ترك الأداء المتعثّر للرئيس الأميركي جو بايدن ضدّ منافسه دونالد ترامب الحزب الديموقراطي في "حالة اضطراب"، إذ يحاول مسؤولون فيه البحث عن فرص بايدن الرئاسية بعد تعثّره في الكلام، والتلعثم في العديد من الإجابات، ممّا أثار مخاوف الناخبين، بحسب ما أوردت صيحفة "وول ستريت جورنال".
ولأشهر عدّة، جادل العديد من الديموقراطيين بأنّ بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، لا يزال مؤهّلاً لولاية ثانية.
لكن بعض الاستراتيجيين الديموقراطيين والمانحين ومستشاري المانحين قالوا بعد المناظرة، بحسب "وول ستريت جورنال"، إنّهم "صدموا من أداء بايدن، ممّا أثار نقاشات خاصة حول استبداله في السباق الرئاسي، لكنّهم أقرّوا أنّ فرص انسحابه لا تزال ضئيلة".
في سياق متّصل، قال ثلاثة مقرّبين من ثلاثة مرشحين رئاسيين ديموقراطيين محتملين إنّهم "تعرّضوا لوابل من الرسائل النصيّة طوال المناظرة"، فيما قال أحد المستشارين إنّهم "تلقوا مناشدات لمرشحهم من أجل التقدّم بديلاً من جو بايدن"، بحسب ما ذكر موقع "بوليتيكو" الإخباري.
وقال مستشار آخر إنّهم "أخذوا علماً بأنّ ما لا يقلّ عن ستة من المانحين الرئيسيين أرسلوا رسائل نصيّة مفادها أنّ ما حصل عبارة عن "كارثة"، وأشاروا إلى أن الحزب الديموقراطي يجب أن يقوم بشيء ما"، لكنّه أقر أنه "لن يكون هناك الكثير مما يمكن القيام به ما لم يتنحَّ بايدن".
وعرضت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير بعنوان "بعد الأداء الضعيف لبايدن، هل يستطيع الديموقراطيون استبداله؟"، بعض السيناريوهات في حال تنحّي بايدن أو تمسّكه بترشيحه.
فقد فاز بايدن بأكثر من عدد كافٍ من المندوبين في الانتخابات التمهيدية للحزب هذا العام لتأمين الترشيح، وسيحتاج الرئيس إلى الخروج من السباق حتى يكون أيّ بديل ممكناً قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني. وإذا انسحب من السباق، فقد يؤدي ذلك إلى عقد مؤتمر وطنيّ ديموقراطيّ في آب.
وسألت الصحيفة: "ماذا سيحدث إذا ما بقي بايدن في السباق؟ بما أنّ لدى بايدن العدد الكافي من المندوبين للفوز بالترشيح، فلن يكون هناك طريق لمرشح آخر ليصبح المرشح الديموقراطي".
أمّا السيناريو الآخر، فهو أن يعمد بايدن إلى الانسحاب. وهنا بحسب الصحيفة، "سيقوم الديموقراطيون بترشيح شخص جديد في المؤتمر الوطني الديموقراطي الذي سيُعقَد في شيكاغو في آب المقبل".
كيف يجري ذلك؟ فور تنحّي بايدن، سيصبح جميع مندوبيه، الذين يستعدون للذهاب إلى شيكاغو، مندوبين غير ملتزمين. ويمكن أن يتحوّل المؤتمر في ذاته إلى حملة انتخابية، مما يُمكن أن يثير الانقسامات في داخل الحزب الديموقراطي.
ماذا عن المرشّح الآخر المحتمَل؟ يضمّ الحزب الديموقراطي عدداً من السياسيين المؤيّدين لحملة بايدن، بمن في ذلك حكامٌ مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم إيلّينوي جيه بي بريتزكر، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وهم مرشّحون محتملون لخلافة بايدن في السباق الرئاسي.
أمّا السيناريو الأخير الذي تعرضه "وول ستريت جورنال"، فهو: ماذا لو انسحب بايدن بعد المؤتمر؟ بمجرد انتهاء المؤتمر، سيحتاج رئيس الحزب الديموقراطي خايمي هاريسون الى التشاور مع الحكّام الديموقراطيين وأعضاء الكونغرس قبل ملء المنصب الشاغر، واختيار مرشّح رئاسي جديد.