النهار

الأفغان العائدون من باكستان يمضون عيد الأضحى في خيام جائعين
المصدر: "ا ف ب"
الأفغان العائدون من باكستان يمضون عيد الأضحى في خيام جائعين
الأفغان العائدون من باكستان.
A+   A-
لا يشعر جان محمد المقيم في افغانستان قرب الحدود مع باكستان التي اضطر لاجتيازها قبل سبعة أشهر خوفا من التعرض للطرد، بفرحة عيد الأضحى ويقول بحسرة "كأننا نمضي العيد في السجن".
 
يقيم هذا الأفغاني البالغ 30 عاماً في خيمة في موي مبارك ولديه بالكاد ما يكفي لإطعام أطفاله الستة، وليس لديه ما يمكنه من بدء حياة جديدة في بلاده مثله مثل مئات الآلاف من اللاجئين الذي اضطروا إلى العودة إلى أفغانستان بسرعة منذ السنة الماضية.
 
وقال لوكالة فرانس برس "ليس لدينا فلس واحد لقضاء عيد الأضحى ولا نستطيع فعل أي شيء. نحمد الله على أننا ما زلنا على قيد الحياة وإن كنا أحيانًا نتحسر على ذلك".
 
وأشار إلى أن الأطفال في قرى محافظة ننغرهار الأخرى "حصلوا على ملابس جميلة وأحذية" في يوم العيد هذا الذي تُذبح فيه الأضاحي.
 
"أبكي في زاويتي"
وقال الرجل متأسفا "ليس لدى أطفالي طعام لذيذ يأكلونه، ولا ملابس ولا أحذية". ولم يتمكن جان محمد من العثور على عمل بعدما ترك عمله كمدرب رياضي في باكستان.
 
وتابع قائلاً "الشعور بالعجز صعب جدا، إنه يكسر قلبي... أتكون في زاويتي وأبكي".
 
وفي الخيمة المجاورة، تحاول سانغ بيبي العثور على ملابس لأفراد عائلتها السبعة حتى ولو كانت بالية.
 
وقالت هذه الأرملة البالغة 60 عاما بحزن "نحن نستجدي ملابس الموتى أو ملابس مستعملة لنرتديها، لا نستطيع أن نفعل شيئًا آخر".
 
خلال الخريف الماضي، منحت إسلام آباد 1,7 مليون أفغاني يعيشون بشكل غير قانوني على أراضيها مهلة حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبر لمغادرة البلاد، وإلا يتم طردهم.
 
على الإثر، عاد مئات الآلاف من اللاجئين من إيران وباكستان إلى أفغانستان، وبعضهم لم يسبق له أن رأى هذه البلاد من قبل.
 
وتؤكد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن ثالث أكبر مجموعة في العالم من الأشخاص الذين يعيشون في المنفى تتحدر من أفغانستان وتضم ثمانية ملايين مواطن في 103 دول.
 
ولم تتمكن حكومة طالبان من تقديم سوى قليل من الأموال لاستقبال الأفغان العائدين إلى البلاد التي تعاني من الفقر بعد أربعة عقود من الحروب والكوارث المتزايدة المرتبطة بتغيّر المناخ.
 
ومنذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في صيف العام 2021، لا تتلقى البلاد سوى القليل من المساعدات الدولية التي لا تلبي الاحتياجات الهائلة لأكثر من 40 مليون شخص، وقد استبعدت أيضًا من التجارة العالمية.
 
"جائعون"
سناء غول التي تعيش في خيمة مع زوجها وابنتيهما قالت لفرانس برس "يجب على السلطات مساعدتنا في العثور على مأوى".
 
وأضاف زوجها غول "منذ أن غادرنا باكستان، نعيش في خيمة. ليس لدينا حتى خبز لنأكله، أنا وأطفالي جائعون".
 
وخلال العيد، تقضي التقاليد بأن يقدم أفراد الأسر الأكثر ثراء وجبة للفقراء، عادة ما تكون حصة من لحم الأضاحي.
 
لكن الأفغان العائدون العالقون في ننغرهار يشاهدون عائلات عائدة من محلات الحلويات حاملة كعك العيد، أو رجالاً يحملون الذبائح ويتحسرون لأن لا أحد يعرفهم. فبعدما أمضوا سنوات أو حتى عمرهم كله في باكستان، لم يعد لديهم في بلادهم لا عائلة ولا أصدقاء يمدون لهم يد العون.

اقرأ في النهار Premium