أعلنت روسيا، الأربعاء، السيطرة على أول أحياء تشاسيف يار التي تعدّ مدينة استراتيجية وتسعى موسكو إلى الاستيلاء عليها على أمل تسهيل تحقيق اختراق حاسم في شرق أوكرانيا.
وتسمح تشاسيف يار الواقعة على المرتفعات، للقوات الروسية بالوصول بقذائف مدافعها إلى كراماتورسك أكبر مدينة تعدين في المنطقة والتي تعتبر حصناً حامياً للمناطق الأوكرانية في هذا الجزء من البلاد.
من جهة أخرى، قُتل خمسة أشخاص على الأقل في قصف جديد على مدينة دنيبرو الكبيرة الواقعة في وسط أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ القوات الروسية "حرّرت حي نوفيي" الواقع على الأطراف الشرقية لمدينة تشاسيف يار الواقعة في منطقة دونيتسك والتي تتمتّع بأهمية عسكرية كبيرة.
وأكدت قناة "ديب ستايت" (DeepState) على تلغرام التي تضمّ باحثين ومصادر مقرّبة من كييف، أنّ الحي الذي تحدّثت عنه موسكو في تشاسيف يار "دُمّر بالكامل"، موضحة أنّ الاستمرار في السيطرة عليه لن يؤدي إلّا إلى "مزيد من الخسائر".
وقالت إنّ "الانسحاب من هذا الحي هو بالتالي قرار منطقي، وإن كان صعباً".
- ضربة "ضخمة" على دنيبرو -
استعاد الجيش الروسي زمام المبادرة في الأشهر الأخيرة محقّقا مكاسب تدريجية، في ظلّ سعيه إلى اختراق خطوط الدفاع الأوكرانية في الشرق للاستيلاء على الجزء الذي لا يسيطر عليه من دونباس، بعد أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي.
ويأتي ذلك في وقت تواصل القوات الروسية ضرباتها اليومية، خصوصاً على المدن والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا التي تعاني انقطاع التيار الكهربائي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان إنّ الضربات الروسية على دنيبرو في وسط أوكرانيا أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.
وأظهرت صور التقطها أشخاص في المكان ونشرتها وسائل إعلام أوكرانية، انفجارات وعمودا كبيرا من الدخان الأسود فوق المدينة. وأسفر الهجوم أيضاً عن إصابة 34 شخصاً بجروح.
وقال المسؤول المحلي ميكولا لوكاشوك "هذا ما يبدو عليه أحد مراكز التسوّق في المدينة. نوافذ محطّمة ومحطّة وقود متضرّرة"، مندّداً بضربة "ضخمة".
وتقع دنيبرو التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالى مليون نسمة، على بعد حوالى 100 كيلومتر من أقرب نقطة على خط الجبهة الجنوبي.
وكانت هذه المدينة مسرحاً لهجمات متعدّدة أودت بالعديد من المدنيين.
- هجوم بزوارق مسيّرة -
كرّر زيلينسكي التأكيد في بيان أنّ "أمرين فقط" يمكن أن "يوقفا هذا الرعب الروسي: أنظمة الدفاع الجوي الحديثة وقدرات أسلحتنا البعيدة المدى".
ومنذ أشهر، تطالب كييف شركاءها الغربيين بتزويدها أنظمة دفاع جوي. كما تشدّد على أن يقوم الأوروبيون والأميركيون بزيادة شحنات الصواريخ ذات المدى الأبعد لتتمكّن القوات الأوكرانية من ضرب الروس في الخطوط الخلفية للجبهة وتعطيل سلسلة الخدمات اللوجستية الخاصّة بهم.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع التشيكية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وتكنولوجيات وذخائر بقيمة إجمالية تبلغ 6,75 مليارات كرونة (288 مليون دولار أميركي)، منذ بدء الغزو الروسي في 22 شباط 2022.
ومع ذلك، في حال استمرّ الجيش الروسي في التقدّم شرقاً، فإنّ هذا الأمر سيكون نتيجة نقص عديد القوات الأوكرانية التي تفتقر أيضاً إلى الذخيرة.
في سياق آخر، أعلنت موسكو الأربعاء صدّ هجوم بزوارق مسيّرة أوكرانية خلال الليل على ميناء نوفوروسييسك الذي يضم جزءاً من الأسطول الروسي على البحر الأسود والذي يقع على بعد مئات الكيلومترات من الساحل الخاضع للسيطرة الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "تمّ تدمير زورقين مسيّرين كانا يتّجهان إلى نوفوروسييسك في البحر الأسود".
ومنذ بدء الغزو الروسي، تمكّنت أوكرانيا التي لا تملك قوة بحرية فعلية تدريجاً من دفع هذا الأسطول إلى مسافة بعيدة، وذلك عبر ضرب سفنه ومقرّه بشكل متكرّر بالصواريخ والزوارق المسيّرة والطائرات المسيّرة.