النهار

"سنفوز بالغالبية المطلقة"... فرنسا تجري انتخابات برلمانية قد تؤدي إلى وصول اليمين المتطرف للسلطة
المصدر: "رويترز"
يُدلى الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة قد ينتج عنها تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل تغييراً جذرياً محتملاً في قلب الاتحاد الأوروبي.
"سنفوز بالغالبية المطلقة"... فرنسا تجري انتخابات برلمانية قد تؤدي إلى وصول اليمين المتطرف للسلطة
يُدلي النائب الفرنسي المنتهية ولايته فيليب دونوير بصوته للتصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية الحاسمة في مركز اقتراع في منطقة ماجنتا في نوميا في الدائرة الانتخابية الأولى لإقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي في المحيط الهادئ (30 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
فتحت مراكز الاقتراع في البر الفرنسي الأحد للدورة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية، قد توصل اليمين المتطرف إلى السلطة بعد أسبوع.

وفتحت مراكز الاقتراع  الساعة 8,00 (6,00 ت غ) غداة بدء عمليات التصويت في أراضي ما وراء البحار الفرنسية السبت، وسط توقعات بوصول نسبة المشاركة إلى 67% من الناخبين المسجلين.
 
يُدلى الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة قد ينتج عنها تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل تغييراً جذرياً محتملاً في قلب الاتحاد الأوروبي.

وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة، بعد أن سحق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.

وظل حزب مارين لوبان المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة منبوذاً لمدة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى.

وقالت لوبان في مقابلة صحافية الأربعاء الماضي: "سنفوز بالغالبية المطلقة". وتوقّعت أن يصبح تلميذها جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً رئيساً للوزراء. ووضع حزبها برنامجاً اقتصادياً عالي الإنفاق ويسعى إلى الحد من الهجرة.

وإذا فاز حزب التجمع الوطني بالغالبية المطلقة، فقد تشهد الديبلوماسية الفرنسية مرحلة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون - الذي قال إنه سيواصل رئاسته حتى نهاية ولايته عام 2027 - وبارديلا من أجل الحق في التحدث باسم فرنسا.

شهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب. لكن لم تشهد أي منها أطرافاً متنافسة على إدارة الدولة تتبنى مثل تلك وجهات النظر المتباينة جذرياً حيال قضايا عالمية.

وأشار بارديلا بالفعل إلى أنه سيتحدى ماكرون في القضايا العالمية. ويمكن أن تتحول فرنسا من كونها أحد أعمدة الاتحاد الأوروبي إلى شوكة في خاصرته وتطالب بخفض مساهمتها في موازنة الاتحاد الأوروبي، وتتصادم مع بروكسل بشأن وظائف المفوضية الأوروبية، وتتراجع عن دعوات ماكرون الى تعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي والتأكيد على الدفاع.

ومن شأن تحقيق حزب التجمع الوطني انتصاراً صريحاً أن يثير حالة من الضبابية حيال موقف فرنسا من الحرب الروسية الأوكرانية. ولدى لوبان تاريخ من الآراء المؤيدة لروسيا، وبينما يقول الحزب الآن إنه سيساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزاة الروس، فقد وضع أيضاً خطوطاً حمراء مثل رفض تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى.

* "انقسام الأصوات في مصلحة التجمع الوطني"

تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب التجمع الوطني بفارق مريح بنسبة 33-36 في المئة من الأصوات، بينما يأتي تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي الى اليسار، الذي جرى تشكيله على عجل، في المركز الثاني بنسبة 28-31 في المئة. ويحل تحالف ماكرون المنتمي الى تيار الوسط ثالثا بنسبة 20-23 في المئة.

وتضم الجبهة الشعبية الجديدة مجموعة واسعة من الأحزاب، من يسار الوسط المعتدل إلى اليسار المتشدّد. ومنها الحزب المشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض لحلف شمال الأطلسي، حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلونشون، أحد أشد معارضي ماكرون.

وقال فنسنت مارتيني أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيس إن من الصعب التنبؤ بسبل ترجمة أرقام الاستطلاع إلى مقاعد في الجمعية الوطنية، بسبب آلية عمل الانتخابات.

ويمكن انتخاب المرشحين في الجولة الأولى إذا فازوا بالغالبية المطلقة من الأصوات في دائرتهم الانتخابية، لكن هذا أمر نادر.

وستحتاج عالبية الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات لا تقل عن 12.5 في المئة من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.

وقال مارتيني: "إذا كانت نسبة المشاركة عالية جداً، فقد يكون هناك حزب ثالث أو رابع يدخل في المنافسة. لذا، بالطبع هناك خطر انقسام الأصوات، ونعلم أن الانقسام يأتي في مصلحة حزب التجمع الوطني".

وعلى مدار عقود، فإنه كلما اكتسب اليمين المتطرف شعبية على نحو مطرد، يتحد الناخبون والأحزاب الذين لم يدعموه ضده إذا ما رأوا أنه يقترب من تولي السلطة في البلاد. لكن هذا ربما لا يتحقق هذه المرة.

وقال مارتيني إنه لم يتضح ما إذا كان المرشحون من معسكر ماكرون سينظرون في خطوة الانسحاب من الجولة الثانية، لمنح منافسيهم من اليسار فرصة التغلب على حزب التجمع الوطني أو العكس.

وسعت لوبان وبارديلا إلى جعل صورة حزبهما أكثر قبولاً لدى العامة. على سبيل المثال من خلال التنديد بمعاداة السامية. ولدى والدها جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية، تاريخ من التعليقات المعادية للسامية التي أدلى بها علناً.

لكن منتقدين يقولون إن تودد حزب التجمع الوطني لليهود ليس سوى غطاء يتيح له إنكار الاتهامات بالعنصرية، بينما يعادي المسلمين والأجانب باستمرار.

اقرأ في النهار Premium