يكشف الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلثاء، عن قواعد جديدة تسهل أوضاع المهاجرين المتزوجين بأميركيين وحصولهم على الإقامة الدائمة، في وقت تعد مسألة الهجرة من المواضيع الرئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
تحاول إدارة بايدن تحقيق توازن في ما يتعلق بالهجرة، وهي قضية بالغة الأهمية بالنسبة للعديد من الأميركيين قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.
وهذا الملف موضوع حساس سياسيا بالنسبة للرئيس الديموقراطي الذي يتهمه سلفه الجمهوري دونالد ترامب وخصمه في انتخابات تشرين الثاني، بالتساهل فيه. وترامب معروف بخطابه الشديد اللهجة بخصوص الهجرة.
لن توسع القواعد الجديدة نطاق حق الحصول على الإقامة الدائمة، بل ستسهل الإجراءات للأشخاص المؤهلين.
ويشمل ذلك إزالة شرط مغادرة البلاد كجزء من عملية تقديم الطلب.
وستطبق القواعد الجديدة على الأشخاص الموجودين في البلاد منذ 10 سنوات على الأقل والمتزوجين بمواطن أميركي قبل 17 حزيران 2024. وتقدر الإدارة عددهم بنحو 500 ألف شخص.
بالإضافة إلى ذلك سيكون حوالى 50 ألفا من أبناء المهاجرين المتزوجين بأميركيين مؤهلين لتقديم طلب إقامة دائمة.
وسيحصل الذين تتم الموافقة على طلباتهم على تصريح عمل والحق في البقاء في الولايات المتحدة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات على الأقل يقدمون خلالها طلب الحصول على إقامة دائمة.
وبمجرد حصول أي شخص على الإقامة الدائمة، المعروفة أيضا بـ"غرين كارد"، يمكنه من الناحية النظرية تقديم طلب للحصول على الجنسية فيما بعد.
وقال مسؤول كبير في الإدارة للصحافيين قبل الإعلان عن الإجراءات الجديدة إن "ما نعلن عنه هو عمليات مبسطة محتملة... لتقليل الإجراءات البيروقراطية والصعوبات الناجمة عن الاضطرار لمغادرة البلاد".
لكن مسؤولا آخر أضاف أن "الكونغرس وحده يمكنه القيام... بإصلاح شامل لقوانين الهجرة واللجوء".
- انتقادات جمهورية -
انتقد الجمهوريون القواعد الجديدة.
وقالت النائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تيلور غرين إن بايدن "كتب أمرا تنفيذيا لشراء الأصوات يمنح الجنسية مجانا".
وقال عضو الكونغرس جوش بريشين من أوكلاهوما "بجرّة قلم، يحمي الرئيس بايدن الآن 550 ألف مهاجر غير شرعي من الترحيل. كل هذا في محاولة لاسترضاء أفراد أسرهم الذين يأملون في الحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة".
وكان بايدن قد قدم مقترحا بشأن الهجرة للكونغرس يتضمن سياسات هي الأكثر صرامة منذ عقود، لكنه انهار بعدما سحب الجمهوريون دعمهم له.
وأصدر بايدن أخيرا أمرا تنفيذيا يسمح للمسؤولين بمنع دخول طالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 يوميا. وأثارت هذه الخطوة انتقادات من اليسار ودفعت بمنظمات حقوقية للطعن فيه قانونيا.
ودافعت الإدارة عن الأمر التنفيذي واعتبرت المقترح في الكونغرس بأنه "الإصلاح الأكثر صرامة وعدالة منذ عقود".
من جهته يتهم ترامب المهاجرين بـ"تسميم" البلاد وتوعد في حال عودته إلى البيت الأبيض بتنظيم عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين.
كذلك، تستعد إدارة بايدن الثلثاء لتسهيل عملية حصول الأطفال الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، والذين يطلق عليهم "الحالمين"، على تأشيرات عمل إذا تخرجوا من الجامعة ولديهم "عرض عمل عالي المهارة".