لم تكَد تُشارف المناظرة "التاريخية" بين المرشّحَين للانتخابات الرئاسية الأميركية، جو بايدن ودونالد ترامب، على الانتهاء حتى بدأت الصحف الأميركية بتحليل وقائعها، انطلاقاً من الهفوات التي بدت جليّة على بايدن، ومن أدائه "المتعثّر" مراراً، إلى جانب ما وُصِف بـ"قلّة الاحترام" بين المتنافسين، خلال خطابهما الأول وجهاً لوجه.
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ دونالد ترامب استمرّ في إطلاق مبالغاته وتضليلاته المعتادة، خاصة في ما يتعلق بالجريمة والهجرة، خلال المناظرة الرئاسية. ومع ذلك، أبرزت الصحيفة التناقض المذهل بين طاقة ترامب وحيويته وكفاح الرئيس جو بايدن لتوصيل نقاطه بطريقة موجزة ومفهومة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ بايدن عانى من صوت خشن، ومن إلقاء غير متكافئ، إذ تهرّب ترامب من العديد من الأسئلة المباشرة، وأطلق سلسلة من الأكاذيب، التي لم يتم التحقّق منها من قبل المشرفين على المناظرة.
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ أداء بايدن في المناظرة كان "غير مستقرّ"، وقدّم نوع الخطاب الذي كان يخشاه الديموقراطيون، إذ افتقر إلى "النشاط والقتال". في المقابل، تمكّن ترامب، على نحو غير معهود، من الحفاظ على رباطة جأشه خلال عرض مدّته 90 دقيقة مليء بالإهانات والتناقضات السياسية.
كذلك، تجنَّب ترامب تقديم إجابات مباشرة عن الأسئلة المطروحة، بينما بدا أنّ بايدن في بعض الأحيان يفقد سلسلة أفكاره، ويُكافح من أجل تهدئة المخاوف بشأن عمره. وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذه المواجهة سمحت للخصمين بتسليط الضوء على نقاط ضعف خصمهما أمام مجموعة ضئيلة من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
إلى ذلك، نقلت "وول ستريت جورنال" عن آرون كال، مدير المناظرات بجامعة ميشيغان، قوله: "شهد بايدن أسوأ 15 دقيقة افتتاحية للمناظرة الرئاسية على الإطلاق".
وأكدت أن العمر يُعدّ من أهم القضايا التي تشغل أذهان العديد من الناخبين، حيث بدا بايدن أكبر سنًا في العرض الذي قدمه خلال أمسية مرهقة أمام جمهور تلفزيوني كبير.
كان لبايدن أيضاً نصيبه من الزلّات. وبينما كان يجيب عن سؤال حول الدين الوطني، ويبدأ الحديث عن السياسة الصحية، تلعثم، وبدا أنّه فقد حبل أفكاره في نهاية إجابته. وهذا ما أبرزته الصحيفة بالقول إنّ ترامب ظلّ قوياً في عرضه طوال الوقت، وسعى إلى تسليط الضوء على تلعثم بايدن، بعد إجابة متعرّجة عن سؤال حول الهجرة.
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الرئيس السابق دونالد ترامب شنّ "هجمات عدوانية ومضلّلة" بشكل متكرّر ضد الرئيس المهتز بايدن خلال المناظرة، مشيرةً إلى أنّ أداء بايدن كان "ضبابيّاً بشكل متكرّر ومفكّك"، إذ تحدّث بسرعة، وبدا في بعض الأحيان وكأنّه يتمتم بكلماته.
استغلّ ترامب "اهتزاز" بايدن وعثراته المبكرة للتأكيد على تساؤلات الجمهوريين حول القدرة العقلية للرئيس. عندما تأخّر بايدن أثناء إجابته عن الهجرة، قال ترامب بسرعة: "أنا حقّاً لا أعرف ما قاله في نهاية تلك الجملة. ولا أعتقد أنه يعرف ما قاله أيضاً".
من جهتهم، أعرب الديموقراطيون عن قلقهم بشأن أداء بايدن. وفي غضون دقائق من بدء المناظرة، بدأ الديموقراطيون يشعرون بالقلق بشأن أداء بايدن.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، شعر أنصار بايدن بالفزع من صوت الرئيس المرتعش، وإجاباته المفكّكة، وارتباكه الواضح خلال بعض ردوده. المخاوف بشأن سنّ بايدن، التي كانت تغلي منذ أشهر، ظهرت إلى العلن قبل انتهاء المناظرة.
قالت الصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إنّ "الازدراء الشديد" فاض بين المتنافسَين في لحظات عديدة خلال أول مواجهة بينهما في هذا العام الانتخابي.
ووصف ترامب بايدن بأنّه "مجرم" و"غير كفء"، وقال إنه لا يستطيع اجتياز الاختبار المعرفي.
ووصف بايدن ترامب بأنّه "أحمق" و"خاسر"، وهي أوضاف قال أحد موظفي ترامب السابقين إنّه أطلقها ذات مرة على قدامى المحاربين الذين قتلوا في الحرب.
وأجمعت وسائل الإعلام الأميركية على أنّ عدم تصافح المرشحين في بداية المناظرة ونهايتها، "علامة واضحة على عدم الاحترام".
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
