يتجه الإعصار بيريل الثلثاء إلى جامايكا، بعدما اشتدت قوته ليصبح عاصفة من الفئة الخامسة مع وصوله إلى العديد من الجزر في جنوب شرق الكاريبي، ترافقه أمطار غزيرة ورياح مدمرة.
ووصف المركز الوطني الأميركي للأعاصير (NHC) بيريل بأنه عاصفة "يحتمل أن تكون كارثية".
وأكدت الحكومة في سانت فنسنت وجزر غرينادين مقتل شخص، في حين أفاد مسؤولون في أماكن أخرى بحدوث دمار واسع النطاق.
وأفاد المركز الوطني الأميركي للأعاصير بأن بيريل أبكر إعصار من الفئة الخامسة في موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي على الإطلاق، ترافقه رياح تبلغ سرعتها القصوى 265 كيلومترا في الساعة.
وأعلن المركز أن بيريل سيتحرك بسرعة عبر جنوب شرق ووسط البحر الكاريبي اليوم ومن المتوقع أن يمر بالقرب من جامايكا الأربعاء وجزر كايمان الخميس.
وتوقع المركز أن تتراجع قوة بيريل في وقت لاحق من الثلثاء، لكنه حذر من أنه "ما زال يُتوقع أن يلامس شدة الإعصار الكبير".
وفي وقت سابق من اليوم تعرضت جزيرة كارياكو في غرينادا لضربة مباشرة من "الجدار البالغ الخطورة لعين" الإعصار، مع رياح مستدامة تزيد سرعتها عن 240 كيلومتراً في الساعة.
كما شهدت الجزر القريبة، بما في ذلك سانت فنسنت وجزر غرينادين، "رياحاً كارثية وعواصف مهدّدة للحياة"، وفقًا للمركز الوطني للأعاصير.
وقال رئيس وزراء فنسنت، رالف غونسالفيس مساء الاثنين إن بيريل "خلّف دماراً هائلاً وألماً ومعاناة".
وأضاف غونسالفيس في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك "للأسف، وردت أنباء... عن وفاة شخص واحد. قد يكون هناك المزيد من القتلى، لسنا متأكدين بعد".
وأكد أن "90 بالمئة من المنازل تعرّضت لأضرار بالغة أو دُمّرت" في إحدى الجزر، حيث تحطم أيضا سقف المطار.
وإلى الجنوب في غرينادا، قال رئيس الوزراء ديكون ميتشل في مؤتمر صحافي إن "خلال نصف ساعة، سُويت (جزيرة) كرياكو بالأرض".
وأضاف "لم نخرج بعد من الخطر" مشيرا إلى أنه رغم عدم الإبلاغ عن وفيات حتى الآن، لا يستطيع تأكيد عدم وقوع ضحايا.
وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها وكالة فرانس برس من مدينة سانت جورج عاصمة غرينادا تساقط أمطار غزيرة فيما كانت الرياح تعصف بالأشجار.
- "سابقة مقلقة" -
وأصبح بيريل السبت أول إعصار في موسم الأعاصير بالمحيط الأطلسي هذا العام واشتدت قوته بسرعة.
ويرى خبراء أن تشكّل عاصفة بهذه القوة في مثل هذا الوقت المبكر من موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الممتد من مطلع حزيران حتى نهاية تشرين الثاني، ظاهرة نادرة جدًا.
وبيريل أول إعصار يبلغ الفئة 4 في حزيران منذ بدء تسجيلات المركز الوطني الأميركي للأعاصير، وأبكر إعصار يبلغ الفئة 5 في تموز على الإطلاق.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن بيريل "يشكل سابقة مقلقة في حين يُتوقع أن يكون موسم الأعاصير نشطا جدا".
وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد في تقرير عن الوضع "يشكل إعصار بيريل تهديدا كبيرا للمجتمعات في منطقة البحر الكاريبي بعدما اشتد بمعدل متفجّر".
ونجت باربادوس على ما يبدو من أسوأ تداعيات للعاصفة لكنها لا تزال تتعرض لرياح عاتية وأمطار غزيرة، ولم يتحدث المسؤولون عن وقوع إصابات حتى الآن.
وقال وزير الداخلية والإعلام ويلفريد أبرامز في تسجيل نشر على الإنترنت إن بربادوس "تجنبت الأسوأ" على ما يبدو لكنها مع ذلك "تشهد رياحا وعواصف".
غمرت المياه منازل وشركات في بعض المناطق، وتضررت قوارب الصيد في العاصمة بريدج تاون.
ودفعت العاصفة السلطات إلى إغلاق المدارس الاثنين في العديد من الجزر، وأُرجئ اجتماع للمجموعة الكاريبية (كاريكوم) كان مقررًا عقده هذا الأسبوع في الجزيرة.
- ظواهر جوية متطرفة -
تُعتبر الأعاصير من الفئة الثالثة أو أعلى على مقياس سفير-سمبسون بالغة الخطورة.
وفي نهاية أيار، توقعت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي موسمًا استثنائيًا وحدوث من أربعة إلى سبعة أعاصير من الفئة الثالثة أو أعلى.
واستشهدت الوكالة بدرجات حرارة المحيط الأطلسي الدافئة والظروف المرتبطة بظاهرة النينا في المحيط الهادئ لزيادة العواصف المتوقعة.
وفي السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة نتيجة التغيّر المناخي.