه هناك.

وذكر فليك أنه بينما يأمل ألا تنضم تركيا إلى بريكس، فإن مثل هذه الخطوة لن تغير تحالفها مع الغرب.

وقال "أعتقد أنهم يدركون أن الاقتصاد الروسي يتحول اقتصاد حرب. لا يوجد مستقبل هناك، لا سيما في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب"، مضيفا أن واشنطن تعمل مع أنقرة لتخفيف اعتمادها على روسيا في الحصول على الطاقة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium