الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

شي وبوتين يدعوان إلى عالم "متعدّد الأقطاب" ليكون على "الجانب الصحيح من التاريخ"

المصدر: "أ ف ب"
شي وبوتين (أ ف ب).
شي وبوتين (أ ف ب).
A+ A-
دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ، الخميس من آسيا الوسطى، إلى نظام عالمي "متعدّد القطب" لمواجهة الأحادية الأميركية التي يندّدان بها، في خلال قمة جمعت دولاً عدة ذات علاقات متوترة مع الغرب.

وأكّد بوتين في  الجلسة العامّة لمنظمة شنغهاي للتعاون الذي يجمع خصوصاً روسيا والصين وإيران والهند ودولاً في آسيا الوسطى، أنّ إعلان أستانا "يؤكد التزام جميع المشاركين في منظمة شنغهاي للتعاون تشكيل نظام عالمي عادل متعدّد القطب".

وأكّد نظيره الصيني أنّ "من الأهمية بمكان أن تضع منظمة شانغهاي للتعاون نفسها على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب العدالة والإنصاف".

وقال إنّ إعلان أستانا الذي جرى توقيعه في عاصمة كازاخستان، يلقي الضوء على "تغييرات مزلزلة تحصل على مستوى السياسة والاقتصاد العالميين وفي ميادين أخرى من العلاقات الدولية"، وعلى ضرورة "تعزيز منظمة شنغهاي للتعاون".

ويندّد بوتين وشي باستمرار، اللذان يُظهران تفاهماً واضحاً ويعملان على تسريع التقارب بينهما وخصوصاً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بـ"الهيمنة" المفترضة للولايات المتحدة على العلاقات الدولية، وكانا قد تعهّدا وضع حدّ لها.

وبعد انضمام إيران الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى منظمة شانغهاي للتعاون العام الماضي، أصبحت بيلاروس المنبوذة من الغرب بسبب دعمها للحرب التي تشنّها روسيا ضدّ أوكرانيا، العضو العاشر فيها.

وقال رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 30 عاماً: "لدينا القدرة على تدمير جدران عالم أحادي القطب".

- بيلاروس عضو جديد -
ويُنظر إلى منظمة شنغهاي للتعاون (بيلاروس، الصين، الهند، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، أوزباكستان، باكستان وطاجيكستان) التي تأسست عام 2011 واكتسبت زخماً جديداً في السنوات الأخيرة تحت قيادة بيجينغ وموسكو، على أنّها منصّة تعاون منافس للمنظمات الغربية مع التركيز على الجانب الأمني والاقتصادي.

وفي السياق، دعا شي جينبينغ إلى "مقاومة التدخّلات الخارجية"، في إشارة واضحة إلى الدول الغربية وفي تكرار لأحد شعارات هذه المنظمة.

وتدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات ديبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

وإضافة إلى أعضائها الثابتين، تضم منظمة الأمن والتعاون "شركاء في الحوار" خصوصاً تركيا عضو حلف شمال الأطلسي. وسيكون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حاضراً في قمة أستانا، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مما يعكس النفوذ المتنامي لهذه المنظمة، خصوصاً في آسيا.

غير أنّ الرئيس التركي الذي يحتفظ بعلاقات متقلّبة مع الكرملين، كان قد دعا في اجتماع ثنائي مع بوتين إلى "سلام عادل" في أوكرانيا، الأمر الذي يعكس مقاربة سلبية بالنسبة إلى روسيا.

وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وصفه الوساطة التركية بـأنها "مستحيلة"، بينما بدا منزعجاً أثناء حديثه عن الأمر، بعدما كانت موسكو قد أعلنت العام الماضي إنّها تؤيّد هذه الوساطة.

ورغم أنّ منظمة شنغهاي للتعاون تقول إنّها تجمع 40 في المئة من سكّان العالم وحوالى 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلّا أنّ هذه المجموعة تظلّ غير متجانسة وتوجد انشقاقات عديدة بين أعضائها، وبعضها غارق في منافسات إقليمية.

آسيا الوسطى مرغوبة
تستعرض روسيا والصين اتحادهما في مواجهة الغرب، ولكنهما تبقيان متنافستان في آسيا الوسطى الغنية بالنفط والتي تحمل أهمية بالغة في إطار نقل البضائع بين أوروبا وآسيا.

وتتمتع موسكو بنفوذ تاريخي في تلك المنطقة بسبب الماضي السوفياتي، بينما تتمتّع بيجينغ بحضور متزايد هناك، كما انّ لدى الغرب اهتماماً كبيراً بها.

ويبقى إحد أولويات منظمة شنغهاي للتعاون تعميق العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، وتطوير المشاريع اللوجيستية الضخمة لربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى.

وتكثّف اهتمام الدول الكبرى بهذه المنطقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما أرادت موسكو المحافظة على نفوذها التقليدي في دول آسيا الوسطى، التي أصبحت الآن مرتبطة بالصين بقوّة عبر مشاريع اقتصادية واسعة النطاق، أي من خلال "طرق الحرير الجديدة"، بينما يتودّد إليها الغرب بشدّة.

وأوقفت العقوبات الغربية ضدّ موسكو ممرّ النقل التقليدي الذي يربط الصين بأوروبا عبر روسيا، مما دفع الاتحاد الأوروبي ودول آسيا الوسطى إلى البحث عن طرق بديلة، ولا سيما منها تلك التي تعبر وسط آسيا، أي الممر عبر بحر قزوين.

وتعد مكافحة ما تسميّه بيجينغ "الشرور الثلاثة" (الانفصالية والإرهاب والتطرّف) موضوعاً رئسياً آخر بالنسبة إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم