أرجئت مجددا محاكمة عالمة الاجتماع والكاتبة التركية بينار سيليك في اسطنبول إلى 7 شباط، علما أنها لاجئة في فرنسا وملاحقة منذ 26 عاماً في تركيا بتهم "إرهاب" على الرغم من تبرئتها أربع مرات.
وأكد بحري بيرم بيلين، أحد محامي الدفاع عنها خلال جلسة استماع قصيرة الجمعة، أن وثائق "مزورة" أُضيفت إلى الملف، معتبراً أن "بعض المؤسسات الإدارية تحاول التأثير على القضاء".
وقالت بينار سيليك لوكالة فرانس برس "نحن لا نفهم شيئا"، في إشارة إلى هذا الاتهام الجديد.
وأضافت على هامش مؤتمر نُظّم لدعمها في ليون "هذا الهجوم اليوم يُثبت أنهم لا يفوتون أي فرصة لترهيبي ودفعي إلى الامتناع عن القيام بعملي".
أوقفت سيليك البالغة 52 عاماً في تركيا في العام 1998 بسبب دراساتها بشأن الجماعة الكردية، واتُّهمت بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وحلفاؤها الغربيون وبينهم الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي، منظمة إرهابية.
ثم اتُهمت بالارتباط بتفجير سوق للتوابل يقصده السيّاح في اسطنبول أسفر عن سبعة قتلى، وهي تهمة أُبلغت بها فقط "بعد أن وُضعت في الزنزانة".
وبعد ذلك، سحب شاهد أقواله التي تدينها، وخلص تقرير خبير إلى أن الانفجار كان حادثًا، سببه انفجار أسطوانة غاز.
وأطلق سراح سيليك في العام 2000 لعدم كفاية الأدلة بعد عامين ونصف عام في السجن، لكن المحاكمات في تركيا لم تنته اذ تمت إدانتها ثم تبرئتها أربع مرات من تهم إرهاب - في أعوام 2006 و2008 و2011 و2014.
واختارت سيليك طريق المنفى في العام 2009، بعدما ارتفعت وتيرة التهديدات إثر نشرها كتاب "أن تصبح رجلاً بالزحف"، وهو عبارة عن مجموعة شهادات حول بناء الرجولة في الخدمة العسكرية، وحصد نجاحاً في تركيا.
وتقطن سيليك حاليا في نيس في جنوب شرق فرنسا حيث تدرِّس علم الاجتماع في جامعة نيس.
وتابعت سيليك محاكمتها عن بعد من مبنى بلدية مدينة ليون، بدعوة من البلدية التي تعتبرها مواطنة فخرية.
وحضر حوالى 200 شخص لدعمها عبر إلقاء كلمات وعروض فنية.
وأكد المدافعون عن سيليك أن الوثيقة الجديدة التي أضيفت مؤخرا إلى الملف "تزعم بأن حدثا علميا شاركت فيه بينار في فرنسا نظمته منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية".
واعتبرت تنسيقية مجموعات التضامن أن هذه المزاعم "ليست كاذبة فحسب، بل تشكل تشهيرًا بحق مؤسسات التعليم العالي والبحث الفرنسية"، منددة بـ "تلاعب فادح وفاضح".
وقالت سيليك لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع "إنها محاكمة كافكاوية. أواجه اللاعقلانية، وبعد 26 عامًا، أرفض التعوّد على ذلك".
وكما حدث خلال جلستين سابقتين العام الماضي حضر وفد دولي يضم حوالى خمسين شخصًا معظمهم من المحامين، المناقشات القصيرة الجمعة.