أدى اعضاء حكومة جنوب أفريقيا الجديدة المكونة من 32 وزيرًا، الأربعاء في كيب تاون اليمين، بعد أن اضطر الرئيس سيريل رامابوزا لتشكيل ائتلاف إثر هزيمة حزبه المؤتمر الوطني الأفريقي في الانتخابات التشريعية.
وكان نائب الرئيس المنتهية ولايته، بول ماشاتيل، الذي أعيد تعيينه، أول من أدى اليمين أمام رئيس المحكمة الدستورية خلال حفل بثه التلفزيون.
بعد ذلك، بدأ الرئيس رامابوزا بقراءة القائمة الطويلة المكونة من 32 وزيرًا، بينهم نحو خمس عشرة امرأة، و43 وزيرا منتدبا. ثم أدى كل منهم اليمين برفع يده اليمنى.
للمرة الأولى منذ نهاية الفصل العنصري، اضطر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي حكم بمفرده لمدة ثلاثين عامًا، إلى تقاسم السلطة.
فبحصوله على 40 بالمئة فقط من الأصوات في الانتخابات التشريعية، خسر الحزب التاريخي أغلبيته المطلقة في البرلمان، بعدما عوقب في صناديق الاقتراع في ظل تراجع اجتماعي واقتصادي.
وتولى التحالف الديموقراطي (وسط ليبرالي)، الذي كان حتى الآن الحزب المعارض الرئيسي والذي كان ينتقد بشدة حزب المؤتمر لفشله في تحسين الاقتصاد وكبح انتشار الفساد، ست وزارات.
وحصل الحزب على وزارات البيئة والداخلية والأشغال العامة، كما تم تعيين زعيمه جون ستينويسن، البالغ 48 سنة، وزيرًا للزراعة.
تم توزيع الوزارات الست الأخرى على خمسة أحزاب صغيرة.
احتفظ المؤتمر الوطني الأفريقي بعشرين حقيبة، بينها المالية والطاقة والشؤون الخارجية والدفاع والتجارة والنقل.
وتشكيلة الحكومة الجديدة غير المسبوقة التي أعلنها رامابوزا الأحد، والتي نقلت المؤشر السياسي نحو يمين الوسط، هي نتيجة شهر من المفاوضات الشاقة بين المؤتمر الوطني الأفريقي والتحالف الديموقراطي.
اضطر سيريل رامابوزا، البالغ 71 سنة، والذي أعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، إلى التوفيق بين مطالب حزبه ومطالب حلفائه الجدد، وتعرض بسبب ذلك لانتقادات لتخليه عن وعده بتقليص عدد الحقائب الوزارية.
وتلقى رامابوزا الثلثاء اتصال تهنئة من الرئيس الاميركي جو بايدن.
وفي المعارضة، انتقد حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية (يسار متطرف) بشكل خاص ما اعتبره "حكومة موسعة ومُضخّمة، ما ينذر بزيادة العبء على دافعي الضرائب".